خاص - أحداث الطيونة ايضا... اهالي يتحضرون للانتقام؟

  • شارك هذا الخبر
Monday, November 29, 2021

خاص - علي الأحمد

الكلمة اونلاين


لم يكن حديث أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مساء الجمعة عن مسار التحقيق في قضية الطيونة التي سقط فيها 7ضحايا مجرد كلام عابر، بل يجب التوقف عنده والتنبه لخطورته، لان نصر الله لم يرد التهويل على القضاء العسكري فقط، بل اراد التحذير من فقدان حزب الله السيطرة على أهالي الضحايا، الذين لم يبرد دمهم منذ الحادثة حتى يومنا هذا.

ان أحداث الطيونة وقبلها خلدة وضعت حزب الله في مأزق كبير على مستوى بيئته الشعبية، فهو غير قادر على توسيع رقعة الاشتباكات الداخلية كي لا ينفجر الوضع الأمني والطائفي، لكن في الوقت نفسه لا يمكنه المساومة على دماء الضحايا الذين سقطوا، في خلدة او في الطيونة، لذلك يبدي حرصه الشديد على متابعة التحقيقات كي لا تكون مسيسة، فحينها تخرج الامور عن السيطرة، هذا ما اكدته مصادر مقربة من الحزب.

لم تنتهِ احداث الطيونة كما يظن البعض، فلا تزال القلوب "مليانة" واهالي الضحايا يراقبون التحقيقات عن كثب، ويخشون من تلاعب سياسي يبرأ المتورطين في القضية، مع تأكيدهم انه في حال لم يتصرف القضاء وفق الاصول، فان حزب الله لديه معطيات تفيد بان اهالي الضحايا سيقومون بالانتقام لذويهم بايديهم، وبدأوا التحضير لهذه المرحلة، خصوصًا ان لديهم لائحة بالأسماء المتورطة.

لذلك، عندما دقّ امين عام الحزب ناقوس الخطر، اراد عن سابق تصور وتصميم ان يوجه رسالة شديدة اللهجة الى القضاء العسكري، ان لا يدفع أهالي الضحايا الى الانتقام، وان لا يدير اذانه للأصوات السياسية والدينية التي تتطالب بإطلاق سراح الموقوفين، لان الامر في غاية الخطورة، لان الحزب وفق المصادر بدأ يفقد السيطرة على بيئته التي تطالبه بمحاربة الجناة والاقتصاص منهم كي يكونوا عبرة لكل من يريد التعدي على بيئة المقاومة.

لكن المصادر نفسها تؤكد ان الحزب ليس له مصلحة في اعادة سيناريو ما حصل في الطيونة، فهو يعلم ان العين الدولية والإقليمية متجهة نحوه، وربما هناك من ينتظر حصول مشكل امني يكون ذريعة للتدخل الدولي العسكري في لبنان، لذلك ان اخر ما يريده الحزب هو حصول ازمة امنية مشابهة لتلك التي حصلت بين الشياح وعين الرمانة، وعليه فان الحزب يخشى ان تفلت الامور من بين يديه وتصبح القضية مفتوحة على جميع الاحتمالات.

وكشفت المصادر، ان احد الاجهزة الامنية ابلغ حزب الله ان عدداً من المتورطين يختبئون في معراب معقل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، هذا ما دفع الحزب وامينه العام الى اطلاق تحذيرات علنية من مواصلة القوات استفزاز الحزب وبيئته، مشيرة الى ان الحزب وعد اهالي الضحايا انه لن يسمح لاحد التلاعب بالقضية، لا سيما وان الجناة معروفين بالاسماء ويجب توقيفهم ومحاكمتهم، والا لا احد يلوم الحزب وبيئته على ما سيقومون به.

من جهة اخرى، تشير مصادر معارضة للحزب الى ان نصر الله يتحدث وكان اللبنانيين لم يشاهدوا المسلحين الذين جالوا بين الشياح وعين الرمانة والطيونة، واطلقوا القذائف على الابنية السكنية واعتدوا على الممتلكات الخاصة في عين الرمانة، ورغم ذلك القضاء لم يوقف احد من الذين ظهروا على شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي.

ولفتت الى انه كان الاجدى لحزب الله عدم تحريض بيئته ودفعهم نحو التعدي على المناطق الاخرى بحجة التظاهر ضد المحقق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وقد تعرض الحزب لسيل من الانتقادات بانه هو من تسبب بمقتل 7 ضحايا، لذلك يريد تبرأة نفسه من التهم الموجهة اليه من داخل بيئته.

وكشفت المصادر ان خلافا واضحا يظهر في العلاقة بين حزب الله وحركة امل بالشأن المتعلق بقضية احداث الطيونة، لان امل لا تتناغم مع حزب الله وحملته السياسية والاعلامية ضد القوات اللبنانية، لذلك يظهر الحزب كرأس حربة في المطالبة بمحاسبة المتورطين، كما انه الجهة الوحيدة التي لا تزال تخاطب اللبنانيين بلغة التهديد والوعيد.

وختمت مؤكدة ان الحزب يخشى خسارة فائض القوة الذي تمتع به لعشرات السنين، لذلك يحاول اعادة ركلجة بيئته على اساس ان لا صوت يعلو فوق صوت حزب الله، ولو كان الثمن مزيدا من سقوط الدماء.


Alkalima Online