تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل يزيد من مخاطر الإصابة بسكري الحمل

  • شارك هذا الخبر
Sunday, October 6, 2019

أشارت دراسة جديدة إلى أن تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل، قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بسكري الحمل.

ووفقاً لدراسة جديدة نُشرت في مجلة "BMJ Open"، اتضح أن الخطر المتزايد يبدو أكبر بالنسبة للعقاقير المضادة للاكتئاب فينلافاكسين والأميتريبتيلين. وقد أشارت هذه الدراسة إلى وجود علاقة، ولكن ليست سببية.

وقالت مؤلفة الدراسة أنيك بيرارد، الأستاذة بجامعة مونتريال في كندا ومديرة الأبحاث المتعلقة بالأدوية والحمل في مركز "CHU Sainte-Justine" الطبي: "هذه الدراسة توفر قطعة أخرى من اللغز، حيث أنها تشكل خطراً متزايداً نتيجة استخدام مضادات الاكتئاب أثناء الحمل".

هل “خرافات” الحمل حقيقية؟
وأضافت أن الاكتئاب يجب علاجه أثناء الحمل، مشيرة إلى تواجد أشكال عديدة من العلاجات، ومضادات الاكتئاب. وتابعت قائلة إنه إذا كانت المرأة حاملاً وتتناول مضادات الاكتئاب، فلا ينبغي لها أن تتوقف بنفسها، ولكن يجب أن تتناقش مع طبيبها المعالج لتقييم أفضل السبل للمضي قدماً.


سكري الحمل
ويمكن أن يزيد سكري الحمل، وهو مرض السكري الذي يحدث لدى النساء أثناء الحمل، من خطر حدوث مضاعفات معينة لكل من الأم والطفل، بما في ذلك مخاطر ارتفاع ضغط الدم بالنسبة للأم الحامل، بحيث قد تحتاج إلى ولادة قيصرية، وانخفاض السكر في الدم لدى الطفل، ما قد يؤدي إلى تطور مرض السكري من النوع 2 في وقت لاحق من الحياة.

وشملت الدراسة بيانات عن 237172 حالة حمل في كندا، بين العامين 1998 و2015.

وتضمنت الدراسة 20905 حالة من سكري الحمل من بين حالات الحمل التي شملتها الدراسة. ومن بين حالات الحمل المصابة بتشخيص سكري الحمل، تعرضت 1152 امرأة أيضاً لمضادات الاكتئاب.

وبعد تحليل تلك البيانات وإلقاء نظرة فاحصة حول التعرض لمضادات الاكتئاب، وجد الباحثون أن الفينلافاكسين والأميتريبتيلين على وجه التحديد يرتبطان بزيادة خطر الإصابة بسكري الحمل بنسبتي 27٪ و52٪ على التوالي.

وعلى الرغم من أن الخطر كان أكبر بالنسبة لهذين النوعين من مضادات الاكتئاب، فقد وجد الباحثون أيضاً أن خطر الإصابة بسكري الحمل يزداد كلما زاد تناول مضادات الاكتئاب.

دراسة تحذر من استهلاك كميات كبيرة من السكر أثناء الحمل
وقالت بيرارد: "ارتبط الاستخدام قصير الأجل لمضاد الاكتئاب بزيادة الخطر بنسبة 15٪، والاستخدام المتوسط بزيادة الخطر بنسبة 17٪، أما الاستخدام طويل الأجل فقد ارتبط بزيادة الخطر بنسبة 29٪. الزيادات قليلة ولكنها تتخطى ما كنا نتوقعه."

وخضعت الدراسة لبعض القيود، بما في ذلك أنها كانت قائمة على الملاحظة وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كانت ستظهر نتائج مماثلة بين مجموعة أكثر تنوعاً من النساء، بحيث أن نسبة 88.5٪ من حالات الحمل في البيانات كانت بين النساء اللواتي يتمتعن بخلفية قوقازية.

مضادات الإكتئاب
وهناك حاجة إلى مزيد من البحث أيضاً لتحديد سبب وجود ارتباط بين استخدام مضادات الاكتئاب ومرض سكري الحمل.

وأوضحت بيرارد: "على الرغم من أن المنطق البيولوجي ليس مفهوماً جيداً، إلا أننا نعرف أن مضادات الاكتئاب ترتبط بزيادة الوزن، التي بدورها ترتبط بمقاومة الأنسولين وخلل التمثيل الغذائي للجلوكوز، وجميع عوامل الخطر لمرض السكري".

ووفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، تُصاب كل عام حوالي 10٪ من النساء في الولايات المتحدة بسكري الحمل.

وقالت الدكتورة كريستينا ديليجيانديس، مديرة الصحة السلوكية للمرأة في مستشفى "Zucker Hillside"، والتي لم تشارك في الدراسة الجديدة: "قد يكون استخدام مضادات الاكتئاب خلال فترة الحمل من عوامل خطر الإصابة بسكري الحمل، لكننا لا نعرف ما إذا كانت قوة الارتباط بين استخدامها ومرض سكري الحمل أقوى أو أضعف، اعتماداً على ما إذا كانت المرأة أصبحت خالية من الاكتئاب، أو إذا كانت لا تزال تعاني منه."

وأضافت أنه لا يزال من المهم للمرأة أن تسعى لعلاج الاكتئاب، إذا كانت تظهر عليها علامات أو أعراض أثناء الحمل.

وأضافت أن "هناك العديد من المخاطر الصحية ذات الصلة بالإكتئاب غير المعالج أثناء الحمل، كما أن الانتحار هو السبب الرئيسي لوفاة الأمهات في السنة الأولى بعد الولادة".

وأشارت إلى أنه يجب الموازنة بين مخاطر الاكتئاب غير المعالج وما هو معروف حالياً بمخاطر الاستمرار في استخدام مضادات الاكتئاب أثناء الحمل.