المحامي فؤاد الأسمر - هل يوفق الوزير عبدالله بو حبيب بين الواجب والمهمة الموكلة اليه؟
شارك هذا الخبر
Saturday, September 18, 2021
من أكثر شخصيات الحكومة العتيدة التي يصح فيها القول : "الرجل المناسب في المكان المناسب" هو الوزير عبدالله بو حبيب. فهو يجمع الى اختصاصه ونشاطه لسنوات كخبير اقتصادي دولي، ثقافة وتمرس في الديبلوماسية التي ادخلته أروقة مطابخ القرارات الدولية وجعلته يتعرف اليها والى صانعيها ويفهم اسبابها ونتائجها. الوزير بو حبيب قامة اقتصادية وديبلوماسية مخضرمة انخرط، بعد تقاعده، ضمن فريق عمل عصام فارس ومن ثم مستشاراً للجنرال ميشال عون وعضواً في "لقاء السبت التشاوري" الذي كان من مهندسي وصول الجنرال الى بعبدا. وبينما كان السفير بو حبيب من أهم الاشخاص المؤهلين، مع انطلاق عهد الرئيس عون، لتبوؤ حقيبة الخارجية وما تحمله من أهمية في رسم وتنفيذ سياسة لبنان الخارجية وعلاقاته بالدول، اذ بالعهد يسند اليه اعداد حقيبة الصهر الشاب باسيل لتولي الخارجية وتعبيد طريق نيويورك له. رغم امتعاضه واستيائه، في أكثر من مناسبة، من اخطاء الصهر "الشعبوي المتهور" وتأييد الرئيس المطلق له، ثابر الوزير بو حبيب على دوره المؤازر لهما بخلاف غالبية زملائه في "لقاء السبت التشاوري" من ايلي الفرزلي الى مروان ابو فاضل وجان عزيز وسواهم الذين ابتعدوا شاهرين سيف النقمة والعداء بوجه العهد والصهر. اليوم، وبعد توليه وزارة الخارجية، يقف الوزير بو حبيب بين أمرين متعارضين هما الواجب والمهمة. الأول واجب الوزير الكفوء صاحب التاريخ والرؤية والمشروع الاصلاحي المتكامل اقتصادياً وديبلوماسياً للنهوض بلبنان وكسر الحصار المضروب عليه واعادته الى حضن الشرعية الدولية، والثاني مهمة الديبلوماسي المولج بتحسين صورة الصهر دولياً ورفع العقوبات عنه، تمهيداً لدخوله جنة الرئاسة الأولى في لبنان. الأول موجب وطني تاريخي يحقق آمال واحلام شعب بأسره يطمح للعيش الحر الهانئ الكريم، والثاني أمر عمليات تحقيقاً لحلم ورغبات فرد ببلوغ السلطة مهما كلف الامر من تضحيات بالشعب والقيّم والثقافة والتاريخ والجغرافيا. من المؤكد ان الوزير بو حبيب بفكره وتاريخه لا يقبل التضحية بالواجب من أجل المهمة، انما هو يعرف جيداً أن الجمع بينهما هو من المستحيلات. فكيف ستسير حكمة الديبلوماسي العتيق بين حروف الواجب وفواصل المهمة؟