الإعلام بين فرنسا وسوريّا- الياس الزغبي

  • شارك هذا الخبر
Monday, September 27, 2021



صدّقوا أن وزير الإعلام في لبنان يريد إعلاماً لبنانيّاً لما بعد بعد الحداثة والثورة الرقميّة.
لذلك هو ضنين بكرامة السياسيين ويرفض أن يتناولهم الإعلام بالنقد والتجريح، تحت حجّة توقف الحرية عند حدود حرية الغير.
ولإسناد حجّته، وبكلّ جسارة موصوفة، لفت إلى نموذج الإعلام الفرنسي الذي يمنع التطاول على السياسيين!
مسكين "نموذجنا"، غاب عن باله مدى حرية الصحافة والإعلام في فرنسا، ليس فقط في تعرية السياسيين، وهم بشر وليسوا آلهة، بل أيضاً في نقد الإيديولوجيات والأديان إلى درجة المسّ بالمسلّمات والموروثات.
بل أكثر، يتجرّأ الإعلام الفرنسي على الرؤساء والوزراء وسائر المواقع والمسؤوليات، تماماً كما القضاء الذي يُحيلهم إلى المحاكمة، خلافاً لما يحصل عندنا الآن وفي كلّ آن.
وقد يكون معاليه "مكلّفاً تكليفاً شرعيّاً" بصناعة إعلام يواكب "إنتفاضة" السلطة ضد التحقيق العدلي، ويدعمها في طمس الحقيقة وتجويف العدالة، ودائماً تحت شعار "عدم المسً بكرامة السياسيّين".
بل أكثر وأكثر،
ربّما لم يَفُته المشهد المتكرر للتعرّض بالصفعة للرئيس الفرنسي ماكرون أو رشقه بالبيض!
وربّما فاته أن لا وزارة إعلام في فرنسا وفي الدول الحضارية المتقدّمة، بل هي "تراث" التخلّف وهراوة الديكتاتوريات والأنظمة المعلّبة التي يفتخر بها.
لعلّ المسألة التبست على "نموذجنا الإعلامي الرائد"، فاختلط في ذهنه المشهد الفرنسي بالمشهد السوري.
... وللّه في خَلقه شؤوووون!