عقل العويط:النفايات تأكل الناس في زغرتا - الكورة

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, August 14, 2019



طلب منّي أهل البيئة وبعضٌ من أبناء المنطقتين والأصدقاء في زغرتا – الكورة أنْ أساهم في إطلاق الصرخة الآتية عبر "النهار": النفايات تأكل الناس في زغرتا – الكورة.
هكذا إذًا!

لم تعد بساتين الليمون ولا سهول الزيتون ولا حقول العنب والتين هي العلامة الفارقة هناك. بل النفايات. وسموم النفايات. وروائح النفايات.

قبل ذلك، وبالتزامن، كان الدخان السرطانيّ الذي تبثّه شركات الإسمنت، وأنين المقالع التي تستأصل الجبال، لا يزالان يأكلان الرئات والأنفاس. ويتلذّذان بحصد قوافل المرضى والموتى من جرّاء هذا الكابوس.

إذا كانت حكومات لا تستطيع أنْ توجِد حلًّا لأزمة نفايات، فيجب والحال هذه أنْ تُرجَم بالحجار، وأنْ تُرمى بأكوام هذه النفايات لتختنق فيها وتموت تحت ركاماتها المشقوعة في الوعر والأودية والسهول.

كذا يجب أنْ يقال عن البلديّات (الطليعيّة والرؤيويّة) التي تكتفي بالمظاهر والعراضات وجباية الضرائب وتخدير الناس بالحلول المتهرّبة والهاربة إلى حيث لا منفذ ولا أفق ولا أمان.

ألا يجب في هذا السياق الكابوسيّ، التذكير بالمصانع على أنواعها، وبمعامل الجفت، وبمزارع الأبقار والدواجن، التي تحتلّ أجمل المواقع وأطيب الضفاف وأنقاها، وتدمّر البيئة، ووتمنع الناس من العيش نهارًا ومن النوم ليلًا بسبب روائحها المثيرة للغثيان والتقزز والتقيؤ واليأس (مسقط رأسي مثلًا)؟

نذهب إلى أين، ونلجأ إلى مَن؟

أإلى وزير الصحّة؟ أم إلى وزير البيئة؟ أم إلى وزيرة الداخليّة، ابنة المنطقة الشماليّة العزيزة؟ أم إلى وزير السياحة؟ أم إلى نوّاب المنطقتين؟ أم إلى وزرائهما في الحكومة؟ أم إلى اتحادَي بلديّاتهما؟

أم نوجّه نداءً عاجلًا إلى الأحزاب والتيّارات التي يتبارى أهالي المنطقتين في تقديم الولاء لقادتها وزعمائها؟

... أم أم أم نقول لرئيس الجمهوريّة إنّ أهل زغرتا – الكورة ليس هناك بين مسؤولي العهد الكريم مَن يقترح حلًّا نظيفًا لنفاياتهم ولبيئتهم ولهم ولأبنائهم ولمزروعاتهم وحقولهم اليانعة؟

لقد بُحّ صوت لجان الدفاع عن البيئة في المنطقتين. لكن لا حياة لمَن ينادون؟

هل يجب الاكتفاء بالاحتجاج الشعبي؟ هل يكفي الاحتجاج؟

هل يعلن أهالي المنطقتين العصيان المدني؟

فليستيقظ مسؤولٌ واحدٌ ما من موته أو نومه أو نعاسه أو... صفقاته، وليقل لهؤلاء الناس إنّه سيقترح حلًّا بيئيًّا مشرِّفًا يضع حدًّا لمأساتهم.

النفايات تأكل الناس في زغرتا – الكورة.

فلتأكل النفايات السلطة وأهلها. آمين يا ربّ!