العراق يؤكد مواصلة جهوده لتعزيز الاستقرار في المنطقة

  • شارك هذا الخبر
Monday, September 27, 2021

يواصل وزير الخارجية العراقية، فؤاد حسين، عقد لقاءات بين نظرائه وعدد من المسؤولين الغربيين، على هامش أعمال مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك، بـ«هدف الإسهام في نزع فتيل الأزمة التي تشهدها المنطقة، وإبعاد تأثيراتها عن العراق الذي يعاني من سلسلة أزمات على المستويين الداخلي والخارجي».
ويؤكد العراق نجاحه في عقد لقاءات مع مختلف المسؤولين في دول المنطقة، بُغيّة الاضطلاع بدورٍ في حل الخلافات.
وذكرت وزارة الخارجية، في بيان صحافي، إن حسين، التقى، نظيرته النرويجيّة إيني إريكسن سوريدي، على هامش أعمال الدورة الـ76 للجمعيّة العامّة للأمم المُتحِدة، وجرى خلال اللقاء «بحث تعزيز وتطوير العلاقات الثنائيَّة بين البلدين، وآخر التطورات السياسيَّة، والأمنيَّة، الإقليميَّة، والدوليَّة، وجُهُود العراق في تعزيز السلّم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وآخرها مُؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عقد في نهاية شهر آب /أغسطس الماضي».

عامل استقرار

وأكَّد حسين، وفقاً للبيان، أنَّ «العراق أخذ على عاتقه دراسة الظروف المُحيطة بالمنطقة» مبينا أن «العراق عانى من هذه التوترات التي انعكست على الساحة العراقيَّة» مُعرباً عن حرص العراق على أنَّ «يكون عامل ومصدر استقرار في المنطقة وإيجاد الحلول لمشاكلها ونجح العراق في عقد لقاءات فيما بين الدول في المنطقة لحل الخلافات والأزمات فيما بينها».
وأضاف أن «التحضيرات والاستعدادات لإجراء الانتخابات تجري على قدمٍ وساق وتسير بشكل جيد» مُؤكَّداً أنَّ «الانتخابات المُبكرة لهذا العام هي الأولى من نوعها في العراق، وإنها ستشكل خطوة مصيرية في مستقبل العمليَّة السياسيَّة في العراق».
وأشاد، وزير الخارجية، «بدعم النرويج للعراق في هذا المجال كونها عضو في مجلس الأمن الذي اعتمد بالإجماع قراره 2576 لعام 2021» مُثمناً «جُهُود النرويج في مُشاركتها في التحالف الدوليَّ لمُحاربة الإرهاب وهزيمة داعش».
ودعا، «الشركات النرويجيّة للاستثمار في العراق والمُساهمة في مشاريع تطوير البنى التحتية، ولاسيما مجالات الطاقة».
وزيرة الخارجيَّة النرويجيّة، أبدت «استعداد بلادها لتقديم الدعم ومُساندة العراق، مُعربةً عن «سعادتها بنجاح مُؤتمر بغداد للتعاون والشراكة ومُخرجاته التي ستقود إلى التهدئة وخفض التوتر، والاجتماع الوزاريّ الأخير الذي ترأسه العراق في نيويورك».
وثمنت «دور العراق الريادي وأخذه المسؤولية والمُشاركة في إيجاد الحلول لإنهاء النزاعات في المنطقة».
كما استقبل حسين، نظيرته البلجيكيّة في نيويورك، فيما دعا، الدول كافة للتعاون مع العراق وتنفيذ التزاماتها في تسلّم رعايها من عوائل «الإرهابيِّين» المُحتجزَين في العراق. وقالت الوزارة في بيان إن «وزير الخارجيَّة، استقبل في محل إقامته في نيويورك، وزيرة الخارجيَّة البلجيكيّة صوفي ويلمس، على هامش أعمال الدورة الـ76 للجمعيّة العامّة للأمم المُتحِدة، واستهل الوزير اللقاء بالإشادة بالدعم الذي تلقاه العراق من دول الاتحاد الأوروبيّ في الإعداد لإجراء الانتخابات البرلمانيّة المُبكرة في مُوعدها المُحدد وإرسال بعثة الاتحاد الأوروبيّ لمُراقبة الانتخابات لضمان شرعيتها وشفافيتها» مُؤكَّداً أنَّ «هذه الانتخابات تشكل مرحلة مفصليّة في مُستقبل العمليّة السياسيّة والديمقراطيّة في العراق».
وأضاف أن «حسين أعرب عن تطلعه لتعزيز العلاقات الثنائيَّة بين البلدين في مُختلف المجالات، ومُساهمة الشركات البلجيكيّة بالاستثمار في العراق وإعادة الإعمار».
واشارت الوزارة إلى أن «وزيرة الخارجيَّة البلجيكيّة من جانبها أشادت بجُهُود العراق في التواصل مع العديد من الدول لغرض تأمين عودة عوائل الإرهابيِّين المُحتجزَين في العراق من الأمهات، وأطفالهن الذين ولدوا في العراق من آباء أو أمهات إلى بلدانهم التي يحملون جنسياتها».

