خاص- هذا ما سيحصل بعد انسحاب الحريري.. - زينة عبود

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, January 25, 2022

خاص- الكلمة أونلاين

زينة عبود

مرحلة ما بعد تعليق مشاركة الرئيس سعد الحريري في الحياة السياسية ليست كما قبله.. فقرار خروجه وتياره الأزرق من المعترك السياسي وعدم المشاركة في الانتخابات النيابية في الربيع المقبل، لا شكّ سيغيّر موازين القوى في البلد وسيشتّت أبناء طائفته ومناصريه الذين لم يملّوا وبقوا حتى اللحظة الأخيرة من اعتلاء زعيمهم المنبر عصر أمس، في الشارع يطالبونه بعدم تركهم في منتصف الطريق والتراجع عن قراره لكنه لم يستجب لهم، وعمل وفق قناعته بأن من يرغب بالتقدّم الى الأمام عليه ان يتراجع في وقت ما الى الوراء قبل ان يعاود التقدّم.. كما سبق وقال في دردشة مع الإعلامين قبل بضعة أيام يوم حاول بعض الفرقاء السياسيين ثنيه عن قراره، إلا أنه وبحسب مقرّبين منه، لم يعد قادراً على تحمّل المزيد من الخسائر على المستويات كافة إذا ما استمرّ في العمل السياسي.

علما ان الرئيس الحريري كان واضحا بكلامه عن تعليق عمله السياسي وليس إنهاء مسيرته السياسية ما يعني ان عودته الى المعترك ممكنة بأية لحظة ولكن ليس لها أي وقت محدّد وعلى الأكيد ليس قبل استكشاف المتغيرات التي ستحصل مع غيابه، وفق المقربين منه.

بعيدا من الدخول في أسباب هذا القرار الكبير للحريري والتحليلات ما إذا كانت وراءه أسبابٌ خارجية تتعلّق بنزع الغطاء السعودي عنه والدعم الدولي له، لا يبدو في الداخل أي طرف أو فريق من القوى الأساسية مسرورا لخروج خصم من الحلبة السياسية ذلك كون سعد الحريري شخصية غير استفزازية لا بل شخصية شبابية خفيفة الظلّ يصعب كرهها رغم وجود الكثير من الانتقادات على الأداء السياسي طيلة سبعة عشر عاما من الدعسات الناقصة والقرارات غير الشعبية والخاسرة في نهاية المطاف.

في إطلالته الأخيرة، تمنى الحريري على نواب تيار المستقبل ان يحذوا حذوه ويعزفوا عن المشاركة في الانتخابات المقبلة أي بمعنى آخر مقاطعة هذا الاستحقاق، وهنا يرى متابعون ان الحريري الذي كان أول من تجاوب مع مطالب ثورة 17 تشرين وقدّم استقالته من منصبه كرئيس للحكومة آنذاك، يأمل ان يخرج مع تياره من منظومة الحكم بالكامل ليعود، عندما يحين الموعد، كتيار متجدّد من خارج المنظومة الحاكمة ربّما يتقبّله الشعب بحلّة جديدة. لكن المعلومات تؤكد ان في نية العديد من نواب تيار المستقبل الترشح للانتخابات باعتبار ان التيار الأزرق لا يزال موجودا ولم يُختم بالشمع الأحمر.

مع خروج سعد الحريري من الحياة السياسية تبدو الساحة السنية فارغة من أي زعامة أساسية ما يعني تشتّت أهل السنّة الذين سيشهدون تحركات باتجاههم منقبل شخصيات سنّية حريرية الانتماء أو مقرّبة من آل الحريري، ويرى متابعون ان الباب قد يكون فتح أمام رجل الأعمال بهاء الحريري الذي لا يزال غامضاً في حركته عموما وهو حتى اللحظة لم يعلن مشروعه الانتخابي ولم يكشف أيا من أوراقه فهل كان ينتظر ان يحسم سعد قراره للبناء على الشيء مقتضاه؟ وهل تتبنّاه المملكة العربية السعودية التي تخلّت عن سعد الحريري، كونه أكثر جرأة في التعاطي مع حزب الله والهجوم عليه وتسمية الأمور بمسمّياتها؟

الأكيد انتخابياً ان دائرة بيروت الثانية معقل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ستشهد ارتباكا وتغيّرا ملموسا في الترشيحات والنتائج الانتخابية، وكذلك الأمر بالنسبة الى دائرة الجنوب الأولى التي تضمّ صيدا حيث من المفترض ان تلتزم النائبة بهية الحريري بقرار سعد وتعزف عن الترشح. من دون إغفال الإرباك الذي ستشهده باقي الدوائر مثل دائرتي الشمال الأولى في عكار والثانية في طرابلس المنية الضنية بانتظار ان تتبلور الصورة أكثر في الآتي من الأيام.

لكن السؤال الكبير هل يحمل انسحاب الحريري قيادات أساسية أخرى على إعلان العزوف عن المشاركة في الاستحقاق الانتخابي ايضا فتتدحرج حجارة الدومينو الواحد تلو الآخر تحت عباءة فقدان الميثاقية الوطنية مع غياب طرف وركن سنّي أساسي من المعركة؟
قد يكون هذا الاحتمال أحد السناريوهات التي أُلمح اليها في أوقات سابقة كباب لتأجيل الانتخابات النيابية يفتحه حزب الله الذي يفضّل انتظار ما ستثمر مفاوضات فيينا للبناء على الشيء مقتضاه.