خاص – التلاعب بسعر صرف الدولار.. هل ينعكس أزمة نقدية؟

  • شارك هذا الخبر
Sunday, August 25, 2019

خاص الكلمة أونلاين – يوسف الصايغ

في ظل المخاوف من انعكاسات التصنيفات الإئتمانية على الوضع الإقتصادي في لبنان، برزت أزمة جديدة تمثلت بارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة، وبات الفارق بين السعر الوسطي الرسمي للدولار، وهو حوالى 1507 ليرات والسعر المعمول به في سوق الصيرفة وصل الى 1542 (مبيع) أي ان الفارق أصبح نحو 35 ليرة.

هذه الأزمة سرعان ما انعكست على مختلف القطاعات الإقتصادية وتحديدا على قطاع النفط، حيث تقوم نقابات توزيع المحروقات بشراء النفط بالدولار ويتم بيعه بالليرة اللبنانية، وإذ تتقيّد القطاعات العاملة في القطاع النفطي بتسعيرة وزارة الطاقة الرسمية، فقد باتت تتحمل عبء فارق صيرفة العملة الأمر الذي دفع بنقابتي أصحاب المحطات والصهاريج وتجمع شركات توزيع المحروقات للإعلان عن "توقفهم عن العمل في حال عدم السعي الجدي لمعالجة أزمة التحويل من الليرة إلى الدولار الأميركي في مهلة أقصاها أسبوع، على أن ينفذ يوم الخميس 29 الحالي إضراب عام في كل المحافظات".

في هذا السياق، يقول نقيب أصحاب محطات الوقود في لبنان سامي براكس لـ"الكلمة أونلاين" أنهم أرادوا من خلال الإعلان عن هذه الخطوة رفع الصوت وبعث رسالة تحذير مما يحصل مؤخراً، ويلفت أنه منذ اليوم وحتى تاريخ 29 آب المقبل إن لم تتحرك الدولة من أجل إيجاد الحلول فلكل حادث حديث، وقد نتجه الى إضراب عام وشامل".

وإذ يكشف براكس عن اجتماعات ستعقد تباعا في كافة المناطق اللبنانية، يسأل هل من المعقول أن نشتري بالدولار بقيمة 1550 ونبيع بالليرة اللبنانية ونخسر 50 في المئة، ويضيف هل بات الدولار يباع في السوق السوداء؟

من جهة ثانية، يشير نقيب أصحاب محطات الوقود إلى أنهم تابعوا المسألة مع وزيرة الطاقة التي لم توقع على جداول الأسعار، في ظل ما يحصل من تلاعب بسعر صرف الدولار، لكنها طلبت منهم متابعة الأمر مع رئيس الحكومة".

بدوره، يصف الخبير الإقتصادي غازي وزنة لـ"الكلمة أونلاين" أزمة الفرق في سعر الصرف بـ "الأزمة الآنية والمحدودة، مشيرا إلى أن هناك بعض الصيارفة الذين يحاولون زيادة أرباحهم، بينما بات اللبنانيون يشعرون بالقلق يركضون لشراء الدولار، في وقت بدأت الجامعات والمستشفيات وبعض المحال التجارية تتعامل بالدولار، وهذا ما دفع بالصيارفة إلى الإستفادة من هذا الأمر".

ويلفت وزنة إلى أن "وزارة الإقتصاد أصدرت تعميماً طالبت فيه بالإبلاغ عن الجهات التي تقوم برفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة، مع تحديد سعر 1513 كسعر رسمي لصرف الدولار، مشيراً إلى أن العمليات التي تتم عند الصيارفة تمثل أقل من 0, 1 في المئة".

لكن النقطة الهامة التي يشير إليها وزنة هي أن "مصرف لبنان أثبت أن لديه القدرة للحفاظ على الإستقرار النقدي، لا سيما وأن شهر تموز شهد زيادة في التدفقات المالية بقيمة مليارين و150 مليون دولار دخلت إلى لبنان، وعليه فإن الهلع والخوف ليس في محله وفقاً لوزنة، خصوصا وأن ميزان المدفوعات سجل فائضاً في شهر تموز للمرة الأولى منذ 5 أشهر، بعدما وصل العجز التراكمي إلى 5 , 3 مليارات دولار".


الكلمة اونلاين