"شهادة" الاحتلال الإيراني للبنان جاءت هذه المرة، بوضوح سافر، من وزارة الخارجية التي قرّرت من تلقاء نفسها أن شحنات المحروقات "كانت بطلب من السلطات اللبنانية"! والمعروف والمعلن أن السلطة اللبنانية، على الأقل بلسان وزير الطاقة السابق ريمون غجر، نفت ان تكون قدمت طلباً لاستيراد النفط من إيران. وكذلك فعل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بإعرابه عن الحزن لخرق السيادة اللبنانية عبر إدخال المحروقات بدون موافقة الدولة. هذه " الوقاحة الدبلوماسية" من الخارجية الإيرانية تعني أمراً واحداً: هو أن طهران تعتبر، بكل صفاقة، أن "حزب اللّه" يختصر السلطة اللبنانية، هو طلب النفط فلبّت. وهذا الاعتداء المباشر على السيادة اللبنانية ليس الأول من نوعه. يكفي أن نذكّر بإعلان قاسم سليماني غداة الانتخابات النيابية في لبنان ٢٠١٨ أن إيران تملك عبر حلفائها ٧٤ نائباً، أي الأكثربة. يبقى أن يخرج صوت رسمي واحد من لبنان يرد على الاعتداء الإيراني الجديد. وهذا الصوت يجب أن يكون، قبل الرؤساء، من وزير الخارجية الجديد... فهل يجرؤ !؟