خاص- الإنتخابات الرئاسية قبل النيابية... من الأوفر حظًا لخلافة ميشال عون؟- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Friday, April 23, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
محمد المدني

مع ما يشهده لبنان من إنهيارات شاملة تضرب مقوماته الوطنية ومؤسساته الدستورية، تعمل السلطة الحاكمة على "طبخة" عنوانها تأجيل الإنتخابات النيابية من عام إلى عامين، مع الإبقاء على موعد الإنتخابات الرئاسية كي يكون المجلس النيابي الحالي هو "الناخب".

بما أن الأكثرية النيابية بيد فريق 8 آذار، لا يمكن أن يأتي رئيسًا للجمهورية إلا بنفس الهوية السياسية التي يتمتع بها الرئيس ميشال عون. لذلك، تدرك الأكثرية الحاكمة أن تغيير الموازين داخل مجلس النواب حتمًا سيؤدي إلى تغيير "هوية" الرئيس المقبل.

عدة سيناريوهات قد تشهدها الحياة السياسية في حال "استوت الطبخة"، وبحسب مصادر بارزة في 8 آذار، فإن الهدف من تأجيل الإنتخابات هو تأمين وصول رئيس جمهورية من نفس "طينة" ميشال عون، لكن الفريق الحاكم (حزب الله، حركة أمل، التيار الوطني الحر وتيار المردة) قد لا يتمكن من إنتخاب "رئيس" بالمواصفات التي يريدها، وقد يدخل في صراعٍ داخلي لا يتمكن بموجبه ضابط الإيقاع في تخالف 8 آذار أي حزب الله من إنجاز هذه المهمة.

وتحدّثت المصادر لـ"الكلمة أونلاين" عن الأسباب التي قد تؤدي إلى فشل فريق 8 آذار في إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، مشيرة إلى أن "التيار الوطني الحر قد يضع "فيتو" على أي مرشح لا يريده، وحزب الله لن يستطيع مواجهة "الفيتو العوني" لأنه سيخسر الغطاء المسيحي الذي يوفره له الرئيس ميشال عون".

ولفتت إلى أن "العراقيل التي تمنع جبران باسيل من الوصول إلى رئاسة الجمهورية وأبرزها العقوبات الأميركية والواقع الشعبي والسياسي الرافض له، قد تدفعه لتهديد حزب الله بأنه سيفك تحالفه معه ويرفع الغطاء عنه في حال انتخب غيره، والحزب ليس مضطرًا للدخول في مواجهة مع حليفٍ قوي يؤمن له أكثرية وزارية ونيابية هو بحاجة لها".

من المرشح الأوفر حظًا لخلافة الرئيس ميشال عون؟

مصادر 8 آذار، اعتبرت أن "الإنتخابات الرئاسية في لبنان مرتبطة بالتطورات الإقليمية (الإنتخابات السورية والإيرانية ومصير الإتفاق النووي الإيراني - الأميركي وغيرها)، والتوازنات الداخلية ستكون عناصرها ضعيفة جدًا في إختيار الرئيس المقبل، والرئيس العتيد" سيكون على صورة التسويات والصفقات الإقليمية، لا على صورة طموحات ورغبة اللبنانيين".

وأكدت أن "رئيس تيار المردة سليمان فرنجية هو الأوفر حظًا للوصول إلى سدة الرئاسة في حال كان مجلس النواب الحالي هو "الناخب"، يليه قائد الجيش العماد جوزاف عون، خصوصًا في حال وصلت البلاد إلى مراحل أمنية خطرة، عندها ترتفع حظوظ قائد الجيش، على غرار ما حصل عام 2008 بعد أحداث 7 أيار".

وأوضحت المصادر، أن "فرنجية يحظى بغطاء من حزب الله، ولديه تحالف علني مع الرئيسين سعد الحريري ونبيه برّي، كما أن وليد جنبلاط لن يكون بعيدًا عن خيار برّي والحريري، وجنبلاط معروف عنه أنه يُفضل الشخصية المدنية على الشخصية العسكرية".

