خاص- أبوجمرا: لهذا حصلت عملية 13 تشرين

  • شارك هذا الخبر
Sunday, October 13, 2019

خاص- ياسمين بوذياب
الكلمة أونلاين

تأتي ذكرى معركة 13 تشرين الأول هذا العام، لتذكّر اللبنانيين أن السياسة "لعبة قذرة"، وأن أمراء الحرب وأعداء الأمس، باتوا اليوم حلفاء وينضوون تحت المحور عينه.

ورغم أن هذا التاريخ هو ذكرى مجيدة للبعض، باعتباره أنهى حربا أهلية كانت دائرة في لبنان بين ابناء الوطن الواحد، الا أنه ذكرى مؤلمة على المقلب الآخر، إذ أسفر عن خسائر عديدة وأوقع مئات الشهداء من العسكريين الذين سقطوا في سبيل الدفاع عن الوطن.

اللواء المتقاعد في الجيش اللبناني عصام أبوجمرا عايش تلك الفترة وذلك اليوم بالتحديد، ورغم انه لم يكن في مهمة عسكرية يوم وقوع المعركة، اذ كان يشغل منصب نائب رئيس الوزراء للحكومة العسكرية المؤقتة برئاسة قائد الجيش العماد ميشال عون، الا انه بالمقابل كان على دراية بتفاصيل ما حصل والاسباب الرئيسية التي ادت الى اندلاع الحرب.

ابوجمرا، وفي حديث لموقع "الكلمة أونلاين"، أكد أنه كان باستطاعة لبنان تفادي نشوب هذه الحرب ووقوع عدد من الشهداء لو عولجت الأمور بمنظار آخر.

عام 1990، كان لبنان منقسما الى منطقتين: شرقية وغربية، وكانت سوريا في ذلك الحين بمثابة المحتل للبنان وللقوى الموجودة في المنطقة الشرقية، أي، وبطريقة غير مباشرة، كانت سوريا محتلة للقوى الموجودة في السلطة.

سوريا يومها قررت الدخول الى بعبدا واحتلال القصر الجمهوري، وبالطبع هذا القرار لم يأتِ الا باتفاق دولي وإذن خارجي سمح للطائرات التابعة لسلاح الجوّ السوري بدخول المجال الجوي اللبناني وشن هجوم على القصر الرئاسي في بعبدا حيث كان يتواجد قائد الجيش العماد ميشال عون، وكذلك على مواقع تابعة للجيش اللبناني في منطقة اليرزة.

ابوجمرا لفت الى ان الجيش السوري كان محصّنا بأسلحة جوية ونارية ودبابات وغيرها، بينما لم يملك الجيش اللبناني أي من تلك التحصينات، فكان هناك "عدم تكافؤ" بين القوة الموجودة لدي الجيش اللبناني من جهة، ولدى الجيش المحتل من جهة أخرى، ما أدى الى دخول السوري على المنطقة الشرقية بالقوة وحصول معركة كانت نتائجها مؤذية لوزارة الدفاع ورئاسة الجمهورية وكل المنطقة على حد سواء.

في المقابل، شدد أبوجمرا على انه ورغم عدم تكافؤ القوة بين الجيش الوطني والجيش المحتل، الا ان شهداء 13 تشرين قاموا بواجبهم على اكمل وجه ودافعوا بشراسة عن وطنهم وأرضهم ودفعوا دماءهم وأرواحهم ثمن ذلك. من هنا، توجه ابوجمرا بالتحية لروح كل شهيد سقط في الدفاع عن هذا الوطن، في وقت يبيع آخرون وطنهم لقاء مصالح شخصية ومادية أو طمعًا بالسلطة.

كان يمكن تفادي وقوع هذه المجزرة، بحسب أبوجمرا، لو تم تسليم السلطة من العماد ميشال عون الذي كان في محور ضد سوريا والوجود السوري في لبنان، الى سلطة متعاونة مع سوريا برئاسة اميل لحود، وهذا ما طلبه رئيس الجمهورية في حينها الياس الهراوي، الا ان عون رفض العمل بموجب هذا الطلب ولم يبلغ الجنود والعسكريين بأي إجراء الا بعد ساعتين من بدء المعركة، حيث انتقل عون الى السفارة الفرنسية وكانت المعركة قد شارفت على نهايتها موقعة عدد من الشهداء.

رفض العماد عون تمرير الامرة منه الى العماد اميل لحود كان السبب الاساسي في دخول السوري بالقوة الى المنطقة والاشتباك مع عناصر الجيش اللبناني ومن ثم الوصول الى القصر الجمهوري واحتلاله، اذ ان تحويل القيادة الى لحود كانت كفيلة بتجنيب لبنان كل هذه المعركة، كون كان من الممكن ان يأمر العسكريون بعدم الاشتباك مع الجيش السوري وبالتالي السماح لهم بالدخول دون اي خسائر.

تأتي اليوم ذكرى 13 تشرين الأول بعد 29 سنة، وقد أصبح من رفض تسليم السلطة لحليف سوريا بالأمس، حليفا لسوريا اليوم ومتعاون معها، في حين لم يتغيّر شيء في الواقع اللبناني، ومازال الصراع السياسي موجود بالبلد والسلطة منقسمة الى محاور وتابعة لأوامر خارجية.

ياسمين بوذياب
الكلمة اونلاين