مارون مارون - "الحزب" يريد القضاء على القضاء..

  • شارك هذا الخبر
Monday, September 27, 2021


"حزب الله" يرفض المحاكم الدولية ويعتبرها إسرائيلية، وهذا ما حصل في جريمة اغتيال الرئيس الحريري، والمحكمة الخاصة بها. فعلى مدى ١٥ سنة بقي نصرالله يهاجم المحكمة، ويُصوّب سهامه عليها ويُبدي إنزعاجه منها، إلى أن صدر الحكم وتبيّن أن المرتكب هو "حزب الله" من خلال مجموعة يقودها "سليم عيّاش" الفار من وجه العدالة الدولية، وقد صدر الحكم بإسم "عيّاش" نيابة عن حزبه لأن النظام الذي تخضع له المحكمة الخاصة بلبنان يمنعها من اتهام كيانات ودول...
المشهد ذاته يتكرّر اليوم، إنما بالتصويب على القضاء اللبناني، بحيث أن نصرالله تولّى مهاجمة المحقّق العدلي فادي صوّان تكراراً حتى تمكّن من تنحيته، ومن ثم تفرّغ ليهاجم القاضي طارق البيطار للهدف ذاته، وجديد تدخل "حزب الله" بالملف هو تهديد القاضي بيطار الذي أكّد تسلّمه رسالة التهديد الشهيرة...
باختصار، "حزب الله" يريد القضاء على القضاء، فهو يرفض القضاء الدولي، كما يرفض القضاء اللبناني، ولا يريد هذا ولا ذاك، كل ما يريده هو أن تسود شريعة الغاب والقتل وهدر الدماء والجوع والعوز والفقر والتخلّف والعقوبات والطوابير وثقافة الموت المجاني، إضافة إلى نشر عقيدة الحروب الدائمة، وذلك إلحاقاً بمحور "بلاد فارس"، أي بما يُشبه اليمن وسوريا وغزة والعراق، وصولاً الى زجّ لبنان في هذا المحور بحيث يصبح لا قضاء فيه ولا من يحزنون، لا معارضين ولا معترضين، وكل من يتجرّأ تتم تصفيته في وضح النّهار وأمام أعين الجميع ليكون "عِبرةً" سوداء لسواه، وإلا لِما كل هذا الإرتياب من القضاء، سواء أكان دولي أم محلّي؟ كل ذلك لا لشيء إلا لأنهم يُريدون طمس الحقيقة، ومَن مات قد مات، وما دُمِّرَ قد دُمِّر، ومن فقد أحد أطرافه، فقده لوجه الله، وانتهى الأمر.
لا يا سادة، إذا كنتم أبرياء فلا داعي للهلع، وإذا كنتم من المتورّطين، فإن اللعنة ستحلُّ عليكم من اليوم وحتى يوم الدين، وسَتُحَاكَمون على أيدي أهالي الضحايا المفجوعين، إنما عبر القضاء، وعلى يد الله لأنه ما من يدٍ إلا ويد الله فوقها، خاصة وأن هذه الدماء البريئة سقطت فوق تراب بيروت وروت أرض لبنان، ولم تسقط بهدف دعم نظام في سوريا ولا لإسقاط نظام في اليمن... والسلام.