نتائج إيجابية بعد زيارة رؤساء لبنان الثلاثة إلى السعودية..

  • شارك هذا الخبر
Sunday, July 21, 2019

في الوقت الذي يمر فيه لبنان باستحقاقات سياسية واقتصادية دقيقة وسط الظروف الدقيقة التي تشهدها المنطقة، استطاع لبنان تجاوز الصعوبات والبدء بموسم صيفي حافل، وجاءت زيارة الرؤساء السابقين للحكومة اللبنانية وهم: دولة الرئيس نجيب ميقاتي، ودولة الرئيس فؤاد السنيورة، ودولة الرئيس تمام سلام.. التي قاموا بها منذ أيام إلى المملكة العربية السعودية ولقائهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- إيجابية على أكثر من صعيد، ومن ذلك الاقتصادي حيث ارتفعت إصدارات سندات 2024 و2025 و2027 أكثر من 0.8 سنت للدولار، كما سجل القطاع السياحي ارتفاعاً ملحوظاً في عدد السياح السعوديين، وعكست نتائج زيارة الرؤساء أجواءً إيجابيةً ترجمت بمزيد من أجواء الارتياح داخل لبنان على المستويين الرسمي والشعبي.

لقد أكدت المملكة من خلال المواقف والتوجهات التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمام الرؤساء الثلاثة أن المملكة «كانت وستبقى إلى جانب لبنان، كل لبنان عند كل استحقاق»، وهذا ما أكدته مصادر دبلوماسية مطلعة لـ»الرياض».

من جهته قال رئيس الحكومة السابق تمام سلام لـ «الرياض»: «إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أشاد بالجهود التي يبذلونها كرؤساء، إلى جانب رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي تكن له المملكة المحبة والتقدير، وأكد الرئيس سلام على أن الملك سلمان بن عبدالعزيز شدد أمام الوفد على أهمية صيغة العيش المشترك بين اللبنانيين بشتى طوائفهم وانتماءاتهم تحت سقف الدستور واحترام القوانين الشرعية العربية والدولية.

من جهته اعتبر سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري أن زيارة الرؤساء الثلاثة (نجيب ميقاتي، وفؤاد السنيورة، وتمام سلام).. ستتبعها خطوات لاحقة تحمل في طياتها ملامح مستقبل واعد لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وقال: لا شك أن تلك الزيارة إلى المملكة العربية السعودية من قبل رؤساء الحكومة اللبنانيين السابقين وما سبقها من زيارات أيضا لوزراء ومسؤولين لبنانيين على مستوى رفيع إلى المملكة وكذلك زيارات مسؤولين سعوديين إلى لبنان، عمّقت الثقة بين البلدين أكثر، وكان لها أثر اقتصادي مباشر إذ أن توافد السياح العرب والخليجيين والسعوديين بشكل خاص لا يزال يزداد بوتيرة أسرع كما أكد وزير السياحة اللبناني أواديس كيدانيان لـ «الرياض» لافتاً إلى أن الأعداد إلى تزايد خاصة بعد رفع حظر سفر السعوديين إلى لبنان، مشيرا إلى أن الأعداد الوافدة سجلت 45 ألف سائح سعودي إلى لبنان أول ستة أشهر من العام الحالي وهي زيادة بلغت 100 % عن العام الماضي الذي كان 23 ألف سائح.

ولفت كيدانيان إلى وجود حجوزات كبيرة لشهري يوليو الحالي وأغسطس المقبل معتبرا أن الوضع الأمني المستتب في لبنان ودعم المملكة للبنان وخاصة الجهد والدعم الذي يقوم به سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري لتحسين صورة لبنان في الخارج زادا من أعداد الوافدين إلى لبنان، وأكد وزير السياحة بأنه لا يزال عند وعده بأن الأعداد ستتخطى الأعوام السابقة داعيا العرب والخليجيين والسعوديين بشكل خاص إلى زيارة لبنان بلدهم الثاني حيث اللبنانيون معروفون بحسن الضيافة.

وأشار وزير السياحة إلى التحسينات الجارية في المطار والتي أدت إلى ارتياح كبير لدى المسافر والمغترب اللبناني والسائح بشكل عام وهو الذي يتواجد بشكل شبه يومي في المطار الذي شهد ازدحاما العام الماضي عدا عن بعض الأخبار والشائعات غير الصحيحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف أن الشهر الجاري سيشهد افتتاح المرحلة الثانية للتوسعة حيث سيصبح المطار بحلة جديدة التي شرحها مدير عام الطيران المدني في مطار رفيق الحريري ببيروت المهندس محمد شهاب الدين فلفت إلى أن التفتيشات الخارجية في قوى الأمن الداخلي ستزال وسيتجه المسافر مباشرة إلى check in، وقبل الأمن العام سيكون هناك تسعة أجهزة مسح لحقائب اليد ثم الأمن العام حيث لم يعد هناك حاجة للتفتيش مرة أخرى، على أمل أن يتم الانتهاء من المرحلة الأخيرة قبل نهاية العام الحالي فيما خص المسار السريع.

حركة إيجابية من لبنان تقابلها مساعٍ حثيثة للسفير اللبناني في الرياض الدكتور فوزي كبارة تتمثل بتقديم التسهيلات كافة «للأخوة السعوديين ومرافقيهم وسائر المقيمين في المملكة وإصدار التأشيرات اللازمة». وأوضح السفير كبارة إلى أن المواطنين السعوديين يمكنهم الحصول على التأشيرات في مطار رفيق الحريري في بيروت، «فهم يحلون أهلا في وطنهم الثاني لبنان الذي يقدر عاليا متانة العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين، لافتا إلى عدد كبير من اتفاقيات التعاون نعمل على تجديدها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين، وقال السفير كبارة «لاحظنا الاهتمام من الأخوة السعوديين بزيارة لبنان هذا الصيف وقامت السفارة بكافة التسهيلات، التي تنص عليهل القوانين المرعية».

وحتى منتصف شهر تموز الحالي كانت حركة الوافدين إلى لبنان قد سجلت وصول 284.042 ألف راكب، وهو مؤشر رأى فيه ربيع الأمين رئيس مجلس التنفيذيين اللبنانيين «عاملاً إيجابياً وثمرة طبيعية لعلاقة الأخوة بين البلدين المبنية على أسس متينة وتاريخ عريق من الثقة». وأضاف الأمين «أن المملكة هي الشقيقة الكبرى للبنان والحضن الذي يستضيف مئات الآف من اللبنانيين والأسر دون تمييز، وبالتالي فهم ساهموا ويساهمون بتعزيز الاستقرار الاجتماعي في لبنان، وفي المقابل فإن ما يقوم به لبنان لاستقبال الإخوة من المملكة هو تحية تقدير ومحبة يستحقونها.

ولفت الأمين إلى أن «التواصل والتفاعل السعودي - اللبناني في حالة حراك دائم وليس أدل على ذلك سوى ما شهدته من زيارات متبادلة كان آخرها زيارة رؤساء الحكومة السابقين وما سبقها من زيارة لقائد الجيش العماد جوزاف عون وزيارات العمل لممثلي عدد كبير من الوزارت الذين التقوا نظراءهم في المملكة، وزيارة وفد مجلس الشورى السعودي والجهود الكبيرة التي يقوم بها السفير وليد بخاري في بيروت والسفير فوزي كبارة في الرياض، وكل ذلك ينطلق من قاعدة واحدة وهي قاعدة الاحترام المتبادل.


الرياض