إنتخابات رئاسة الجمهوريّة على ساعة تطوّرات حرب غزة وحصول الهدنة فيها- بقلم كمال ذبيان

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, May 8, 2024

عام ونصف العام واستحقاق انتخاب رئيس للجمهورية لم ينجز، وقد يطول الى اجل غير مسمى، بالرغم من كل المواعيد التي تعطى عن امكانية حصوله ، ربطا بالخارج وتأثيره في الانتخابات الرئاسية التي كانت دائما صناعة غير للبنانية، حيث ينتظر اللبنانيون ما ستؤول اليه حركة "اللجنة الخماسية" المكونة من اميركا وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، ولم يظهر بعد اي تقدم نحو حل الازمة الرئاسية، التي هي بحاجة الى توافق اقليمي دولي عليها، ويساعد في ذلك اتفاق داخلي لبناني حول اسم مرشح الذي يطرح "الخيار الثالث" من قبل اطراف في "اللجنة الخماسية"، او من قبل قوى سياسية وكتل نيابية، وتحديدا من الفريق الذي لا يؤيد وصول سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، والمدعوم من "الثنائي الشيعي".

فالمراوحة هي عنوان المرحلة الرئاسية، التي جرت محاولات داخلية لتحريك الجمود فيها بعد 12 جلسة انتخاب، من خلال الحوار والانتخاب كما طرح الرئيس نبيه بري في مبادرته خلال ايلول الماضي، او ما طرحته كتلة "الاعتدال الوطني" النيابية من اقتراح يقارب ما قدمه بري، فدعت الى التلاقي والتشاور ما بين النواب وانتخاب رئيس للجمهورية، لكن تحرك الكتلة لم يصل الى الدفع نحو انتخاب رئيس للجمهورية، وقد ملأت الفراغ كما وصف مبادرتها مصدر نيابي، الذي كشف عن ان الحراك الداخلي مؤثر ويؤدي دورا في الاستحقاق الرئاسي، لكن للخارج تأثير افضل، وهذا ما شهدته كل انتخابات رئاسية الجمهورية منذ الاستقلال عام 1943 ،وصولا الى انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية في 31 تشرين الاول 2016، بعد مضي عامين ونصف العام على شغور في رئاسة الجمهورية، الى ان تمت التسوية وحصل الانتخاب.


ومبادرة "كتلة الاعتدال الوطني" التي علقت عملها بسبب الاعياد، وافساحا في المجال للكتل لدرس ما طرحته، ثم اعطاء فسحة "للجنة الخماسية" لتقوم بدورها من خلال لقاءاتها واتصالاتها مع القوى السياسية والكتل النيابية والمرجعيات الروحية.

وشغل النزوح السوري في لبنان، اللبنانيين مع تزايد عمليات الاجرام والخطف والسرقة التي يرتكبها افراد سوريون، مما وضع الاستحقاق الرئاسي جانبا، لكن كتلة "الاعتدال الوطني" قررت ان تفصل دورها بعد استراحة، وهي ستعقد اجتماعا لها خلال ايام لتقييم ما انتجته حركتها، وفق ما يكشف عضو الكتلة النائب وليد البعريني لـ " الديار"، الذي يشير الى عملية مراجعة لما آلت اليه حركة الكتلة، وسيتم وضع آلية جديدة لتحرك مع دراسة الظروف الداخلية والاقليمية، وتطورات الحرب على غزة وتداعياتها على لبنان في ظل المواجهة العسكرية القائمة منذ سبعة اشهر بين حزب الله وحلفائه والعدو الاسرائيلي.

فالمبادرة للتشاور والانتخاب لم تلق معارضة من الكتل التي طرحتها كتلة "الاعتدال" عليها، انما كانت هناك اسئلة واستفسارات، غالبيتها تقنية ودستورية وبعضها له علاقة بالآلية حول الدعوة الى اللقاء والتشاور كما الى جلسة الانتخاب، وهذا ما عبر عنه عضو "كتلة التحرير والتنمية" النائب علي حسن خليل، ويقول البعريني حول هذا الموضوع ان كتلة "الاعتدال" ستبحث في اجتماعها المرتقب الآلية من الناحية الدستورية.

لقد وضعت كتلة "الاعتدال" ارضية مهمة يمكن الوقوف عليها لحصول الاستحقاق الرئاسي، يؤكد البعريني، الذي يكشف أن الهدف من تحرك الكتلة كان من اجل ايصال رسالة للجميع، بأن لا احد يمكنه الغاء احد، والكل محكوم بالتشاور او الحوار وصولا الى الاتفاق، والا فان الوضع السياسي والواقع الدستوري وانحلال المؤسسات سيزيد من الانهيار، مع التطورات العسكرية والسياسية التي فرضتها حرب غزة التي قد ترسم خارطة جديدة للمنطقة وتفرز تحالفات، في ضوء ما ستنتهي اليه مع حصول موافقة حركة حماس على وقف اطلاق النار، من خلال آلية وخارطة طريق، تمتد على ثلاث مراحل وصولا الى انتهاء الحرب والانسحاب "الاسرائيلي" واعادة الاسرى.

ولا يخفي البعريني ان تحرك كتلة الاعتدال سيكون على ساعة ما ستحمله تطورات غزة، فاذا حصلت الهدنة ووقف الحرب، فان ذلك سيساعد لبنان على التقدم نحو حل الازمة الرئاسية، ويفرض على اللبنانيين التشاور والانتخاب، وان الايام المقبلة او الاسابيع المقبلة ستظهر كيف ستتجه الاوضاع في لبنان.

فالهدنة في غزة وصولا الى وقف الحرب ووضع آلية الاتفاق برعاية اميركا ومصر وقطر على سكة الحل، فان لبنان محكوم بالتوجه نحو حل لرئاسة الجمهورية وانهاء الشغور فيها، واذا لم يحصل ذلك فان كتلة "الاعتدال" سترفع سقف تحركها، وستكشف المعرقلين والمعطلين لحصول انتخابات لرئاسة الجمهورية، وان الكتلة بعدد اعضائها النواب مؤثرة في الاستحقاق الرئاسي، وقد تكون "بيضة القبان".


الديار