خاص ــ عن طرح البطريرك والأزمة الحكومية... أين دار الفتوى من المشهد السياسي؟.. محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Thursday, April 8, 2021

خاص ــ الكلمة اونلاين

محمد المدني

في خضّم الأزمات السياسية التي يمرُ بها لبنان، بدءًا بالخلاف العلني على طرح التدويل ومصدره البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وصولاً إلى "الصراع" الحكومي بين طرفي التأليف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، يسأل مراقبون عن سبب غياب دار الإفتاء ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان عن المشهد السياسي.

وتجدر الإشارة إلى أن المرجعيات الدينية الأخرى تواكب الملفات السياسية وتدخل في أدق تفاصيلها، فالبطريرك الراعي لا يفوت مناسبة أو قداس من دون الخوض في السياسة، لا بل يطرح مبادرات ويوجه نداءات ويطالب بعقد مؤتمرات، أما المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان فيُعد طرفًا سياسيًا بارزًا، ولا يفوت مناسبة أو خطبة جمعة لإنتقاد إتفاق الطائف والتحذير من طرح البطريرك الراعي بشأن الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي من أجل إنقاذ لبنان، فأين مفتي الجمهورية ودار الإفتاء من هذه القضايا السياسية؟.

أوساط دار الفتوى أكدت لـ"الكلمة أونلاين"، أن "المفتي دريان ليس غائبًا عن المشهد السياسي بل هو في قلب الحدث وإلى جانب الناس، مشروعه الوحدة الوطنية والتمسك بإتفاق الطائف والدستور لما فيه مصلحة اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين".

ولفتت إلى أن "عدة مشاكل تشهدها الساحة الداخلية في لبنان ومنها ما يتخذُ منحًا طائفيًا، فإذا وقف المفتي إلى جانب البطريرك الماروني في قضية الحياد والمؤتمر الدولي قد يعتبر "الشيعة" أنهم مستهدفون مسيحيًا وسنيًا وهذا قد يأخذنا إلى ما يشبه 7 أيار، وفي حال تضامن المفتي مع مواقف الشيخ قبلان التي تُعارض مواقف غالبية المسيحيين قد نصبح أمام صراع مسلم - مسيحي، لذلك فإن غياب دار الفتوى عن هذه الخلافات يُعد حضورًا بكل ما للكلمة من معنى، لأنه يجنب لبنان المزيد من الخلافات الطائفية والمذهبية".

وعن مسألة المؤتمر الدولي والحياد، أشارت الأوساط إلى أن "عدة مؤتمرات دولية عُقدت من أجل لبنان، من لوزان إلى الطائف والدوحة وسان كلو وبغداد والقاهرة فضلاً عن باريس 1و2، فلماذا يرفض بعض الأفرقاء دعوة الراعي إلى مؤتمر دولي على غرار المؤتمرات السابقة؟".

واعتبرت أن "ذهاب وفد حزب الله إلى روسيا ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى فرنسا لزيارة ماكرون للبحث في أزمة الحكومة هو "تدويل"، فلماذا يتهمون البطريرك الراعي بالخيانة؟ وهل يحق لهم ما لا يحق لغيرهم؟".

وشدّدت على أن "خلاص لبنان يكون عبر الحياد، فالحصار الدولي والعربي المفروض على بلدنا سببه تدخل طرف لبناني (حزب الله) بأزمات وحروب المنطقة، وهو لا يفوت فرصة للهجوم على المملكة العربية السعودية ودعم القصف الحوثي على مطاراتها ومنشآتها النفطية".

وحول الملف الحكومي، أوضحت الأوساط أن "الرئيس المكلف سعد الحريري يتصرف وفق الدستور وإتفاق الطائف، ويسعى جاهدًا لتأليف حكومة وفق شروط المبادرة الفرنسية، وكل ما يقال عن محاولته إلغاء دور رئيس الجمهورية غير صحيح، والدليل أنه التقى عون 18 مرة وناقش معه تفاصيل عملية التأليف، لكن باسيل يقف في وجه الجميع وبينهم الحريري نيابة عن حزب الله، لأن الأخير هو المعرقل الأساسي لعملية التشكيل، لأنه ينتظر نتائج المفاوضات على الإتفاق النووي الذي يعقد في عاصمة النمسا، فيينا".

وقالت: "المشكلة الأساس في التسوية الرئاسية تكمن في أن يكون ميشال عون رئيسًا للجمهورية من دون أن يحكم، وأن يحكم بدلاً عنه حزب الله عبر جبران باسيل"، مشيرة إلى أنه "رغم حملات التشويه التي يتعرض لها باسيل، فهو باقً ببقاء حزب الله، لأنه الوحيد الذي يتقن الدور المطلوب منه بين الشخصيات المسيحية الموالية للحزب، ويُعتبر العامود الفقري في مشروع سيطرة محور الممناعة على لبنان، ولا نستغرب أن يكون المرشح الأبرز للوصول إلى سدة الرئاسة".

وشدّدت الأوساط، على "ضرورة تشكيل حكومة إنقاذية اليوم قبل الغد، وأن تعمل الحكومة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة ووقف الإنهيار وإعادة لبنان إلى الحضن العربي"، لافتة إلى "أهمية أن يكون لبنان عربي الهوية والإنتماء، وأي مشروع آخر سيكون مصيره الفشل، لأن إرادة اللبنانيين أقوى من المخططات الإستعمارية، والتاريخ يشهد".


Alkalima Online