"الجرعات المعززة" بين التأييد والتشكيك.. ماذا يقول العلماء؟

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, September 14, 2021

قال خبراء في مجال الصحة العامة والأمراض المعدية، من بينهم علماء في إدارة الغذاء والدواء الأميركية (أف دي إيه) ومنظمة الصحة العالمية إنه "لا توجد أدلة موثوقة" في الوقت الحالي على حاجة عموم الناس إلى جرعات معززة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19، ودعوا إلى توفير هذه اللقاحات لمن لم يتلقوا أية لقاحات من قبل.


وجاءت توصيات الخبراء الـ18 في مراجعة نشرتها مجلة "لانسيت"، الإثنين، في وقت تسعى فيه السلطات الصحية في الولايات المتحدة إلى إعطاء ملايين السكان جرعات إضافية، بدءا من 20 أيلول، في إطار حملتها لمكافحة الوباء.

وتجتمع اللجنة الاستشارية الخاصة باللقاحات التابعة لـ"أف دي إيه"، الجمعة، لمناقشة إعطاء جرعة ثالثة من لقاح "فايزر" للأشخاص بعمر 16 عاما وأكبر.

وفي المراجعة الجديدة، قال الخبراء إنه مهما وفرت المعززات من مزايا فإنها لن تفوق فائدة استخدام هذه الجرعات لحماية مليارات الأشخاص الذين لا يزالون غير محصنين في جميع أنحاء العالم. وقالوا إن المعززات قد تكون مفيدة لبعض الأشخاص، ولكنها ليست ضرورية بعد لعامة السكان.


وقالوا في هذا الصدد إن "اللقاحات ستنقذ معظم الأرواح إذا تم توفيرها للأشخاص المعرضين لخطر ملموس للإصابة بأمراض خطيرة ولم يتلقوا أي لقاح بعد. وحتى إذا أمكن الحصول على بعض المكاسب في النهاية من المعززات، فلن تفوق الفوائد لتوفير الحماية الأولية لغير الملقحين".

وجاء في التوصيات: "قد تكون المعززات مناسبة لبعض الأفراد الذين قد لا يكون التطعيم الأساسي كافيا للحماية، مثل من تلقوا اللقاحات ذات الفعالية المنخفضة أو أولئك الذين يعانون من ضعف في المناعة".

وكان مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قد دعا، الشهر الماضي، إلى وقف استخدام الجرعات المعززة من أجل المساعدة في ضمان توفر الجرعات في البلدان التي تلقى فيها عدد قليل من الناس جرعات اللقاح الأساسية.

ووجه غيبريسوس، هذا النداء إلى البلدان الأكثر ثراء، والتي تفوقت بفارق كبير على دول العالم النامي في نسبة التطعيم.
ويشير الخبراء في المراجعة الجديدة إلى أنهم وجدوا أن "فعالية اللقاحات تكون أكبر ضد الأمراض الشديدة منها ضد العدوى ويبدو أن التطعيم يقي بشكل كبير من الأمراض الشديدة لجميع المتحورات الرئيسية".


وقالوا إنه "حتى الآن، لم تقدم أي من الدراسات دليلا موثوقا به على التراجع الكبير في الحماية ضد الأمراض الشديدة، حتى عندما يبدو أن هناك انخفاضات بمرور الوقت في فعالية اللقاحات ضد الأمراض المصحوبة بأعراض".

وأشار الخبراء إن اللقاحات أقل فعالية إلى حد ما ضد الإصابة بمتغير "دلتا" مقارنة بمتغير "ألفا"، لكن الفيروس لم يتطور بعد لتفادي استجابات الخلايا المناعية، وقد تكون هناك حاجة في النهاية إلى المعززات لعامة السكان إذا ظهر متحور يتفادى الاستجابة المناعية.

ومن بين الخبراء الذين شاركوا في المراجعة، الدكتور فيليب كراوس والدكتور ماريون غروبر اللذين أعلنا، الشهر الماضي، تقاعدهما. وقالت صحيفة نيويورك تايمز، في أغسطس، إنهما قررا مغادرة الوكالة جزئيا لاختلافهما مع إدارة الرئيس، جو بايدن، بشأن اتجاها لإعطاء الجرعات المعززة قبل مراجعة العلماء للأدلة العلمية وتقديم التوصيات.

واقترحت إدارة بايدن إعطاء اللقاحات المعززة بعد ثمانية أشهر من الجرعات الأصلية، لكن العديد من العلماء عارضوا تلك الخطة، قائلين إن اللقاحات لا تزال فعالة في الوقاية من الأمراض الشديدة وحالات دخول المستشفيات.


وتشير دراسات نشرتها "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها"، التابعة لوزارة الصحة الأميركية، إلى أنه في حين يبدو أن الفعالية ضد الإصابة بعدوى "دلتا" تتضاءل قليلا بمرور الوقت، فإن اللقاحات فعالة بشدة ضد الأعراض الشديدة في جميع الفئات العمرية، إلا كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاما قد تقل لديهم فعالية اللقاحات في منع دخول المستشفيات.

واستطاعت الولايات المتحدة تطعيم نحو 75 في المئة من البالغين فيها بجرعة واحدة على الأقل، وفقا للبيت الأبيض، ما يمثل علامة فارقة جديدة في مكافحة الوباء في البلاد.

ولكن مع استمرار الزيادة في عدد الوفيات وحالات دخول المستشفيات بسبب المتحور "دلتا"، اتخذ الرئيس الأميركي مجموعة من الإجراءات من أجل السيطرة على الوباء، منها فرض اللقاحات على العاملين في المؤسسات الفيدرالية، وفرضه على المؤسسات الخاصة في بعض الحالات، وكذلك الاتجاه نحو إعطاء جرعات إضافية.

واتهم بايدن غير الملقحين بأنهم لم يتركوا مكانا في المستشفيات للمصابين بأمراض أخرى، متعهدا بزيادة التلقيح في صفوفهم، وعدم السماح لهم بعرقلة جهود الانتعاش الاقتصادي.

وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، مرارا أن الولايات المتحدة تملك ما يكفي من لقاحات لتطعيم الشعب الأميركي وأنها مستعدة لتوفير المساعدة للدول الأخرى، وهذا بالفعل ما فعلته من خلال التبرع بملايين الجرعات إلى عدة دول حول العالم عبر آلية "كوفاكس".