بعد الانفجار والانهيار... ستة أعراض نفسية "تضرب" اللبنانيين

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, April 14, 2021

في ظل الأزمات المتتالية التي يعيشها لبنان، لا سيّما بعد انفجار مرفأ بيروت، والانهيار الاقتصادي والمالي، إضافة إلى تداعيات الإقفال العام والحجر المنزلي لمكافحة انتشار فيروس كورونا، بات اللبنانيون يعانون أقله أعراض ستّة تتمثل بالقلق، الأرق، الاكتئاب والمشاعر السلبية، الوحدة والعزلة الاجتماعية، المترافقة مع سلوكياتٍ سلبية غير صحّية، إضافةً إلى الاضطرابات النفسيّة بشكلٍ عام، والاضطرابات السلوكية والعاطفية عند الأطفال والمراهقين والشباب.

توثيق الشهادات
هذا ما ظهر من خلال حملة "كيفك؟...احكيلنا" للصحة النفسيّة، التي أطلقتها منظّمة مالطا في لبنان، بالتعاون مع جامعة القدّيس يوسف في بيروت، منذ مدة، مستندة في مقاربتها على تقنية الإصغاء والاستماع عن كثب لمشاكل الأفراد على اختلاف فئاتهم العمرية والاجتماعية. فأجرت جولات في الشوارع لتلمّس حال الناس والأفراد والاستفسار عن وضعهم النفسي، في ظلّ الأوضاع الاقتصادية والصحية والمعيشية المتدهورة. ووثقت هذه الجولات، محيلة الشهادات التي جمعتها إلى خبراء في الصحّة النفسيّة في جامعة القدّيس يوسف.
وكانت المنظّمة أطلقت هذه الحملة، نظرًا للواقع المأزوم الذي يشهده لبنان وانعكاساته السلبية على مختلف فئات المجتمع، بهدف الحدّ من الوصمة الاجتماعية للأمراض النفسيّة والعقليّة، ومن إطلاق الأحكام المسبقة والصور النمطيّة. وهي تسعى إلى رفع الوعي المجتمعيّ حول أهمية المبادرة لطلب الدعم النفسيّ المتخصّص عند اللزوم، كما اللّجوء إلى طبيب العائلة أو مراكز الرعاية الصحّيّة الأولية، أو للعائلة والأصدقاء المقرّبين، بهدف مشاركة وسرد مشاكلهم كوسيلة للشعور بالراحة النفسيّة، والتخفيف من وطأة همومهم ومخاوفهم، لا سيّما في ظل تأثيرات ما بعد الصدمة، نتيجة الأزمات المتفاقمة التي يمرّ بها لبنان. كما تسلّط الحملة الضوء على دور كلّ من الاختصاصي في علم النفس والطبيب النفسي، وأهمية استشارة الطبيب قبل استهلاك أيّ من أدوية الأعصاب والمهدّئات.

أفلام توعوية
وحددت المنظّمة ستّة مواضيع تجسّد أبرز الاضطرابات النفسيّة التي اشتكى منها اللبنانيّون، لتشكّل محاور الحملة. وتلخّصت هذه الأعراض الستّة كالآتي: القلق، الأرق، الاكتئاب والمشاعر السلبية، الوحدة والعزلة الاجتماعية المترافقة مع سلوكياتٍ سلبية غير صحّية، إضافةً إلى الاضطرابات النفسيّة بشكلٍ عام، والاضطرابات السلوكية والعاطفية عند الأطفال والمراهقين والشباب.

تتجسّد أهداف الحملة بتنفيذ أفلام توعوية تنقل هواجس الأفراد، وتوفّر إرشاداتٍ حول كلّ من الأعراض النفسيّة المذكورة، أسبابها وسبل الوقاية منها. ستتمّ كذلك مناقشة هذه المواضيع بشكل مفصّل من خلال حلقاتٍ تلفزيونيّة، يعرض خلالها الأطباء والاختصاصيّون النصائح والحلول وكيفيّة تخطّي المصاعب المرتبطة بهذه الأعراض.

فضلاً عن الشق التوعوي، تشمل الحملة إحالة المواطنين إلى المراكز الصحية الاجتماعية التابعة لمنظّمة مالطا لبنان، والمندرجة ضمن برنامج "الرعاية الصحّية الأولية" أو إلى أحد المراكز التابعة لشركاء المنظّمة. وقد طوّرت مراكز المنظّمة خدماتها في مجال الطبّ النفسيّ من خلال فريقٍ مدرّبٍ. ويمكن للمريض استشارة الممرّض أو المساعد/ة الاجتماعي/ة أو طبيب العائلة، بهدف الاستماع لمشاكله، وتحديد الأعراض وتقييم الحالة النفسيّة التي يمرّ بها، قبل أن يتمّ تحويله إلى طبيبٍ متخصّص، إذا لزم الأمر.


المدن