خاص - العونيون بين مطرقة بكركي وسندان "الحزب"! .. بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Monday, March 1, 2021

بولا اسطيح
خاص - الكلمة أونلاين

وكأنه لم يكن ينقص العونيين الا ما حصل في بكركي مؤخرا كي تصل الضغوط التي يتعرضون لها الى مستويات قياسية. فهم الذين لا زالوا يحاولون تبرير الازمات التي يشهدها البلد منذ انطلاقة العهد لقواعدهم الحزبية اولا، وللبنانيين ثانيا، ويسعون لاستيعاب زلزال ٤ آب الذي تزامن مع تفاقم كارثة "كورونا" ووصول القطاع الصحي لحافة الانهيار، يجدون انفسهم اليوم بين مطرقة بكركي وسندان حزب الله. فلا هم قادرون على السير بتوجهات البطريركية المارونية الجديدة "عالعميانة" ما يهدد بعمق علاقتهم المتأرجحة اصلا مع آخر حلفائهم حزب الله، ولا هم يستطيعون التمترس في الجبهة المعارضة لبكركي ما يضع على المحك شعبيتهم المتراجعة على المستوى المسيحي كما مصير العهد ككل.
وتحاول القيادة العونية في هذه المرحلة السير على حد السيف. فبعدما كانت مطمئنة تماما في المرحلة التي سبقت ١٧ تشرين الاول لتموضع البطريرك بشارة الراعي، بحيث كان يتمركز في الخطوط الامامية دفاعا عن الرئاسة الاولى ومواقفها، ما جعل باقي القوى المسيحية وبالتحديد "القوات" و"الكتائب" و"المردة"
تأخذ مسافة من البطريركية، أصبحت اليوم تحسب ألف حساب لكيفية تعاملها مع الطروحات الاخيرة لبكركي وأبرزها الحياد وتدويل الازمة.
فبالرغم من اعلانها صراحة الانسجام مع الطرح الاول واعتبار "الهيئة السياسية للتيار" ان "إعلان لبنان دولة محايدة أمر مفيد وطنيا"، الا انها لا تبدو مرحبة بالطرح الثاني المرتبط بالتدويل، وان كانت تحاول عدم تظهير ذلك علنا، وهو ما تجلى بقول الوزير السابق غسان عطالله ان خطاب البطريرك الراعي الاخير هو خطاب التيار الوطني الحر منذ أعوام.
وكان بيان "الهيئة السياسية" كفيلا باظهار الموقف العوني الحقيقي من طرح "التدويل"، ان كان وفق منطق "عم بحكيكي يا جارة تتسمعي يا كنة" من خلال التوجه لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري منتقدا "إنتظار للخارج الذي يتم إقحامه في شأن سيادي لبناني دون إمكانية لهذا الخارج بالحلول مكان التوازنات والمعادلات الداخلية"، او من خلال تحذير البيان بوضوح من "اي مشروع دولي يفتح الباب على أزمات داخلية ويتمّ إستغلاله خارجيًا لحلّ أزمات إقليمية على حساب لبنان".
وحاول العونيون خلال الايام القليلة التي سبقت التحرك الشعبي باتجاه بكركي استيعاب التطورات المتسارعة من خلال ايفاد قيادتهم اكثر من وفد الى البطريركية واتصال رئيس "التيار" بالبطريرك، والتأكيد اكثر من مرة وبأكثر من طريقة على العلاقة الجيدة مع بكركي والتنبيه من "محاولات التشويش" عليها.
ويبدو ان القيادة العونية اوعزت الى المحازبين وبخاصة الجيش الالكتروني العوني "تجنب المواجهة المباشرة مع بكركي وحصرها بالتصويب على ان هناك من يحاول جر البطريركية الى متاريسه، باشارة واضحة الى القوات اللبنانية"... فبنهاية المطاف يعي العونيون ان آخر ما يفيدهم اليوم خلق حالة عداء مع بكركي وهم على خلاف مع كل القوى السياسية باستثناء حزب الله. اضف انهم ممتنون لعدم سير الراعي ببعض الطروحات التي تنادي بحث رئيس الجمهورية على الاستقالة من خلال محاصرته ومقاطعته داخليا ليتزامن ذلك مع الحصار والمقاطعة الدولية المفروضة على العهد ولبنان ما ساهم الى حد بعيد بانهيار البلد.
وتمكن العونيون الى حد بعيد من تفادي الدوس على لغم تفجير العلاقة مع بكركي وبخاصة بعد كل الضجة التي رافقت الاعلان عن رسالة وجهها "التيار" الى البابا فرنسيس عبر السفارة البابوية في لبنان، والمعلومات عن استياء بكركي من تجاوزها في هذا المجال..اذ يبدو ان الراعي عاد واستوعب الموضوع مع تسليمه نسخة عنها، وان جاءت الخطوة متأخرة.
ويعي "الثنائي" عون-باسيل دقة المرحلة الحالية خاصة في ظل اصرار البعض على استخدام ما يحصل في بكركي لاشعال فتيل فتنة مذهبية مسيحية-شيعية، لذلك يعتبر ان من واجبه امتصاص اي توتر قد ينشأ هنا او هناك لان انفجار هذا اللغم بوجهه سيعني دق المسمار الاخير في نعش العهد.