محمد المدني - بشرى إلى مناصري "المستقبل"… الحريري يُخطط استعداداً لمرحلة آتية

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, January 25, 2022



ودع الرئيس سعد الحريري الحياة السياسية إلى أجلٍ غير معلوم، ومع رحيله تنطوي حقبة سياسية كبيرة أمتلأت بالتسويات والتحالفات والمبادرات والخيبات، دون أن نعلم ما سيكون مصير تيار رفيق الحريري ونوابه ومناصريه، مع اعلان الحريري أن لا احداً سيترشح تحت اسم تيار المستقبل، لا في بيروت ولا خارجها.

خطوة سعد الحريري يعتبرها كثيرون بأنها ايجابية، تفتح المجال أمام شخصيات جديدة تريد تقديم نفسها ومشروعها، كما تعتبر أن الحريري انسحب من المشهد السياسي لصالح لبنان اولاً، بصرف النظر عن ما يقال بأن المملكة العربية السعودية لا تريده كزعيماً للطائفة السنية في لبنان.

وفي هذا السياق، يعتبر النائب المستقبلي العكاري وليد البعريني، أن خطوة الرئيس سعد الحريري بعدم الترشح للانتخابات النيابية هي خطوة كبيرة لا تؤثر فقط على تيار المستقبل وعلى الشارع السني، انما لها انعكاسات كبيرة على لبنان ككل، ويتأثر بها الجميع من اصدقاء و وخصوم.

وفي حديثٍ لـ"الكلمة اونلاين"، لفت إلى أن هذه الخطوة تُمهد لعملية مراجعة كبيرة يقوم بها الرئيس سعد الحريري، وتتزامن مع تحولات كبيرة في لبنان والمنطقة، ومن يراقب هذه التطورات يدرك جيداً أن لبنان لا يمكن أن يبقى في هذا المسار الإنحداري الذي يعاني منه الجميع، وعليه كانت للرئيس الحريري جرأة عدم التمسك بكرسي أو منصب من أجل فسح المجال لآخرين من جهة، وكما يقال العودة خطوة للوراء كيف يتمكن من الوثب مسافة اطول.

ويقول البعريني، "اذا اردنا أن نكون موضوعيين، فبلا شك أن جميع التيارات والاحزاب السياسية الموجودة في السلطة أو التي كان لها دور في السلطة في مرحلة معينة تعاني من تراجع في شعبيتها، وليس فقط تيار المستقبل. ولكن لنكون حقانيين ايضاً، اتمنى مراجعة كل مراكز الاحصاءات والدراسات، فهي تشير إلى أن تيار المستقبل ما زال الاول على ساحته في لبنان ككل، وخصوصاً في عكار.

اما بما يخص المعركة الانتخابية في عكار والتحالفات، يشير البعريني إلى أنها أمورًا دخلت ضمن لعبة خلط الاوراق في ظل القرار الذي أعلنه الرئيس الحريري أمس.

واوضح أن الرئيس الحريري تحدث عن قراره بشأن انسحابه هو من المعركة وبشأن نواب تيار المستقبل، وحتى الساعة المعلومات تشير إلى أن الرئيس الحريري يترك المجال لأي شخصية ترغب بالترشح بأن تترشح بصفتها الشخصية، ولا تستعمل اسم تيار المستقبل. وهو يدرك في قرارة نفسه أن العديد من الشخصيات التي هي تحت لواء تيار المستقبل في حال ترشحت ستكون لتستكمل أفكاره وطروحاته ونهج الاعتدال الذي أرساه تيار المستقبل.

اما عن مرحله ما بعد رحيل الحريري عن الساحة السياسية، قال البعريني: "انا اتحفظ على التعبير لأن سعد الحريري سيبقى على الساحة السياسية والوطنية ولا يمكن لأحد أن يلغيه، ومظاهر التأييد الشعبي الذي يلقاها الآن هي خير دليل أنه سيبقى على الساحة اللبنانية والوطنية كرمز كبير، ولكنه لن يكون داخل اللعبة الانتخابية هذه المرة وما ستفرزه من نتائج، بل سيكون في حالة تنظيم وتخطيط استعداداً لمرحلة آتية.