بسام أبو زيد - الخيار بين الحرب والحياة الأفضل

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, January 25, 2022

نداء الوطن

منذ العام 1992 عندما تولى الرئيس رفيق الحريري رئاسة الحكومة وجدت في لبنان الحريرية السياسية واستمرت مع سعد الحريري بعد اغتيال والده، إلى أن اختار أن ينسحب من الساحة السياسية اللبنانية تحت عنوان تعليق عمله وعمل تيار «المستقبل».

هذا القرار ليس قراراً إيجابياً في كل الحسابات وكان الأفضل لسعد الحريري أن يقتدي بوالده عندما تنحى مع بدء ولاية الرئيس إميل لحود عن رئاسة الحكومة، ولكنه لم يبتعد عن العمل السياسي بل استعد لمعركة إنتخابية في العام 2000 خرج منها منتصراً رغم كل الممارسات في حقه.

وفي هذا الإطار يحاول البعض ولا سيما من هم في تيار «المستقبل» التخفيف من تداعيات هذا القرار بالقول إن الحريري لم يقدم على حل التيار وبالتالي فإن البنية التنظيمية للتيار ستبقى موجودة.

هذا الكلام من الناحية النظرية صحيح ولكنه من الناحية العملية لا يتوافق ابداً مع قرار تعليق العمل السياسي، فماذا ستفعل هذه البنية التنظيمية بغياب «المستقبل» عن النيابة والوزارة وعن كل نشاط سياسي؟ ووفق أي قضية او مسألة ستحرك هذه البنية التنظيمية جماهير تيار «المستقبل»؟

إن لم يستعد الرئيس الحريري العمل السياسي في المدى المنظور فكل ما تبقى من تيار «المستقبل» سيتداعى، فالسياسة وأرضيتها لا تحتمل أي فراغ مهما كان صغيراً، فكيف إذا كان على مستوى قوة سياسية كانت منتشرة في كل الأراضي اللبنانية؟

إن الحديث عن وراثة تيار «المستقبل» أصبح أمراً واقعاً ومتداولاً ولكن السؤال الأساس من هم هؤلاء الورثة؟ وهل هم على قدر المسؤولية التي تحدث عنها الرئيس الحريري لجهة منع الحرب الأهلية في لبنان؟

بغياب الحريري أصبح منع الحرب الأهلية او الفتنة السنية الشيعية يحتاج إلى خطوات شجاعة من قبل من يؤيدون النفوذ الإيراني في لبنان، فهؤلاء إن أردوا الرد بإيجابية على قرار الحريري أن يتخلوا عن كل ما عطل على اللبنانيين حياة افضل لأن البديل لا سمح الله سيكون الحرب، وسيكون هؤلاء أول الخاسرين مع كل اللبنانيين.