خاص- التيار: "الحزب" عطل تشكيل الحكومة عندما أصرّ على "المالية"- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Friday, March 19, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
محمد المدني


رغم الضغط الروسي على الأطراف اللبنانية للإسراع في تشكيل حكومة إنقاذية، ومع تسارع وتيرة الإنهيار الشامل وما يراقفه من فوضى أمنية قادمة، لا يزال جدار الخلاف بين بعبدا وبيت الوسط غير قابل للخرق.

زيارة وفد حزب الله إلى روسيا خلال اليومين الماضيين خلصت إلى ضرورة تشكيل حكومة مهمة من الأخصائيين غير الحزبيين برئاسة سعد الحريري، وقد تم تكليف الحزب تسهيل عملية التشكيل.

في حين يرفض التيار الوطني الحر أي طروحات لا تضمن له حصة وازنة وفق معايير موحدة بين جميع القوى السياسية، هل نشهد مواجهة علنية بين حزب الله والتيار؟.

أوساط سياسية متابعة للملف الحكومي أكدت لـ"الكلمة أونلاين"، أن "لا بوادر خلاف أو مواجهة علنية بين الحزب والتيار لعدة أسباب، السبب الأول أن حزب الله ليس لديه حليفِا حقيقيًا سوى التيار الوطني الحر لأن باقي الأحزاب تتعاطى مع الحزب إما بالإستسلام لفائض قوته أو للإستفادة منه، والسبب الثاني أن التيار يعاني من عزلة داخلية شبه كاملة، فهو على خصام مع كل الأفرقاء المسيحيين، بالإضافة إلى خلافه مع الحريري والرئيس نبيه برّي ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، فضلاً عن علاقته غير الجيدة مع الكنيستين المارونية والأرثوذكسية، ما يجعله بأمس الحاجة إلى مظلة حزب الله، إذ لا يمكنه التخلي عن الحزب أو السماح بحصول مواجهات علنية بينهما في ظل الظروف الراهنة".

على المستوى الحكومي، ورغم أن المبادرة الروسية جمعت بشكلٍ أو بآخر بين حزب الله والرئيس المكلف سعد الحريري، إلا أنه لغاية اليوم لا حل جدي يلوح في الأفق، لأن رئيس الجمهورية يعتبر أن أي تنازل يقدمه لجهة تخليه عن الحصة الضامنة سينهي "العهد" قبل عامين من إنتهائه وسيعرقل مسيرة صهره المدلل جبران باسيل نحو قصر بعبدا، بحسب الأوساط.

وتقول الأوساط: "من جهة أخرى، الرئيس سعد الحريري يعتبر أن أي تنازل سيقدمه لجهة عدم تشكيل حكومة أخصائيين مستقلين، سيؤدي حكمًا إلى إفشال الحكومة وإسقاطها في الشارع على غرار ما حصل في 17 تشرين الأول".

ولفتت إلى أن "حزب الله يدعم الحريري في تشكيل الحكومة حتى قبل زيارة نواب الحزب الى روسيا"، معتبرة أن "المجتمع الدولي ما زال في مرحلة إعادة تعويم المنظومة السياسية في لبنان بعيدًا عن الحلول الجدية والحقيقية".

وأكدت أن "المواجهة العلنية بين حزب الله والتيار مستبعدة في الوقت الحاضر، فالتيار من خلال عون وباسيل يمارسان لعبة شد الحبال وعض الأصابع مع حزب الله املاً في وصول باسيل الى الرئاسة، لكن في حال حسم الحزب خياره الرئاسي بعكس ما يريده عون وباسيل فعندها فقط يمكن أن تقوم مواجهة نارية بين الطرفين".

إلى ذلك، رحبت مصادر التيار الوطني الحر "بأي طرح يؤدي إلى تشكيل حكومة"، مشيرة إلى أن "مطلبنا واضح، إما وحدة المعايير في طريقة التشكيل، أو يعمل رئيس الجمهورية والرئيس المكلف على تسمية جميع الوزراء من مختلف الطوائف كما يقول الدستور".

وقالت: "ليس هناك خلاف في وجهات النظر بين الحزب والتيار حتى هذه اللحظة، وعلينا إنتظار عودة الوفد من روسيا لنرى ما تم الإتفاق عليه مع الجانب الروسي".

وأكدت أننا "لن نقبل أن يسعى حزب الله لتشكيل حكومة تخالف مطالبنا،
ومن لديه معادلة أخرى فليخبرنا بها وسنسجل موقفنا منها ونناقشها".

وأوضحت أن "حزب الله يريد حكومة الآن، لكنه عطل التشكيل حين أصرّ على تولي حقيبة المالية، ووفق أي قانون أو منطق طالبوا الإحتفاظ بها؟"، لذلك لا يستطيع أي طرف وحتى حزب الله أن يفرض علينا شروطه، و "ما يسري على غيرنا يسري علينا".

في المقلب الآخر، أشارت مصادر مقربة من حزب الله، أن "الزيارة إلى روسيا فيها تثبيت لشرعية الحزب السياسية في وجه حملات التشكيك والتشويش والتشويه، وفيها تثبيت لشرعية مقاومته في وجه إسرائيل وإنخراطه في مواجهة الإرهاب، بالإضافة إلى
تثبيت موقعه داخل المعادلة اللبنانية كحزب فاعل له نصابه ووزراؤه".

ولفتت إلى أن "الهدف بالنسبة لحزب الله هو الخروج من التطويق الأمريكي والحصار الدبلوماسي إلى فضاء قطب دولي كبير له وزنه على مستوى العلاقات الدولية، كما ليتحلل من التهم الموجهة إليه من أمريكا وأوروبا التي تضعه ضمن لوائح الإرهاب".

أما بالنسبة إلى روسيا، فهي تستكشف إمكانية بناء علاقات وتحالفات جديدة على مستوى المنطقة، وتحاور من له القدرة على تغيير مصير المنطقة وتتشارك معه النظرة والرؤية إلى ما يمكن أن تصير اليه قضايا المنطقة لا سيما في سوريا وفلسطين"، بحسب المصادر.