خاص - خفايا خلاف الاشتراكي - المستقبل

  • شارك هذا الخبر
Monday, June 10, 2019

خاص - الكلمة أونلاين
ياسمين بوذياب

تسلّحوا بنظام لبنان "الديمقراطي" وحرية أبنائه بإبداء رأيهم والتعبير عن وجهات نظرهم، فأطلقوا العنان لأفكارهم، وراحوا يتراشقون بـ"تغريدات" كادت أن تشعل حربًا بين أبناء المنطقة الواحدة.

وفي التفاصيل، فمنذ بضعة أيام، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك وسائل الاعلام، بالحرب "التويترية" التي اشتعلت بين "حلفاء الأمس"، نواب ومسؤولي "الحزب التقدمي الاشتراكي" من جهة، و "رفقائهم" في "تيار المستقبل" من جهة أخرى، ليبدأ الأخذ والرد وتبادل الاتهامات، إلى حين تدخّلت بعض الأطراف وجرت اتصالات عديدة لتهدئة الحملة الإعلامية التي حصلت ووقف هذه "المهزلة"، وبالتالي إعادة الأمور إلى نصابها.

ظاهريًا، فإن هذه الحرب "الافتراضية" اندلعت على خلفية تعيينات في مجلس بلدية شحيم في إقليم الخروب، ونتيجة ضغوطات مارسها "تيار المستقبل" على بعض الأعضاء لعدم حضور جلسة طرح الثقة برئيس بلدية شحيم الحالي زيدان الصغير، والتي من المقرر أن تُعقد يوم غد الإثنين 10 حزيران، مع تهديدات بفصل هؤلاء من عملهم في إحدى شركات الأعمال الهندسية المعروفة إذا لم يلتزموا بقرار التيار، بحسب ما تردد.

أما باطنيًا، فالقصة أعمق من ذلك بكثير، حيث أكّد مصدر في "الحزب التقدمي الاشتراكي" لموقع "الكلمة أونلاين"، أن الهدف مما حصل لا يكمن في افتعال سجالات لا مع "تيار المستقبل" ولا مع سواه من الأطراف السياسية، إنما هو محاولة لتصويب الأمور "كي لا نقع في المحضور"، بحسب تعبيره.

هذا وأوضح أن المسألة ليست مسألة مجلس بلدي فحسب، إنما ما حصل في بلدية شحيم كان سببًا ومنبرًا للاشتراكي للتعليق على الواقع والأداء السياسي الذي يمارسه "تيار المستقبل" في الآونة الأخيرة، ومدى ارتباط هذا الاداء بـ"اتفاق الطائف"، من حيث التجاوزات التي تحصل من قبل عدد من الاطراف الذين بدورهم يفاخرون بتعديل "الطائف" عبر ممارساتهم، وهذا ما يعتبره "الاشتراكي" مسألة خطيرة تمسّ بالتوازنات الداخلية وتوزيع الصلاحيات الرئاسية وكذلك المضامين الاساسية التي رسمها وحددها اتفاق الطائف بدقّة بين اللبنانيين.

كما أسف المصدر لعدم اعتراض جهات من المفترض ان تكون معنيّة بشكل اساسي في موضوع حماية "اتفاق الطائف" ومنع انحراف تطبيقه بأي شكل من الاشكال.

في المقابل، مصادر "تيار المستقبل" فضّلت عدم التعليق على الموضوع، باعتبار أن المسألة أصبحت من الماضي ولا لزوم لإعادة فتح الملف من جديد، إذ ما يجب أن يقال قد قيل في أوانه.

إذًا، بعد الأخذ والرد والشحن "التويتري" الذي حصل بين طرفي النزاع، نأمل ألا تكون هذه الحرب "الافتراضية" مجرد وسيلة لإلهاء الرأي العام وتمرير صفقات من "تحت الطاولة"، تعود بالفائدة على "حلفاء السياسة المتخاصمين"، ولا يتضرّر منها سوى المواطن والشعب المسكين.

ياسمين بوذياب
الكلمة اونلاين