خاص ــ مخاوف من ازدياد التوتر.. وعون لميقاتي: المداورة او…؟! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, August 4, 2021

خاص ــ بولا أسطيح

الكلمة اونلاين


كما كان متوقعا تراجع منسوب التفاؤل بولادة حكومية سريعة وتلاشت الاجواء الايجابية التي اوحت لوهلة بامكانية حصول معجزة واعلان تشكيل الحكومة قبل الرابع من آب، الذكرى الاولى لانفجار مرفأ بيروت. وبالرغم من تجنب الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الحديث عن عراقيل وخلافات بوجهات النظر مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، شكل انتقاده الوتيرة البطيئة للتشكيل وتأكيده ان مهلة التأليف غير مفتوحة وقوله "وليفهم من يريد ان يفهم"، بمثابة اشارة واضحة عن استياء وعن سلبية بدأت تطغى على مجمل مشهد التأليف.

وبحسب المعلومات، تكمن الاشكالية الرئيسية التي تحول دون تحقيق تقدم ملموس بالمشاورات الحكومية، اصرار الرئيس عون على الحصول على وزارة الداخلية وتمسك ميقاتي بها. وتقول مصادر قريبة من بعبدا ان "المطالبة ب"الداخلية" تأتي باطار الالتزام ببنود المبادرة الفرنسية التي تقول باعتماد مبدأ المداورة بالوزارات، فقي حال بقيت المالية مع الشيعة والداخلية مع السنة والخارجية مع المسيحيين فعن اي مداورة نتحدث؟" وتضيف المصادر:" اذا كانوا قد قرروا تجاوز المبادرة فليعلنوا ذلك صراحة وليبلغوا الفرنسيين والمجتمع الدولي بذلك.. اما الخروج ليحملوا من يتمسك بهذه المبادرة مسؤولية التعطيل، فلا يمكن ان يمر".

وتستبعد مصادر "التيار الوطني الحر" ان يكون هناك اي خرق حكومي قبل منتصف الشهر الحالي معتبرة انه خلال هذه المرحلة يشتد الكباش ويحاول كل طرف تحصيل المكاسب، مضيفة:"صحيح ان الرئيس ميقاتي مرن في التعاطي بعكس الحريري، الا ان الامور رهن خواتيمها".

بالمقابل، تستبعد مصادر رؤساء الحكومات السابقين ان ينجح ميقاتي بما فشل به الحريري، معتبرة ان "من مصلحة "الثنائي" عون- حزب الله بقاء الامور على ما هي عليه حتى انه على الارجح سيقوم بالمستحيل لمنع اجراء الانتخابات النيابية في موعدها مع استبعادنا حتى خروج عون من بعبدا مع انتهاء ولايته". وتبدو المصادر متشائمة من امكانية تحقيق اي خرق يذكر في جدار الازمة معتبرة انه حتى الساعة لا يمكن التماس الضوء في آخر النفق.

ولا يبدو ان الوضع الامني الذي بقي ممسوكا طوال المرحلة الماضية سيبقى على ما هو عليه. اذ تقول مصادر امنية ان هناك مخاوف حقيقية من اشعال فتنة للاطاحة بالاستقرار الامني لافتة الى ان ما حصل في خلدة كان محاولة في هذا الاتجاه يرجح ان تتكرر. وتخشى المصادر دخول طابور خامس على الخط في ذكرى ٤ آب لضرب الاستقرار، متحدثة عن استنفار الاجهزة الامنية لمواكبة المرحلة الحساسة.

وتتقاطع هذه المعلومات مع تنبيه مصادر مطلعة على جو حزب الله من ٣ اشهر صعبة مقبلة على البلاد، مشيرة الى اننا وصلنا الى مرحلة متقدمة من خطة حصار حزب الله من خلال اقحامه بأعمال امنية في الداخل اللبناني. وتضيف المصادر:"الحزب يقذ تماما لما يخططون له وهو يعد للمئة وحتى للالف وقد ظهر ذلك جليا خلال احداث خلدة الاخيرة.. هو كان وسيبقى حريصا على منع الفتنة من التسلل الى الداخل اللبناني رغم حجم الضغوط والمضايقات التي يتوقع ان تبلغ مستويات غير مسبوقة في الاسابيع المقبلة".

بالمحصلة، يبدو اننا على موعد مع مزيد من التعقيدات السياسية ما يعني مزيدا من التأزم الاقتصادي والمعيشي والاخطر ان كل ذلك سيترافق مع محاولات لزعزعة الوضع الامني ما يشكل التحدي الاكبر لصمود ما تبقى من الكيان اللبناني المتهالك!


Alkalima Online