خاص- ذكرى ٢٦ نيسان ٢٠٠٥- جبال لبنان علامة الانتصار- بقلم المحامي فؤاد الأسمر

  • شارك هذا الخبر
Saturday, April 27, 2024



"ونظر موسى الى الشمال، نحو جبال لبنان وقال: وهذا الجبل؟ اجاب الله وقال: اغمض عينيك. هذا الجبل هو وقف لي. لن تطأه قدماك لا انت ولا الذي سيأتي من بعدك». (تثنية الاشتراع: 3/25 32/52 34/4.)
ثمة قداسة وعناية ربانية تفوق الطبيعة تحمي لبنان وتجعله بمكوناته عصيّ على الموت.
قرون طويلة من ظلم المحتلين ودمويتهم عجزت عن إلغاء اية ثقافة أو مكوّن قائميّن على هذه الارض لا بل زادتهم صلابة وثباتاً.
تخبرنا الأودية السحيقة، التي لا تصلها إلا الطيور، عن قلة قليلة من اللبنانيين ممن نجوا من مجازر المماليك في العام ١٣٠٥ واختبأوا في كهوفها، خرجوا منها أقوى وأمضى وانتصروا على المحتل.
وتنبئنا ٤٠٠ سنة من بطش وظلم المحتل العثماني انه انسحب متسربلاً بخيبة وانكسار مسبوغين بجثث نصف سكان جبل لبنان، الذين قضوا جوعاً ومرضاً، لينبعث لبنان الكبير بارضه وشعبه أقوى وأشد.
ويشهد تاريخنا القريب على احتلال فرنسي، مغطى بالوصاية الدولية، لفظه اللبنانيون بغير أسف، وعن اندحار المدّ الناصري على ابواب بيروت الأبيّة، وتحطم الحلم الفلسطيني بالاستيلاء على لبنان كوطن بديل، على يد المقاومة اللبنانية، ليلحق بهم الاحتلالين الاسرائيلي في ٢٥ ايار ٢٠٠٠ والسوري في ٢٦ نيسان ٢٠٠٥، وينسحبان مهزومين مطأطأي الرأس.
واليوم صفحة جديدة من الاحتلال يشهدها لبنان مع اطماع مملكة فارس بأدواتها العاتية، وخبث مشاريعها، وتواطؤ ضمائر ارتهنت لها، وتآمر مجتمع دولي معها على ضرب لبنان وتغيير نسيجه الاجتماعي والثقافي لاقتسامه بين قورش وربوة صهيون.
انما أيضاً يبشرنا المستقبل وقدسية هذه الارض بالتصدع الحتمي لابواب مملكة الشر هذه ومشاريعها على سفوح جبال لبنان لتنتهي كسواها مجرد ذكرى عابرة تحكي عنها لوحة على ضفة نهر الكلب.
هذا هو التاريخ وهذه هي ثقافة وصلابة ابناء هذه الارض، وجبال لبنان علامة الانتصار الأبدية.
مهما تغطرست وتجبّرت قدرة المحتل وآلته العسكرية لا يهم "فإذا كان الله معك فمن عليك؟"

المحامي فؤاد الأسمر