"ما خلّونا" وسلبيات التفاهم- بقلم بسام ابو زيد

  • شارك هذا الخبر
Thursday, March 28, 2024

قد يكون من حق «التيار الوطني الحر» وفي سياق الدفاع عن نفسه أن يلقي بمسؤولية فشل عهد الرئيس ميشال عون وفشل تأمين الكهرباء على أفرقاء آخرين في لبنان، وفي هذا السياق أتت عبارة «ما خلونا» لتختصر كل هذه المسألة. إلا أنه في المقابل لا يحق لـ»لتيار الوطني الحر» أن يتنصل من سلبيات تفاهمه مع «حزب الله»، وفي مقدمها أنّ هذا التفاهم غطى بشكل أو بآخر سياسات «حزب الله» في لبنان وخارجه وسلّم له طواعية قرار الدولة ومكّنه من إحكام قبضته على الوطن وأيده في الكثير من المواقف التي استجلبت مقاطعة عربية وعزلة دولية، والأهم ولتذكير من يمكن أن ينسى أو أن يحرف انتباه الناس، أنّ «التيار الوطني الحر» كان المؤيد الأول للشغور الرئاسي في العام 2014 والذي استمر لسنتين ونصف السنة وما كان لهذا الشغور أن يطول كل تلك الفترة لولا دعم «حزب الله».

اليوم يمكن القول إنّ «طابخ السم آكله» ولكن المشكلة أنّ من يستمر في تجرع السم لم يتعلم مما تعرض له في السنوات الماضية حيث كانت الأصوات تتصاعد محذرةً «التيار الوطني الحر» من نتائج هذا التفاهم، وقد ادرك «التيار» هذه الحقيقة متأخراً ولكنه يرفض الإعتراف بهذه الحقيقة كاملةً فيحاول أن يظهر للرأي العام أنه يمسك العصا مع «الحزب» من وسطها خوفاً من فتنةٍ أو صراعٍ داخلي، ولكن الواقع المعيوش يشير إلى خلاف ذلك فطالما لم يعارض «التيار» سلاح «الحزب» فذاك يعني أن لا تبدل في الموقف والتحالف لأنّ وجود «حزب الله» وقضيته ومشروعه بنيت جميعها على أساس هذا السلاح الذي هو الدعامة الأولى والأخيرة لوجوده.

قد يقول البعض إنّ الكلام عن تغطية «التيار الوطني الحر» لـ»حزب الله» ليس في مكانه، لأنّ «الحزب» لا يحتاج إلى تغطيةٍ من أحد ففائض القوة الذي يتمتع به يخوله أن يفرض ما يشاء وأن يرفض ويقبل ما يشاء أيضاً، ولكن ذلك مخالف لمنطق الأمور فلو كان الأمر كذلك لماذا سعى «الحزب» إلى التفاهم؟

لقد أصبح واضحاً أنه بتفاهم أو من دونه لن يبدل «حزب الله» من قناعاته وأهدافه، وفي المقابل لم يتمكّن «التيار الوطني الحر» من تحقيق ما كان يصبو إليه من هذا التفاهم لجهة بناء الدولة وسيادة القانون، ولن يتمكن من تحقيق ذلك إن أبقى على ذلك التفاهم بحدٍ أدنى أو بحدٍ أقصى فالتجربة خير برهان وليجرب «التيار» مرة واحدة عدم التفاهم ويتخذ خيار المواجهة عله يدفع «الحزب» نحو خيارات أكثر عقلانية.


المصدر: بسام ابو زيد "نداء الوطن"