خاص- روكز يقرأ في عدم "توقيع عون"... وفي هجوم فرنجية على قائد الجيش

  • شارك هذا الخبر
Thursday, April 15, 2021

خاص- الكلمة أونلاين

كان لافتا الحملة الهجوميّة التي شنّها أمس رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على قائد الجيش العماد جوزيف عون على خلفية مرسوم تعديل الحدود البحرية الجنوبية للبنان عبر إتهام فرنجية لقائد الجيش بأنه يسعى للوصول الى الرئاسة الأولى.

ليس غريبا في لبنان أنه في كل مرة يجتمع فيها "مارونيان" تكون رئاسة الجمهورية ثالثهما، إلا أن الحملات التي تُشنّ على المؤسسة العسكرية وقائدها وليس آخرها من رئيس تيار المردة، تطرح أكثر من علامة استفهام عن الخلفيات والأسباب.

قد لا يدرك البعض أن قائد الجيش بعيد كل البعد عن موضوع الرئاسة الأولى، وهو ينصرف في الوقت الحالي الى ترتيب أوضاع المؤسسة داخليا خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب البلاد والتي قد تؤثر بشكل مباشر على معنويات عناصر الجيش، وما كلامه الأخير الا خير دليل على ذلك.

وفي وقت لم يقدّم العماد عون في ايّ مرة من المرّات نفسه على أنه مرشح لمنصب رئاسة الجمهورية، هو يسعى الى تطبيق القانون بكل مندرجاته والى عدم الدخول في البزار الرئاسي السياسي، والجميع يُقرّ بالإنجاز الذي قامت به المؤسسة العسكرية في موضوع ترسيم الحدود البحرية والخرائط التي قدمتها والتي أدّت الى التوصل الى قرار تعديل المرسوم.

والسؤال المطروح اليوم: هل يعقل أن يوضع ملف بهذه الأهمية بالنسبة الى لبنان يتعلّق بثرواته الطبيعية وبحدوده وحقوقه، في البزار السياسي وأن يُجرّد من أهميته الوطنية والاستراتيجية؟ وما هي خلفية الحملات التي تشن على قائد الجيش والمؤسسة العسكرية؟

العميد المتقاعد النائب شامل روكز أكد أننا نعيش في لبنان موسم دائم للانتخابات الرئاسية، والموضوع ليس محصورا بسليمان فرنجية وقائد الجيش، إنما هو أبعد من ذلك ويتعلق بملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية وحقوق لبنان باستثمار مياهه وارضه، وقد أخذ هذا الموضوع للأسف منحى تجاذب ومزايدات، في الوقت الذي يجب ان يكون موضوعا استراتيجيا بكل ما للكلمة من معنى، وان يكون محطّ اجماع وطني حكومي ونيابي وسياسي وشعبي لمواكبته بالطريقة الأفضل والأنسب، الا أن ما حصل عكس ذلك.
روكز وفي حديث الى موقعنا اعتبر أنه من المفروض ان يكون هناك مواكبة على كل المستويات لموضوع بهذا الحجم، خصوصا ان لبنان يجري مفاوضات غير مباشرة مع دولة عدوّة، فكل الناس يجب ان تجتمع من رئيس جمهورية الى الحكومة ومجلس نواب والقوى السياسية والعسكرية للذهاب الى المفاوضات بشكل قوي بدل أن يتناحروا ويخونوا بعضهم بهذه الطريقة.

وعن توقيع رئيس الجمهورية قال روكز لموقعنا إن رئاسة الجمهورية وبحسب الاستشارات التي أجرتها أعلنت أن المسؤولية في هذا الملف يجب أن تتحملها الحكومة مجتمعة، بينما الرئيس حسان دياب يعتبر أن عمل حكومته يقتصر فقط على تصريف الأعمال، مشيرا الى أن الأمور في هذا الموضوع يجب ان تكون دقيقة، فمن جهة لا يجب ان نتخلى عن حقوقنا ومن جهة اخرى يجب اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية لان لا رجوع عن القرار الذي سيتم اتخاذه، لافتا الى أن الامور لا تقف عند توقيع رئيس جمهورية او الدعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء، فالملف استراتيجي ووطني بينما أهل السياسة اختاروا أن يأخذوه الى منحى المناحرات والمزايدات والتخوين ما يظهّر الصورة السياسية لمستوى الانحدار السياسي الغريب العجيب في البلاد.

روكز اعتبر أن هناك حدا ضعيفا من المسؤولية، خصوصا أننا منذ آب الماضي لم نستطع تشكيل حكومة رغم الظروف الصعبة والاستثنائية التي تعيشها البلاد، والشعب يعاني والضغوطات كبيرة من الداخل والخارج بينما نحن لا نزال ندور في النفق نفسه من دون أدنى تقدم.

وعن الحملة المبرمجة على قائد الجيش يقول روكز لموقعنا: كل شيء يقال أو يتم التصريح به من الآن وصاعدا له علاقة بالطائفة المارونية سيكون متعلقا برئاسة الجمهورية، إن كان في ملف ترسيم الحدود أو سواه، آسفا في أن يتحول ملف استراتيجي ووطني يتعلق بمستقبل البلد والاجيال في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها الى هذا المنحى، وأضاف: لا أقول ذلك من باب الانتقاد لفرنجية انما هذا هو الجو العام، فمن غير المنطقي أيضا تخوين وزير الاشغال ميشال نجار ومن خلفه تيار المردة بعد طلب استمهال لدرس الملف قبل توقيعه.

يذكر ان فرنجية قال أمس لصحيفة الجمهورية «للأسف قائد الجيش العماد جوزف عون هو وراء استهدافي والهجوم عليّ، وكذلك الفريق الذي ينتمي اليه، ومن الواضح أنّ العماد عون يريد ان يعمل رئيس جمهورية على طريقة البعض اللي «انخرب بيته» بسبب هذه الطريقة. ولذلك انصح قائد الجيش بأن لا يعتمدها». ويتابع: «انهم ما زالوا يطبّقون قواعد مدرسة جوني عبدو، انما فاتهم انّ هذه المدرسة أصبحت قديمة ولم تعد تَصلح، وانا ألفت انتباههم الى انّ الـ«software» لديهم صار عتيقاً وبات يحتاج إلى تجديد، لأنّ ما يفعلونه «دقة قديمة».

وتوجّه فرنجية الى القيادة العسكرية بالقول: «بدل من ان تنفقوا مال الصندوق الأسود لتمويل بعض الحملات الإعلامية، اصرفوا جزءاً منه على الاقل لدعم العسكريين الذين ارهقتهم الازمة الاقتصادية». ويشدّد فرنجية على تمسّكه بكل حقوق لبنان البحرية والنفطية، «لكن المسألة ليست هنا وإنما في طبيعة المرسوم الذي ارادوه ناقصاً وغير مكتمل، حتى يكون ورقة تفاوض على مشاريعهم الشخصية، يلعبونها او يسحبونها وفق ما تقتضيه مصلحتهم، بينما أصرّيت انا على أن يكون مرسوماً كاملاً، ومتحرّراً من التجاذبات او الحسابات السياسية، بحيث لا يخضع الى التفاوض والمساومة في اي ظرف ووقت».