خاص - رسائل الحزب وصلت بلسان الأصيلين... وحدة المسار والمصير مع إيران؟! - بقلم هند سعادة

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, April 24, 2024

خاص - الكلمة أونلاين

هند سعادة

ليس للصدفة مكان في حسابات حزب الله، فالظهور الإعلامي لثلاثة من مسؤوليه الأصيلين، الوزير السابق محمد فنيش، النائب حسين الحج حسن والنائب السابق نواف الموسوي، على الشاشات المحلية في يوم واحد في هذا التوقيت الدّقيق، يحمل في طياته رسائل متعدّدة الجهات، فماذا في مضمونها وما هي أبعادها؟

ففي وقت حملت الأيام الماضية محاولة فرنسية لوضع تعديلات جديدة على الورقة الخاصة بتطبيق القرار 1701، وذلك خلال اللقاء الذي جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون، جاء الرّد سريعاً من مسؤول ملف الموارد والحدود في "حزب الله"، نواف الموسوي الذي نسف المحاولة، قائلاً: "مش قاريينو للقرار". خطوة يقرؤها الوزير السابق، النائب أشرف ريفي في حديث لـ "الكلمة اونلاين" على أنها استدارة لافتة، مشيرًا الى "أنه كان شاهدًا على حزب الله عندما كان يتمنى على رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والشهيد وسام الحسن الإسراع بإقرار وتنفيذ القرار 1701، فماذا تبدّل اليوم حتى يرفض تطبيقه؟".

كذلك، وردًا على دعوة الموسوي لإدراج بند المقاومة نصًا دستوريًا"، أكّد ريفي "أننا لن نقبل بأي محاولة لإعطاء سلاح الحزب الغطاء الدستوري وإدخال بند جديد أو أي تعديل يُذكر في الدستور لتبرير وجوده وتوفير له الشرعية التي يفتقدها".
واستطرد ريفي، مشددًا على "أننا سنقف سدًّا منيعاً بوجه استنساخ نموذج الحشد الشعبي العراقي في لبنان"، قائلا: "هذا النموذج لا يصلح في لبنان والمواطنون لن يوافقوا عليه".

من جهة أخرى، نال الرئيس نجيب ميقاتي نصيبه من هذه الرسائل، ففي حين حطّ في الإيليزيه لسماع الطرح الفرنسي، جاءت مواقف الأصيلين رافضة للقرار 1701، مؤكدة ربط استمرار جبهة الإسناد في الجنوب بوقف التصعيد في غزة.

وفي هذا الإطار، قال ريفي: "ما حصل بالتوازي مع زيارة ميقاتي رسالة ضمنية له مفادها أن الحزب هو الطرف الأقوى وعليه تنفيذ أوامره بالدرجة الأولى كما هي رسالة تحذيرية للآخرين بعدم اعتراض مشروعه".

وعن إعلان كتائب القسام أنها قصفت من جنوب لبنان ثكنة شوميرا العسكرية الاسرائيلية، بـ 20 صاروخ غراد، اعتبر ريفي أنها "رسالة الى إسرائيل بأن الحزب هو ضابط الحدود وأي ضربة ستؤدي الى انفلاتها وانخراط أزرع تابعة لايران بالمواجهة"، مضيفا: "حزب الله يقول للإسرائيلي أنا حارس حدودك".

من جهته، اعتبر النائب السابق، فارس سعيد في حديث لموقع "الكلمة أونلاين" أن "رد حزب الله الثلاثي الذي جاء عبر الموسوي، فنيش والحاج حسن والذي رسّخ مبدأ ربط الحل في لبنان بغزة، يدلّ على أن دوائر القرار الخارجية تريد حلاً للبنان قبل التسوية والحل المطروح يرتكز على انتخاب رئيس وتنفيذ القرار 1701 ولكن حزب الله يرفض ذلك ويعيد الى أذهان اللبنانيين من خلال هذا الربط مقولة وحدة المسار والمصير وهذه المرة ليس مع سوريا بل مع إيران".

وتابع: "الرسالة الى الداخل جاءت عبر الموسوي عندما أعاد التذكير بالحرب الأهلية وكلامه عن وجود خونة في الداخل بالاضافة الى دعوته لإدخال المقاومة كبند دستوري"، مشيرا الى أن "هذه المواقف تدل على نية مبطّنة للتمهيد لاحتمال سبق وحذّرنا منه وهو يتركز على إنشاء لواء حرس داخل المؤسسة العسكرية مؤلّف من أولاد القرى الجنوبية ومقاتلين من حزب الله، ويقوم عناصر هذا اللواء بالإنتشار على الحدود مع إسرائيل ويكون لهم قيادة تابعة للجيش اللبناني وذلك وفقا لنموذج الحشد الشعبي العراقي"

وأكد أن "هذا الطرح مرفوض رفضا كليًا وحصوله يعني أن حزب الله يريد استنساخ النموذج الموجود في العراق ويطمح لوجود جيش نظامي يتساكن معه ومع ايران من خلفه وذلك كله تحت عباءة الجيش اللبناني".

وتوجّه سعيد الى كل من يخوض معركة الإصلاح السياسي في لبنان، محذّرًا من أن "هناك من يريد تعديل الدستور والصيغة الحالية"، قائلا: "الكلام الذي صدر عن الموسوي من أخطر ما صدر منذ اتّفاق الطائف حتى اليوم".

وأوضح سعيد أن "إدخال المقاومة كبند في الدستور اللبناني يعني تعديل الدستور، ومجرد حصول أي تعديل على أي بند سيادي ذلك من شأنه أن يمهّد لتعديلات على بنود أخرى"، متمنيًا على "كل من ينادون بالإصلاح السياسي بالتمسّك باتفاق الطائف والدستور اللبناني كما هو وذلك منعًا لدخول لبنان في مغامرة غير محسوبة".

على صعيد آخر، رأى سعيد أن "مشاركة كتائب القسام في جبهة الجنوب، تطور خطير ويعيد الى الأذهان ما عشناه في العام 1975"، مشيرًا الى أنه "لا يمكن لأي فصيل فلسطيني وعلى رأسه حركة حماس، أن يتحرّك في الداخل اللبناني من دون حصوله على غطاء من حزب الله".

من جهة أخرى، اعتبر سعيد أن "إسرائيل لن تسمح للجنوب اللبناني بأن يشكّل خطرًا على المستوطنين في الشمال وبالتالي سيكون لها مبادرة عسكرية نرجو أن لا تكون تدميرية"، لافتًا الى أن "إسرائيل تتعامل مع قرى الجنوب بخشونة استثنائية ويُنقل لنا أن التدمير هناك يفوق الخيال".

وختم: "الأولوية لدى الحزب للميدان فهو لا يريد بتّ الملف الرئاسي إلا في حال اقتنع الجميع بمرشّحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وهذا الأمر صعب جدا حصوله".