ليالي زمان
من البرامج التلفزيونية اللبنانية التي تجعلنا ننتقل الى مشاهدة البرامج الاجنبية، هي تلك التي تستقبل الاشخاص ذاتهم وكأنهم الوحيدون المحللون في هذا البلد. وتبدأ النقاشات بلا طعمة، قلي وقلتلو، صعد ونزل، اجا وراح. بالاضافة الى التحاليل النفسية لهذا المسؤول او ذاك وكأن الوضع في البلد يتحمل هذا النوع من التحاليل. كل ذلك بدلاً من الاستعانة برجال قانون ليفسروا القوانين ويعلقوا على الاحكام والقرارات عند الضرورة بشكل علمي مدروس. او برجال اقتصاد من الدرجة الاولى، بدلاً من منظرين لا يفقهون شيئاً في الاقتصاد، ليشرحوا الاسباب الحقيقية للازمة الاقتصادية ومن الذي اخطأ فعلياً ومن الذي اصاب، بمعزل عن "تبييض الوجه".
والانكى ان بعض المحللين الذين لا يجيدون التحليل، بل يجري إعطاؤهم بعض المعلومات سواء الصحيحة او الخاطئة لبثها على الشاشة، يتكلمون وكأنهم ينتمون الى زمن العمالقة وهم لا يفقهون شيئاً خصوصاً اذا ما طرح عليهم سؤال خارج ما جرى تلقيمهم من معلومات، فيضيعون ويتخبطون في الاجوبة.
هذا الامر ذكرني بالجلسات الطويلة التي كنا نفقدها في دارة المحامي الالمعي مطانيوس عيد مع النائب المحامي اوغست باخوس والاديب جورج جرداق. فقد انتقد مرة المرحوم الاديب جورج جرداق اولئك الذين يظهرون على شاشات التلفزة وهم في عمر الخامسة عشر ويغنون بمرارة عن ليالي زمان. وينتفض جرداق قائلاً:
يا إبني انت وين كنت ليالي زمان؟.
وبما ان النصيحة بجمل، انصح المسؤولين عن البرامج التلفزيونية تغيير النمط
واستضافة اصحاب اختصاص حقيقيين من جهة او على الاقل اصحاب خبرة في موضوع المقابلة وليس جماعة القال والقيل.
* * *
أسمك داخل في الاسباب الموجبة للقانون
من اجمل طرائف المحامي مطانيوس عيد ان احد المحامين كان يحضر دائما الى "جنينته" الشهيرة وهو يندب حظه لان اعماله قد توقفت بسبب الحرب ولم يتوكل بدعوى واحدة منذ بدايتها. في هذا الوقت كان مجلس النواب قد انتهى من إقرار قانون إعطاء القروض للمحامين ولاينقصه الا توقيع رئيس الجمهورية عندما حضر المحامي بسرعة الى عند مطانيوس وهو يقول: لقد وافق المجلس على قانون إعطاء القروض للمحامين ولذلك يجب تحضير اوراقي التي تثبت انني محام.
فأجابه مطانيوس ضاحكا:
ليس من الضروري ان تفعل ذلك لان إسمك داخل في الاسباب الموجبة للقانون.
* * *
من حسنات الباب المفتوح في مركز نقابة المحامين، انك تتعرف على زملاء بالعمق وما يختزنونه من محبة ولهفة وعلم وثقافة. وقد خصني عدد من الاصدقاء بكلمات اخجلتني تنم عما في نفوسهم من كبر ورجاحة عقل ومحبة.
المحامي نامي منصور أبو أمين

النقيب العتيد مفوض القصر الشيخ ناضر كسبار موجود في كل مكان. فهو الاديب والصحافي والقانوني الذي يقدر الادب الرفيع ويتذوق الشعر الجميل. فهو مثال للشباب اللبناني الذي يجب ان يتبوأ أعلى المناصب ليستفيد الوطن من هكذا خبرات المعجونة بالضمير الحي ونظافة الكف.
* * *
المحامي حسين فياض
"أنت مش بس نقيب القلوب وحارس احلام المحامين.
أنت ضمير النقابة والامين على تاريخها، وحافظ ارشيفها، وامير المجالس فيها، وسيد الصالونات وجامع الشمل في كل المجالات، ولانك كما ذكرت، لك في كل القلوب منزلة لا يدانيها احد سواك، ولا يستطيع احد الوصول الى مربعها او المساس بجدرانها.
لك مني كل الحب والتحية والاحترام."
وفي مناسبة أخرى يكتب المحامي حسين فياض:
"اللقاء مع المفوض الشيخ ناضر له نكهة خاصة، وذلك لانه بالاضافة الى دماثته وعلمه
ورجاجة عقله وبسمته التي يلاقيك بها من على باب مكتبه، بالاضافة الى هذا كله، تحس وانت تجلس في مجلسه بأنك امام امير بكل ما تعني الامارة من معان.
علم وذوق وترفع واحتضان ومحبة وحسن خلق ومتابعة مشاكل المحامين بكل رحابة صدر، قد نكون ولدنا قبله ولكنه يبقى كبيرنا، دمت لنا يا شيخ ناضر نعم الزميل والاخ والصديق وانيس وخير جليس".
* * *
المحامي عبدالله عبد الساتر
بالعمر الطويل والعافية والمزيد من العطاء...واعمق التحيات للزميل الكريم الاستاذ كسبار على هذا التنوع الرائع في العطاء..كالنحلة النشيطة..من زهرة الى زهرة، لنحصل على افضل العسل...محفوظين وبدوام التقدم.
* * *
المحامي صباح عبدالله قبرصي
أستاذ ناضر العزيز
لطيف منك ان تنشر من وقت لآخر طرفات تتعلق بمحامين كبار مروا في ساحات قصر العدل وتركوا بصماتهم في قاعات المحاكمات الجزائية والمدنية. ولا غرو في ذلك، فانت من رعيل مخضرم عرف جيلين او اكثر منهم، وكان لك بينهم محبين ومقدرين لك. ومنهم عبدالله قبرصي الذي ما فتئ حتى ساعة مماته، يذكر لنا جميل علاقته وصداقته معك. الشكر لك دائماً.
* * *
المحامي خليل أدريس
أن جاءك المظلوم فانت ناصر.
وان جاءك العمل فانت ناجز.
وان يطعن العدل كنت نافر.
وان تعددت الاراء كنت نادر.
للايمان والاخلاق ناقوس ناقر.
ولتنين الشر سكين ناحر.
من هو ذا للمجد ناطر.
وان غَدَا للحمى والحق ناضر.