سمير سكاف- بايدن يصارح اللبنانيين ويطالبهم بالوحدة ويعتبر حكومة الحريري - عون انتصاراً للديمقراطية!
شارك هذا الخبر
Thursday, January 21, 2021
كتب الصحافي والناشط السياسي سمير سكاف:
دعا الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن الشعب اللبناني الى الإيمان بصدق تعاون عون - الحريري في تشكيل الحكومة. ودعا الثوار الى وضع ثورتهم جانباً، والى الثقة بأداء جديد للطبقة السياسية التي قررت التخلي عن محمياتها المالية وإعطاء فرصة لجيل جديد من السياسيين! فعون وجد اللقاح ضد جهنم بصهره والحريري أكد أنه سيتبرع بكل ثروته لإعادة أموال المودعين المنهوبة! بايدن صارح اللبنانيين إن ما يحدث بين الرئيسين اليوم هو انتصار للديمقراطية!
وها الحكومة اللبنانية العتيدة التي انتظرت تنصيب بايدن ستأتي كما يتوقعها الجميع، مستقلة، بعيدة عن المحاصصة وعن الطائفية وعن المذهبية! بايدن الذي أكد في خطاب تنصيبه على إيمانه بالوحدة بين الشعب، وعلى ضرورة ترك الخلافات جانباً وعلى التأكيد على الانتصار على الكورونا... لم يكن يتوجه بذلك، على الاطلاق الى اللبنانيين!
فالغريب أن يعمل الكثيرون في لبنان على إيقاع الحركة السياسية الداخلية الأميركية، أو حتى على انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات الأميركية - الإيرانية متى حصلت! وكأن في ذلك تسليم حياتهم ومصيرهم للآخرين "الكبار"، والقبول أن يتحولوا الى ورقة تفاوض "صغيرة"، وكأن لا دور لهم في تقرير مصيرهم! لماذا لا يقول اللبنانيون لا لبايدن، لا لإيران، ونعم للبنان؟! لماذا لا يستعيد اللبنانيون القرار في الحياة، والقرار في تقرير حياتهم ومصيرهم؟! لماذا لا يكون قرار اللبنانيين هو "مقاومة" كل من يفرض عليهم خياراً ينتقص من سيادتهم، ويتدخل في شؤونهم؟!
اللقاح... قرار!
متى يصل الى لبنان اللقاح ضد المساكنة لتحقيق المواطنة؟ متى يصل اللقاح ضد الفساد؟ متى يصل اللقاح لتحقيق استقلال القضاء واستعادة الأموال المنهوبة ووقف النهب الجاري؟ متى يصل اللقاح ضد الطائفية والمذهبية؟ متى يصل اللقاح ضد التوريث السياسي؟ متى يصل اللقاح ضد التعلق بالكراسي الى ما لا نهاية؟ متى يصل اللقاح ضد عبادة أصنام الزعماء؟ متى يصل اللقاح ضد الدويلة لصالح الدولة؟ متى يصل اللقاح ضد فايروس الأسلحة غير الشرعية التي انطلقت جائحتها في لبنان منذ اتفاقية القاهرة وما تزال حتى اليوم؟ كيف يتيه شعب علّم الكون الحرف والحضارة ويقبل اغتياله من دون "مقاومة" مستمرة للسكين التي تقطع شرايينه؟
اللقاح ضد كل ما تقدم هو قرار لم يتخذه اللبنانيون جميعاً بعد!