فؤاد أبو زيد- حرب على الابواب أو عرض عضلات؟!

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, May 15, 2019

هناك مثل لبناني شعبي يقول «إذا حلق جارك، بلّ ذقنك».

هذا المثل على بساطته يراد منه التنبيه والتحذير والبدء بأخذ تدابير احترازية، في حال بدأت تظهر اشارات غير مطمئنة، في أمكنة قريبة، قد يطول أذاها أماكن اخرى قريبة او بعيدة، وهذا هو واقع الحال في منطقة الخليج، حيث كشفت الأيام القليلة الماضية عن حراك عسكري واسع تقوم به الولايات المتحدة الأميركية، تعزيزاً لوجودها العسكري في تلك المنطقة، بحشد اسطول بحري كبير تتقدمه حاملة طائرات، تعتبر من الأضخم في الولايات المتحدة والعالم، وقد بدأت طائرات حربية أميركية من نوع «F.15» و«F.35» بطلعات عدّة فوق منطقة الخليج لردع ايران، بعد العمل الارهابي منذ ثلاثة ايام في ميناء الفجيرة في دولة الامارات، والذي ألحق تخريباً في ثلاث سفن تعود الى الامارات والسعودية، واللافت ان وزارة الدفاع الأميركية أعلنت امس، بعد قيام طائرات من دون طيار بقصف منشآت بترولية للسعودية، ان اميركا تنوي رفع عدد الجنود الاميركيين في منطقة الشرق الاوسط والخليج الى 120الف جندي.

في المقابل كان لافتاً ايضاً أن أمير دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، دعا الحرس الوطني الكويتي الى اخذ اقصى درجات الحيطة والحذر، نظراً لخطورة المستجدات التي تشهدها منطقة الخليج، اضافة الى ان الرئيس ترامب اعلن في رد على احد الصحافيين، ان ايران سوف تتوجع كثيراً، اذا قامت بأي عمل عدائي ضد مصالح الولايات المتحدة في الخليج، وبدورها اكدت ايران «اننا مستعدون للمواجهة ويدنا على الزناد».

* * * * *

على الصعيد اللبناني، سجّل في اليومين الماضيين قيام قائد الجيش العماد جوزف عون بزيارة مفاجئة الى واشنطن على رأس وفد من الضباط، فسّرته مصادر حكومية رفيعة لاحدى الصحف الخليجية بأن العماد عون سيبحث مع المسؤولين الاميركيين، العسكريين والمدنيين، الصدام المحتمل حصوله بين اميركا وايران، وامكانية اشتراك اسرائيل وحزب الله في هذا الصدام، وان لبنان ملتزم بالردّ على اسرائيل في حال استهدفت الجيش اللبناني والمناطق المدنية الآمنة، وقد تكون زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد الذي وصل امس الى لبنان، مناسبة لاثارة هذا الامر معه، اضافة الى مهمته الأساسية التوصل الى حلّ الخلاف بين لبنان واسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية والبريّة والجويّة.

السؤال، هل المنطقة مقبلة على حرب اميركية - ايرانية كبداية، أو أن الأمر عبارة عن عرض عضلات وعض أصابع قبل البدء بمفاوضات تسوية؟!