إنتر ميلان يؤكد انقراض "الكاتيناتشو" في ضيافة مبدعي "التيكي تاكا"

  • شارك هذا الخبر
Thursday, October 3, 2019


في كل مرة يسمع فيها أي عاشق أومحب لكرة القدم، أن فريقا إيطاليا سيلعب مع آخر أوروبي، فإن أول صورة تتشكل لديه، هي أن المباراة ستكون دفاعية من جانب الفريق الأول وهجومية من الثاني.

هذه الصورة النمطية التي لازمت الأندية الإيطالية لعقود، بدأت تتغير وتزول منذ سنوات، مع انقراض ما يصطلح عليه استراتيجية "الكاتيناتشو" في الدوري الإيطالي.

ما معنى "الكاتيناتشو"؟

هي فلسفة اشتهرت بها إيطاليا في كرة القدم على مدار العقود الماضية، سواء على صعيد المنتخب الوطني أو الأندية المحلية، وبات هناك اعتقاد سائد لدى الجميع بأن الكرة الإيطالية تعتمد بشكل أساسي على الدفاع، ولديها مبادئ خاصة في هذا المجال تميزها عن باقي البلدان الأوروبية الأخرى.

أندية الدوري الإيطالي أو "الكالتشيو" على مدار تاريخها، كانت تطبق استراتيجيات دفاعية محكمة، ومعظمهما يفضل الدفاع على الهجوم، حتى الأندية الكبيرة مثل ميلان، ويوفنتوس، وإنتر، وروما، ولاتسيو، رغم أنها امتلكت أساطير في خطي الوسط والهجوم، إلا أنها امتازت بالصلابة الدفاعية في معظم العصور.

استراتيجية "الكاتيناتشو" انقرضت منذ سنوات، والكرة الآن في إيطاليا تلعب بشكل مختلف، خصوصا على صعيد الأندية، فأصبح هناك اهتمام كبير في العملية الهجومية مثل الدفاعية تماما، وربما أكثر أيضا.

إنتر ميلان، أحد أشهر الأندية الإيطالية وأكثرها تتويجا بالألقاب، أكد خلال المباراة التي جمعته أمس بمضيفه برشلونة في دوري أبطال أوروبا، أكد أن عصر استراتيجية "الكاتيناتشو"، قد ولى فعلا ولم يعد يتناسب مع الكرة الحديثة، وأن الكرة الإيطالية باتت تنهج أساليب جديدة لمقارعة أعتد الأندية الأوروبية على غرار برشلونة، الذي سيطر بين العامين 2008 و2012 على جل المسابقات المحلية والقارية بنهجه أسلوب "التيكي تاكا"، وهو أسلوب من أساليب لعب كرة القدم يعتمد التمريرات القصيرة بين اللاعبين والحركة والتعامل مع الكرة من خلال عدة قنوات والحفاظ على الاستحواذ عليها.

في مباراة الأمس، لم يركن إنتر إلى الدفاع، بل انتهج استراتيجية أقرب إلى ما يسمى "التنشيط الدفاعي"، وتقوم على قطع الكرة من المنافس، وشن هجمة مرتدة سريعة، حيث ينطلق بناء الهجمة من الخلف من خلال تمرير الكرة بين المدافعين، مرورا بلاعبي خط الوسط، وصولا إلى المهاجمين الذين تكمن مهمتهم الأساسية في إنهاء الهجمة بتسجيل الأهداف، أو على الأقل في تهديد مرمى المنافس.

هذه العملية (التنشيط الدفاعي) تكررت في مباراة أمس، وظهر الفريق الإيطالي في كم من مرة يهدد مرمى "البلوغرانا"، ولولا رعونة مهاجميه وتسرعهم أحيانا، وتألق حارس برشلونة تير شتيغن في أحيان أخرى، لأنهى إنتر الشوط الأول متقدما بفارق هدفين على الأقل.

صحيح أن إنتر خسر لقاء الأمس (2-1)، بعدما فرط في تقدمه بهدف، لكن من حيث الجودة، فقد قدم مباراة ممتعة كانت ستكون متكاملة لو ختمها بانتصار، وأثبت أن استراتيجية الدفاع كوسيلة للفوز، أو الدفاع من أجل الدفاع، قد ولت في عصر ما بعد حقبة "تيكي تاكا" برشلونة (حقبة تيكي تاكا برشلونة امتدت بين العامين 2008 و2012).