العبسي مكرما المقدسي: نأمل ان تضع الحكومة الجديدة البلاد على طريق الإصلاحات والنهوض

  • شارك هذا الخبر
Sunday, September 19, 2021

منح بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي رئيس "جمعية طلال المقدسي الانمائية" الدكتور طلال المقدسي وسام صليب القدس البطريركي تقديرا للدور الذي لعبه على صعيد دعم الطبقات الاجتماعية المهمشة .

جرى الاحتفال في المقر البطريركي في الربوة بحضور عائلي مقتضب اقتصر على عائلة واصدقاء المحتفى به.

العبسي

والقى العبسي كلمة للمناسبة قال فيها:

أيّها الأحبّاء، نجتمع اليوم لنكرّم ابننا الأستاذ طلال المقدسي بمنحه صليب القدس البطريركيّ الذي هو واحد من أرفع الأوسمة التي تمنحها كنيستنا الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة، انطلاقًا من تقديرها وتشجيعها للأعمال ذات الطابع الإنسانيّ والاجتماعيّ والوطنيّ، تلك الأعمال التي تنبع من قلب خيّر معطاء مزدان بعقل نيّر منفتح.

دأب الأستاذ طلال المقدسي، وقد وفّقه الله وبارك عليه في بيته وفي أعماله، على المسارعة لمد يد العون والمساعدة ليس فقط لأبناء كنيستنا بل للبنانيّين عمومًا، وبنوع خاصّ لأبناء الوطن في الأطراف حيث تكبر الاحتياجات الفرديّة والمجتمعيّة. ولهذا الغرض، أسّس ابننا طلال مؤسّسة المقدسي الاجتماعيّة والإنمائيّة لكي يكون إلى جانب المهمّشين والمنسيّين. فكانت نتيجة عمله إسهامات كثيرة في القطاع التربويّ والصحّيّ وحتّى الوطني الرسميّ من خلال دعمه المستمرّ لمؤسّسة الجيش اللبناني الذي نعتزّ به.

بعد الانفجار الأثيم الذي هزّ المرفأ ودمّر نصف العاصمة وتسبّب بأذًى لا يحصى لأهل بيروت، وجّهنا دعوة لأبنائنا وأصدقائنا لتكثيف الجهود من أجل الإسهام في تخفيف آلام المصابين. فهرع طلال المقدسي بغيرة وحماسة للإسهام وتأمين الدعم على مختلف المستويات وقدّم ما قدّمه عبر بطريركيّتنا وأجهزتها الاجتماعيّة. بالتأكيد، لسنا هنا اليوم لتعداد إنجازات بل لكي نظهر أهميّة التعاضد المجتمعيّ في مواجهة الكوارث ولكي نبيّن تقدير الكنيسة للأشخاص الفاعلين والذين يضعون الآخر وهمومه في قلبهم مشاركينه فيها وحاملينها معه متى استطاعوا وما استطاعوا. إنّ هذا التقدير والتكريم هو أيضًا دعوة لكلّ الأبناء وتشجيع للإسهام في برامج كنيستنا الاجتماعيّة والإنسانيّة، خصوصًا في هذا الزمن المليء بالأزمات الاجتماعيّة والإنسانيّة والصحيّة والتربويّة. فالكنيسة تريد من خلال هذا التكريم وكلّ تكريم أن تعطي مثالًا للآخرين وأن تحثّهم على التنافس في التفكير والمسلك والعمل من أجل أن يقدّموا شيئًا لوطنهم أو لكنيستهم.

نحتفل اليوم عائليًّا بتقليد ابننا طلال هذا الوسام وقد تعمّدنا أن يكون هذا الاحتفال عائليًّا ومقتضبًا مراعاة لمشاعر أبناء مجتمعنا الذي يئنّ تحت وطأة الآلام الكثيرة المتنوّعة. إنّ هذا الحدث يتزامن مع تشكيل حكومة جديدة نأمل ونصلّي أن تكون في خدمة كلّ الشعب اللبنانيّ وأن تضع البلاد على طريق الإصلاحات والنهوض. ما أحوجنا اليوم أكثر من غير يوم إلى العمل المستنير والصادق والمخلص.

تفرح اليوم كنيستنا وتفتخر بابننا طلال الذي سبق أن قلّده الحبر الروماني قداسة البابا فرنسيس وسام القدّيس غريغوريوس. إنّ الوسام الذي نقدّمه له اليوم هو في ختام الكلام تعبير عن محبّتنا له. فأهنّئه باسم بطريركيّة الروم الملكيّين الكاثوليك وأهنّئ أسرته أيضًا إذ أمنحه هذا الوسام، "وسام القدس البطريركيّ".

المقدسي

بدوره رد المقدسي بكلة شكر فيها العبسي على تكريمه وقال:

شكرا سيدنا على لفتتكم الكريمة.

ان ما قمنا به اكان شخصيا ام عبر مؤسسة طلال المقدسي الانمائية هو واجب وطني وكنسي واجتماعي.

ونحن ابناء هذه الكنيسة لم نسع يوما لاكتناز اموال على الارض انما في السماء كما جاء في الكناب المقدس. ولم نسع الى منصب بل شعورا بالانسانية وَبضرورة مد يد العون في هذه الظروف الصعبة حيث بات مجتمعنا على ابواب فقر ملحوظ .

سيدنا نحن لم نزد من نشاطاتنا في السنوات الثلاث الاخيرة الا لاننا شعرنا بانه بات لكنيستنا مرجعية واحدة وهي غبطتكم مرجعية نعترف بها ونقتدي بها ونسير خلفها . ولقد شعرنا بمزيد من المسؤولية بعدما لمسنا قيادتكم الحكيمة.

نريد من بطريركتنا ان ترسل سفراء لها الى مكونات المجتمع السياسي وليس العكس. كما نطلب منكم وبالحاح وانطلاقا من ثقة كنيستنا بكم وبثقة الرعية بحكمتكم ورأيكم السديد رسم خريطة طريق لاعادة طائفتنا التي هي واحدة من الطوائف الست الرئيسية المؤسسة للكيان اللبناني الى الخريطة السياسية وذلك من خلال بناء جسور التواصل والحوار بين مكونات مجتمعاتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وانتم يا صاحب الغبطة اول من نادى وينادي بالحوار العاقل وبثقافة الحوار والمحبة والتسامح.

يأتي احتفالنا العائلي في ظل اوضاع ضاغطة نعمل ضمن امكاناتنا على التخفيف من وطأتها. ونترك التعليق على تشكيل الحكومة ليحكم المجتمع والشعب على النتائج والافعال.