خاص- الأجواء الحكومية لا تبشر بالخير... هل يلتقي برّي مع عون وباسيل؟... محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Monday, April 5, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

محمد المدني

راوح مكانك... هذا هو حال الملف الحكومي في لبنان رغم محاولة البعض ضخ أجواءًا إيجابية في نفوس اللبنانيين المغرقين بالأزمات والمصائب التي لا تعد ولا تحصى. فكل المؤشرات تدل على أن لا حكومة قريبًا والأجواء السياسية الرسمية لا تبشر بالخير، وأن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه برّي الحكومية قد لا تكون خشبة الخلاص، نتيجة الخلافات التفصيلية الحادة بين بعبدا وميرنا الشالوحي من جهة وبيت الوسط من جهة أخرى.

مصادر سياسية مطلعة على الأجواء الحكومية أكدت لـ"الكلمة أونلاين"، أن "توافقًا شكليًا تحظى به مبادرة الرئيس برّي "غير المعلنة"، لكن ضمنيًا فإنها تواجه عدة عراقيل قد تنسفها ما لم يتراجع الطرفين المعنيين بتأليف الحكومة (رئيس الجمهورية والرئيس المكلف) عن بعض مطالبهما".

وذكرت المصادر، أن "الرئيسين عون والحريري وافقا على حكومة من 24 وزيرًا، لكن الخلاف على من سيُسمي الـ 12 وزيرًا مسيحيًا، فالرئيس عون سيُسمي 7 وزراء مسيحيين من ضمنهم الوزير الأرمني (الطاشناق)، بحيث يبقى 5 وزراء مسيحيين سيكون من بينهم وزيران لـ "المردة" ووزير لـ"السوري القومي الإجتماعي"، فيصبح هناك وزيرين مسيحيين خارج عباءة عون، وهو يرفض بشكلٍ قاطع أن يُكلف الحريري نفسه تسميتهما، لذلك يجب توضيح من يسمي الوزراء وليس فقط عدد الوزارات وتقسيم الحقائب على الأفرقاء".

ولفتت المصادر، إلى أن "عقدة وزارة الداخلية لا تزال تشكل عقدة في مسار التأليف"، مشيرة إلى أن "الحريري لم يوافق بعد على تسمية عون لوزير الداخلية، وهو يصر على ضرورة أن يكون وزيرًا توافقيًا بين الطرفين (عون والحريري)".

وتوقعت المصادر، أن "يقوم الرئيس برّي بزيارة إلى قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية، ليعرض عليه مبادرته ويشرح له بعض النقاط ليُبدّد هواجسه بإن لا نية لدى أحد بالتعدي على صلاحيات الرئيس أو تحجيمه، ومن الممكن أن يلتقي برّي باسيل لمناقشة بنود المبادرة أيضًا، كونها الفرصة الأخيرة للخروج من أزمة التأليف".

وأوضحت أن "بّري لن يعلن عن مبادرته بشكل رسمي قبل موافقة كل الأفرقاء المعنيين بالتأليف، كي لا يكون مصيرها كسابقاتها"، مشيرة إلى أن الأيام القليلة القادمة ستكون فاصلة بمسألة تشكيل الحكومة أو فليتحمل كل طرف مسؤولية قراراته".

من جانبها، اعتبرت مصادر التيار الوطني الحر، أنه "اذا كان الرئيس المكلف يسعى جديًا إلى تشكيل حكومة عليه توجيه بوصلة النقاش نحو قصر بعبدا أولاً، وأن يبتعد عن لعبة الهواتف المفتوحة والسفرات المتواصلة بحجة فك الحصار عن لبنان"، مشيرة إلى "ضرورة أن يكشف الحريري للرئيس عون وللقوى السياسية ولجميع اللبنانيين عن المرجعية التي تسمي الوزراء في الحكومة، وإلا فإن أي مبادرة لن تنجح اذا ما بقي الحريري على موقفه".

وشدّدت المصادر، على "ضرورة قيام الرئيس المكلف بإعادة التواصل مع رئيس الجمهورية وأن يطلب موعدًا للقاءه، وأن يُقدم له تشكيلة حكومية جديدة تراعي المعايير الدستورية والتوازنات السياسية"، مؤكدة أن "التلويح والتهديد بالعقوبات لن يدفع رئيس الجمهورية إلى التنازل عن المعايير ​الدستورية الحتمية لتأليف حكومة متوازنة قادرة على وقف الإنهيار والبدء بالإصلاحات المطلوبة".

وعن إحتساب وزير الطاشناق من ضمن حصة عون، قالت المصادر: "متى يقتنع الحريري بإن حزب الطاشناق مستقلّ في قراراته التي كانت في مناسبات عدة مختلفة عن مواقف تكتل "لبنان القوي" الذي يرأسه باسيل، وآخر هذه المواقف هو دعم الطاشناق للائحة الرئيس نبيه برّي في إنتخابات اللجنة الأولمبية على حساب التيار، فضلاً عن تسمية الطاشناق للرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة في حين أن التيار لم يُسميه".

وشدّدت المصادر نفسها، على "ضرورة أن يكون برّي محايدًا اذا أراد حلحلة الأمور التي تواجه مسار التأليف، وهو كان قد أصرّ سابقًا على حقيبة المالية ونالها، لذلك عليه تفهم موقف رئيس الجمهورية في التمسك بحقوقه الدستورية كرئيسًا للدولة اللبنانية".