إحذروا عوارض هذا المرض الخطر!

  • شارك هذا الخبر
Saturday, October 5, 2019

ماريانا معضاد

قد يصبح تمدّد الأوعية الدموية المتمزّق سريعًا حالة مهدّدة للحياة، تتطلب علاجًا طبيًا فوريًا. ومع ذلك لا تتمزّق معظم تمدّدات الأوعية الدموية أو لا تتسّبب في مشكلات صحية أو تُظهر أعراضًا. وغالبًا ما تُكتشف مثل تمدّدات الأوعية الدموية هذه أثناء إجراء اختبارات للكشف عن حالات أخرى. وقد يكون علاج تمدّد الأوعية الدموية غير المتمزّق في الدماغ مناسبًا في بعض الحالات، وقد يمنع حدوث تمزّق في المستقبل.

في حديث لـ«الجمهورية»، قال الدكتور رودي شعيا النوار، اختصاصي في الأمراض العصبية وأمراض الدماغ، وأستاذ محاضر في جامعة LAU، وطبيب مختص في مستشفى LAUMCRH: «عند التعرّض لجلطة دماغية، يكون هناك بالطبع امتداد بالشرايين أو نزيف. ويشكّل التمزق بسبب تكيّس الاوعية الدموية 3% من إجمالي الجلطات».

عوامل الخطر
بحسب نوار، «تشمل عوامل خطر تمدّد الأوعية الدموية عوامل يمكن السيطرة عليها مثل: الضغط، التدخين، الكحول، وبعض الأدوية.
وعوامل أخرى لا يمكن السيطرة عليها مثل:
• التقدّم في العمر (العمر الأكثر عرضة هو في الخمسينات)،
• الجنس (النساء أكثر من الرجال)،
• الاستعداد الوراثي. إذا كان يعاني أكثر من فردين من عائلتك من تكيّس أو تمزّق في الأوعية الدموية، إذاً نسبة إصابتك بهذا المرض مرتفعة، ويُنصح بإجراء الفحوصات اللازمة».

عوامل خطر أخرى منذ الولادة
يمكن أن ترتبط بعض الحالات الموجودة منذ الولادة بارتفاع خطر الإصابة بتمدّد الأوعية الدموية في الدماغ. وهي تشمل:
• اضطرابات الأنسجة الضامة الموروثة التي تُضعف الأوعية الدموية،
• داء الكلى متعددة الكيسات، وهو اضطراب موروث ينتج منه أكياس ممتلئة بالسائل في الكلى ويرفع عادةً ضغط الدم،
• ضيق الأبهر بشكل غير طبيعي، وهو وعاء دموي كبير يوصل الدم الغني بالأكسجين من القلب إلى الجسم،
• التشوّه الشرياني الوريدي الدماغي، وهو اتصال غير طبيعي بين الشرايين والأوردة في الدماغ، يعوق التدفق الطبيعي للدم بينها،
• تاريخ عائلي من الإصابة بتمدّد الأوعية الدموية، خاصةً إصابة أحد الأقارب من الدرجة الأولى، مثل أحد الوالدين أو أخ أو أخت أو طفل.

عوارض تمدّد الأوعية الدموية
ذكر د. رودي العوارض التالية لتمدّد أو تكيّس الأوعية الدموية:
• صداع شديد مفاجئ (يُعرف بأسوأ نوع صداع)،
• الحساسية على الضوء، الغثيان والتقيؤ، رؤية مشوشة، تيبس الرقبة، وفقدان الوعي.
ونصح د. رودي بالتوجه فوراً إلى أقرب مركز طوارئ في حال حدوث هذه العوارض.
ولفت: «خلال الساعات الست الأولى، قد لا تُظهر الأشعة النزيف في الدماغ. ولكن إذا كانت العوارض واضحة، نجري اختبار السائل الدماغي الشوكي، أي نأخذ عينة من سائل النخاع الشوكي من ظهر المريض، إذ يساعدنا هذا الاختبار أحياناً في التشخيص». وتابع قائلاً: «أهم فحص للكشف عن التكيّس هو تصوير الأوعية الدماغية: نُدخل أنبوباً من شريان القدم حتى الدماغ، فنتأكّد بواسطته من وجود أي تكيّس أو تمدّد في الأوعية».

مضاعفات تمدّد الأوعية الدموية
يقول د. رودي: «قد نشهد عوارض جانبية بعد النزيف الناتج من التكيس:
• نزيف مرة أخرى REBLEEDING،
• تشنج الأوعية الدموية (يؤدي إلى جلطات دماغية)،
• نقص الصوديوم،
• الاستسقاء الدماغي.
وتشكّل هذه المضاعفات خطراً على المريض، وقد تحدث في حال لم نعالج تمدّد الاوعية لديه، أو حتى بعد معالجته. من هنا نستخلص أهمية مراقبة المريض وإدخاله إلى المستشفى».

عوارض النزيف مرة أخرى
وفقاً لد. النوار، تشمل عوارض النزيف مرة أخرى «العوارض السابقة نفسها، فضلاً عن عوارض إضافية تتعلق بموقع النزيف: مثلاً إذا كانت الإصابة في منطقة النطق في الدماغ، يعاني المريض من مشكلات في النطق، أما إذا كانت الإصابة في منطقة الوعي، فيعاني من مشكلات مثل فقدان الوعي».

العلاج
يختلف العلاج المناسب بحسب حالة كل مريض. فأوضح النوار أنّه «في حال كان التكيّس صغيراً، نراقب الشريان. أما إذا كان التكيّس كبيراً، فإما نلجأ إلى القص الجراحي SURGICAL CLIPPING، وإما نُدخل مادة في أنبوب إلى التكيّس، لإيقاف الامتداد». وختم قائلاً: «يمكن تحقيق الشفاء في حالات التكيّس، ولكن يبقى خطر النزف مرة أخرى 3% خلال عام».


الجمهورية