خاص- هل أعلن جنرال اليرزة التمرد على جنرال بعبدا؟ وما هي خطته للمرحلة المقبلة؟- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, March 10, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح

حتى الساعة لم تتخذ قيادة الجيش اللبناني قرارا حاسما بفتح الطرقات رغم مرور أكثر من 24 ساعة على اجتماع بعبدا الذي انتهى الى دعوة الاجهزة الامنية والعسكرية لعدم السماح بإقفال الطرقات. لم تتأخر وسائل الاعلام دقائق بعد صدور البيان حتى أرسلت مندوبين وكاميرات لتصوير كيف سيقوم الجيش بفتح الطرقات. لكن ذلك لم يحصل. اعتقد البعض ان الامر متروك لصباح اليوم الثلاثاء باعتبار ان من يقفلونها يتوجه معظمهم الى منازلهم ليلا ما يسهل انتشار الجيش في ساعات الصباح الاولى من دون ان يكون هناك اي مواجهة بين الطرفين. لكن هذا ايضا لم يصح.

بحسب مصادر عسكرية فان ما يحصل يندرج باطار اصرار قائد الجيش على عدم حصول اي صدام بين العناصر العسكرية والمتظاهرين، وسعيه لحل الموضوع من خلال اقناع من يقفلون الطرقات بأنه ليس الحل للأزمة. وتشير المصادر في تصريح لـ"الكلمة اونلاين" الى ان ما تخشاه قيادة الجيش ايضا هو تجنب الصدام بين العناصر والمتظاهرين، فيقع الصدام بين الناس على الطرقات وبالتحديد بين من يقفلونها وبين المصرين على المرور، مشيرة في هذا السياق الى الحادث المأساوي الذي أدى لوفاة شابين من منطقة زغرتا. وتضيف:"اليوم كان هناك محاولات لفتح الطريق بهدوء. نحن نعمل كل يوم بيومه. لا يمكن القول اننا لن نفتحها نهائيا او اننا قد نفتحها بالقوة".

وتنفي المصادر العسكرية ما يحكى عن تمرد يقوم به العماد عون برفضه تنفيذ طلبات الرئيس عون، مؤكدة ان لا خلاف مع رئيس الجمهورية الذي لم يطلب شيئا محددا من العماد عون خلال اجتماع بعبدا الاخير، مجددة التأكيد ان ما يحصل محاولة لمعالجة الوضع مباشرة مع الناس من خلال اقناعهم بأن اقفال الطرق ليس حلا.

ويبدو واضحا ان بعبدا من جهتها، تتجنب اي سجال او كباش مباشر مع قيادة الجيش أقله في الوقت الراهن، بحيث ترفض مصادر مطلعة الحديث عن تمرد يقوم به العماد عون، معتبرة في تصريح لـ"الكلمة اونلاين" ان "قيادة الجيش تحتاج وقتا لتتحذ الاجراءات الميدانية اللازمة وتضع خطة للتحرك تمكنها من فتح الطرق".

ولكن الاسئلة التي تطرح نفسها، اذا كان العماد عون قد فتح الطرقات بالقوة بعد اسابيع من احتجاجات 17 تشرين 2019 حين كان مئات وآلاف اللبنانيين في الشوارع، لماذا يتردد اليوم وليس في النقاط المقطوعة الا العشرات؟ بحيث تؤكد مصادر ان هناك 150 نقطة مقطوعة على امتداد الاراضي اللبنانية لا يتواجد عليها اكثر من مئة شخص؟! واذا كان معلوما ان مجموعات المجتمع المدني وقسم كبير من الاكثرية اللبنانية الصامتة هي التي كانت تتواجد في الشوارع حصرا في العام 2019، وان معظم الموجودين اليوم تابعون للأحزاب، ما يسهل مهمة الجيش حين يتخذ قرارا بذلك، فلماذا يتأخر باتخاذ هذا القرار؟

فبغض النظر عن المواقف الرسمية الصادر عن اليرزة او بعبدا، لم يعد خافيا ان العلاقة بين الطرفين لم تعد بأفضل أحوالها، وهي لا شك بين العمادين افضل مما هي عليه بأشواط بين قائد الجيش ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. واذا كان البعض يرفض قراءة التأخر الحاصل بفتح الطرق رسالة لمن يهمه الامر وبخاصة للعهد، فان المواقف التي أعلنها العماد عون أخيرا والتي اتسمت بحدة غير مسبوقة بوجه المسؤولين السياسيين، تؤكد انه قرر تمييز نفسه عن المنظومة الحاكمة الهالكة لا محال، فبعدما كان حتى الامس القريب محسوبا على الرئيس عون، أصبح اليوم على ما يبدو على مسافة واحدة من كل القوى الحاكمة. وقد بدأ يقوم بحسابات دقيقة جدا اولا كي لا يحترق ويهلك معهم، وكي لا يكون آداة السلطة لقمع الشعب وتسريع انهيار الهيكل على رؤوس الجميع. ويسعى قائد الجيش لاعلان نفسه طرفا محايدا كي يكون جاهزا لاستلام السلطة خلال مرحلة انتقالية بات الجميع على يقين انها آتية لا محال، وان كان البعض يؤكد ان كل ما يفعله يندرج باطار استعداداته لتبوؤ سدة الرئاسة بعد انعدام حظوظ المرشحين الاقوياء، وهو ما يؤدي لتفاقم الخلاف بينه وبين باسيل.

اذا هي مرحلة بالغة الخطورة والحساسية دخلتها البلاد بعد مواقف قائد الجيش التي تتزامن مع حالة غير مسبوقة من الانهيارات على المستويات كافة..فهل اقتربنا اكثر من اي وقت مضى من الجحيم الذي وعدنا به؟