الأب بطرس عازار نعى الأخ ايلدفونس سركيس: وجه تربوي غاب

  • شارك هذا الخبر
Monday, December 17, 2018

نعى الأمين العام للمدارس الكاثوليكية في لبنان الأب بطرس عازار الأنطوني الأخ ايلدفونس سركيس، وجاء في بيان صادر عنه:

في زمن الاستعداد لاحياء ذكرى ميلاد الطفل يسوع على أرضنا، يودّع أهل التربية في لبنان، مع إخوة المدارس المسيحية والمدارس الكاثوليكية، الأخ ايلدفونس سركيس، الأمين العام الأسبق للمدارس الكاثوليكية ليولد في عالم السماء.

إنّها تعزيتنا بغياب عَلَم من أعلام التربية والتعليم، ترك لنا تراثاً طيباً نغتني به ووقفات على تاريخ بلادنا المجيد تضيء لنا دروباً نسلكها على خطاه، لنشهد على ان لبنان هو وطنُ الكبار الصانعين مجده، لا بالتسابق على الكراسي، بل بالتميّز بالفكر والابداع والتطلع دوماً إلى المراقي.

لقد عرفت الأخ ايلدفونس غنياً بهذه المزايا وكبيراً بهذه الصفات، وديعاً ومتواضعاً، هادئ البسمة، "واثق الخطوة، يمشي ملكاً" في نضاله من أجل الحقّ، وبخاصة الحقّ بالتربية والتعليم.

أفتقده اليوم، ونحن في أزمة تربوية خانقة، مستذكراً يوم وقفنا معاً، في مطلع التسعينات، لنحمي التعليم الخاص من تشريعات غير عادلة، كادت أن تضرب حريّة التعليم وجودته وأن تحدَّ من دور القطاع الخاص في خدمة الأجيال الطالعة، وبالتالي في تعزيز ميزة لبنان التربوية.

واليوم يغيب الأخ ايلدفونس، الأمين لروحانية القديس جان باتيست دو لاسال، المطبوع بتراث إخوة المدارس المسيحية، لبنانياً وعالمياً، والمسؤول التربوي الحكيم، والباحث في الحضارة الفينيقية والصديق الوفي...

يغيب هذا الأمين الأسبق للمدارس الكاثوليكية في لبنان، ملتحقاً بسلفه المونسنيور اغناطيوس مارون، الجبار والرؤيوي والمقاوم، ولكن مبادراته من أجل تعليم حرّ وجيّد وخلاّق، ومن أجل تعزيز صناديق التعاضد، ومن أجل تشريعات عادلة ومدروسة، بهدف تحقيق مبدأ التعليم للجميع، لن تغيب ولن تتوقّف، إنها الأمانة التي نحملها بركة منه تساعدنا للنهوض بوطن الأرز إلى مستوى الرسالة ولنحفظ وحدة الأسرة التربوية ونؤمّن الحقوق العادلة لجميع مكوّناتها.

الأخ ايلدفونس واحد من كبار المربّين في لبنان نودّعه بعرفان الجميل على ما أغنانا به لنثبت على رجاء القيامة، قيامته وقيامة لبنان الذي أحبّ وعمل له، من خلال التربية والتعليم، ليدوم "وطناً يليق بالإنسان".

رحمه الله، وأنعم عليه بسعادة الأبرار والصدّيقين الذين "يحيطونَ بعرش الحمل ليستريحوا من متاعبهم، لأن أعمالهم تتبعهم" (رؤيا 14/ 13).