وأوضحت أن «وزير الخارجيَّة دعا الدول كافة للتعاون مع العراق، تنفيذاً لالتزاماتها في تسلّم رعاياها من عوائل الإرهابيِّين المُحتجزَين في العراق، وأهميّة تضافر الجُهُود الدوليَّة ولاسيما تلك المعنيّة لغرض إيجاد الحلول المُناسبة لهذا الموضوع، حيث أنَّ غالبيّة الدول عملت على إجلاء الأطفال دون أمهاتهن» مُطالباً تلك الدول بـ«تفهم الظروف التي يمر بها العراق، إذ إنَّ الحكومة العراقيَّة مُضطرة إلى التعامل معهم وفقاً للقوانين والتشريعات الوطنيّة».
وكان حسين، قد بحث، مساء أول أمس، مع عضو مجلس الأمن القوميّ مُنسق البيت الأبيض لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، بريت ماكورك خطوات تنفيذ الانسحاب الأمريكي من العراق.
جاء خلال استقباله في محل إقامته في نيويورك، ماكورك، ومُساعد وزير الخارجيَّة الأمريكيّ لشؤون الشرق الأدنى يايل لمبرت، على هامش أعمال الدورة الـ76 للجمعيّة العامّة للأمم المُتحِدة.

العلاقات الثنائية

بيان للخارجية العراقية، قال: «جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائيَّة بين العراق والولايات المُتحدة الأمريكيّة وخاصة العلاقات العسكريّة والأمنيّة وآلية تنفيذ الخطوات التي تم اعتمادها خلال جلسة الحوار الاستراتيجي، كما تناول الأوضاع الإقليميّة في المنطقة، وبحث التطورات الجارية فيها، وعلاقات العراق مع دول المنطقة».
وأكَّد حسين، أنَّ «العراق يسعى من خلال دوره المُحوريّ على أنَّ يكون عامل ومصدر للاستقرار والتهدئة والوساطة لحل الخلافات ما بين بعض دول المنطقة».
وأعرب ماكورك، ويايل لمبرت عن «تقديرهما للجُهُود التي يبذلها العراق في تعزيز السلّم والاستقرار في المنطقة» مثمنين «الجُهُود والمُبادرات التي قام بها العراق من خلال مُؤتمر بغداد للتعاون والشراكة».
وتابع البيان: «كما تطرّق اللقاء إلى العلاقات الأمريكيّة الإيرانيّة، وتأثيراتها على العلاقات بين دول المنطقة في ظل الإدارتين الجديدتين الإيرانيّة والأمريكيّة».
إلى ذلك، بحث حسين، واقع العلاقات الأمريكية الإيرانية، وسبل عقد اجتماعات مستقبلية بين الطرفين، فيما أعرب عن أمله باستئناف مفاوضات فيينا، وعودة واشنطن للاتفاق النووي.
جاء ذلك خلال استقباله في محل إقامته في نيويورك، المُمثل الخاص للولايات المتحدة الأمريكيّة المعني بالشؤون الإيرانيّة روبرت مالي، على هامش أعمال الدورة الـ76 للجمعيّة العامّة للأمم المُتحِدة.

خفض التوترات

وحسب بيان للخارجية العراقية، جرى خلال اللقاء، «بحث التطورات السياسيَّة والأمنيَّة في المنطقة وانعكاساتها، ومُناقشة واقع العلاقات الأمريكيّة الإيرانيّة، وإمكانيّة عقد الاجتماعات المُستقبليّة».
وأكَّد حسين، على الأدوار والنشاطات التي يقوم بها العراق في «خفض التوترات ما بين دول المنطقة للمُحافظة على السلّم والأمن الإقليمييَّن، وبما يصب في مصلحة السلّم والأمن الدولييّن».
وأعرب عن أمله بـ«عودة المُحادثات في فيينا لتنفيذ الاتفاقات وخطة العمل المُشترَكة وانعكاساتها الإيجابيّة على مُستوى العلاقات الإقليميَّة والدوليَّة».
مالي، أشاد بـ«الدور المُهم للعراق في المنطقة وسعيه في بناء ومد الجسور ما بين دول المنطقة لفض الخلافات بالحوار والطرق السلميّة».
كما، بحث وزير الخارجية العراقي، مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، عدة ملفات مشتركة، في نيويورك.
وذكر بيان للخارجية أن حسين، ألتقى عبد اللهيان، على هامش أعمال الدورة الـ76 للجمعيّة العامّة للأمم المُتحِدة، في نيويورك.
وأضاف: «جرى خلال اللقاء مناقشة العلاقات العراقيَّة الإيرانيَّة في مُختلف الاصعدة، وتبادل وجهات النظر بشان التطورات السياسيَّة والإمنيَّة في المنطقة».
وتابع البيان: «أكَّد حسين على أنَّ العراق قدم جميع الإجراءات اللازمة لتأمين وصول الزوار الإيرانييّن لأداء الزيارة الأربعينيّة» مُعرباً (الوزير) عن «أمله في البدء بالخطوات التنفيذيّة للاتفاقات المُتعلقة بالحدود البريّة والبحريّة، وكريّ مجرى شط العرب».
وأكد حسين، وفق البيان، «أهميّة استمرار التنسيق ومواصلة اللجان اجتماعاتها الفنيّة» مُشيراً إلى «المشاكل المائيّة التي يمر بها العراق بسبب عدم حصول العراق على حصصه المائيّة أو تحريف مجرى بعض الأنهار الأمر الذي تسبب بتبعات بيئة واقتصاديّة».
وأشاد الجانبان بالزيارة الأخيرة التي أجراها رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظميّ إلى طهران ولقائه الرئيس الإيرانيّ إبراهيم رئيسي.
وأشار البيان إلى أن «ناقش الوزيران أيضاً المطالبات الماليّة الإيرانيّة مقابل شراء الغاز والكهرباء في ظل العقوبات الاقتصاديّة المفروضة على إيران».
وأوضح «كما أكَّد على أنَّ العراق ينطلق في تعامله مع الأوضاع السياسيَّة والأمنيَّة في المنطقة وفقاً لمصالح العراق الوطنيَّة، ويتمثل هذا بحرصه على استتباب السلّم والاستقرار في المنطقة، والتي كانت الهدف الرئيسي لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة».


القدس العربي