وعلى المستوى الخارجي، جزمت المصادر أن "سليمان فرنجية ليس بحالة عداوة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج رغم علاقته الواضحة مع حزب الله والنظام السوري، بالإضافة إلى أن فرنجية هو من "الموارنة الأربعة" الذين اعتبرتهم بكركي مرشحين طبيعيين لرئاسة الجمهورية، ما يؤمن لفرنجية دعم الفاتيكان ومباركته".

ورأت أن "حظوظ سليمان فرنجية تبقى مُهدّدة بخلافه الحالي مع التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية في موضوع الرئاسة تحديدًا، وقد يحتاج إلى معادلات وتسويات تُسهل إتفاقه مع أحد الطرفين وهذا ليس مستحيلاً، فقد سبق للقوات اللبنانية أن عقدت تسوية مع أحد أبرز خصومها وهو العماد ميشال عون وأتت به رئيسًا للجمهورية، وبالتالي من غير المستبعد أن تفرض الظروف تسوية مشابهة بين فرنجية والقوات على غرار التسوية التي حصلت عام 2016 قبل إنتخاب ميشال عون".

أما عن موقف التيار الوطني الحر، فذكرت المصادر أن "حزب الله قد يطرح على باسيل دعم ترشيح فرنجية في إنتخابات عام 2022 مقابل أن يكون باسيل رئيسًا عام 2028، والحزب قد ينجح في إقناع باسيل بترشيح فرنجية بحجة أن صهر الرئيس عون مرفوض شعبيًا ومعاقب أمريكيًا، وبالتالي هناك إستحالة لوصوله إلى كرسي بعبدا، وباسيل بحسب المصادر لا يملك خيارًا آخر، خصوصاً أنه يصارع لضمان بقاءه في الحياة السياسية، وهذا ما يبدو واضحًا في أزمة تأليف الحكومة نتيجة إصرار جبران على المطالبة بالثلث المعطل ليتحكم في القرارات السياسية".

وقالت: "فرنجية حافظ على مواقفه السياسية والوطنية، وتعاطى بهدوء مع وصول الجنرال ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية على حسابه عام 2016، بالإضافة إلى أنه لم يدر ظهره لحزب الله وسوريا، ونسج علاقات مستقرة مع معظم الأطراف الداخليّة".

وأضافت "بعد تجربة ميشال عون التي أنهكت حزب الله وتسببت له بأضرار عدة، فإن فرنجية هو الأقرب إلى "إراحة" محور الممناعة والتحالف الذي يقوده الحزب في رئاسة الجمهورية، بإعتبار أن رئيس المردة دبلوماسي أكثر من باسيل ولديه قنوات مفتوحة وشبه طبيعية مع معظم القوى السياسية، وفي مقدمهم رئيس حركة أمل نبيه برّي ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري".

وكشفت مصادر 8 آذار لموقعنا، أن "الرئيس السوري بشار الأسد يُفضّل فرنجية على باسيل لخلافة ميشال عون، والسبب هو أنه مع عودة سوريا إلى حضن الدول العربية، فإن الأسد يريد شخصية موثوقة تساعده على تعزيز موقفه لاسيما من الناحية الإقتصادية، كما أن إيران وحزب الله لديهما مصلحة في تعزيز نظام الأسد غير المستقر".

وتخوفت المصادر، من سيناريو رفض ميشال عون الخروج من قصر بعبدا بذريعة عدم ترك فراغ في أهم موقع مسيحي في البلاد أسوة برئاستي مجلسي النواب والوزراء، وذلك بذريعة الميثاقية والتوازنات الطائفية".

وتوقعت أن "عون قد يذهب بعيدًا في معركة البقاء في بعبدا، كشرط مسبق لإنتخاب صهره جبران باسيل أو لتأمين تمديد ولايته لـ 3 سنوات، ما يدخل لبنان في فراغ طويل شبيه للفراغ الرئاسي الذي سبق إنتخاب عون وامتد لأكثر من سنتين ونصف".

في الختام، وبمعزل عن التوازنات الموجودة داخل مجلس النواب، فإن الضغوط والمساومات والصفقات هي من تُحدد هوية رئيس الجمهورية، وبالتالي فإن المجلس النيابي يأتي ليُصدّق على ما يتم الإتفاق عليه في الخارج، فهل يكون فرنجية رئيسًا؟.