نجوم لبنان: طبقة تشبه السياسيين.. يعرّيها لقاح كورونا

  • شارك هذا الخبر
Sunday, January 17, 2021

على مدخل مركز التلقيح في دبي، تنتظر الكاميرا مقدمة البرامج، انابيلا هلال، ريثما تخرج من سيارتها، وتعلن عن حضورها للحصول على التلقيح ضد فيروس "كورونا"، ثم ترافقها الى المركز، خطوة بخطوة، ريثما تنتهي من العملية الاجرائية البسيطة.


طوال دقيقتين في الشريط المنتشر في مواقع التواصل، لم تأت هلال، الحاصلة على الإقامة في دولة الإمارات العربية، على ذكر لبنان. لم تنتقد السياسة اللبنانية التي منعت اللبنانيين من الحصول على اللقاح، حتى الآن، في وقت بدأت غالبية الدول المحيطة بلبنان بلتقيح مواطنيها. وإن قلنا إنها لا تريد أن "تتورط" في نقد الدولة اللبنانية، فكان حريّ بها على الأقل، أن تقول إنها تفكر في مواطنيها، تشعر بهواجسهم ومعاناتهم مع الجائحة، وتتمنى أن ينالوا اللقاح في أقرب فرصة ليصبحوا بأمان.. كما هي الآن تعبر إلى الضفة الصحية الأكثر أماناً.


وهلال، واحدة من مجموعة نجوم لبنانيين في الفن والاعلام، تلقوا اللقاح في الإمارات، أبرزهم عاصي الحلاني ونجله الوليد، اللذان أثار تلقيهم اللقاح في الإمارات جدلاً في لبنان بالنظر الى انهما أحييا حفلين في ليلة رأس السنة، يُرجح أن اصابات نتجت عنهما، مثل تجمعات أخرى، ساهمت في نشر الفيروس على نطاق واسع حتى تخطى عدد الإصابات اليومية في لبنان حاجز الخمسة آلاف بعد أمسيات رأس السنة. كما ظهر أخيراً الممثل وسام بريدي وزوجته المذيعة التونسية ريم السعيدي. فماذا يتوقع هؤلاء المشاهير، مثلاً، من تعليقات لبنانية على تلك الفيديوهات في السوشال ميديا؟ أن يصفق لهم "المعجبون" ويباركوا لهم ويشاركوا صورهم؟

الكشف عن حقيقة الـ PCR... وعلاقته بالسلالة الجديدة!الكشف عن حقيقة الـ PCR... وعلاقته بالسلالة الجديدة!بالصور: عائلة تسجن ابنتها المريضة في قفص منذ سنوات... ما السبب؟بالصور: عائلة تسجن ابنتها المريضة في قفص منذ سنوات... ما السبب؟

وظهر هؤلاء النجوم على أنهم "ينفذون بِرِيشهم" قبل أن ينال فيروس "كورونا" منهم. أصحاب الصوت المسموع، الذي ما برحوا يعبرون عن انتمائهم للشعب، سواء في أغنيات وطنية ومزاودات في التصريحات الإعلامية، خصوصاً بعد أزمة 17 تشرين، يتخلون عن مواطنيهم وجمهورهم عند أقرب فرصة. يتبجح هؤلاء بتلقيهم اللقاح، في مزاودة على الشعب اللبناني المحروم، حتى الآن، من تلقيه... هؤلاء، يثبتون أن ادعاءاتهم بالتضامن مع المواطن اللنباني في نكباتهم، هي مجرد مزاعم..

يتبجح النجوم بصورتهم أثناء تلقي اللقاح. جيد، ومن شأن هذه الحملة أيضاً أن تساهم في تحفيز اللبنانيين والعرب على تلقي اللقاح. لكنهم في الوقت نفسه، كنجوم تتخطى نجوميتهم أي سياسي لبناني، ماذا قدموا للبنانيين؟ هل تضمنت تصريحاتهم انتقاداً للسلطة اللبنانية لتأخرها في اجراء اتفاقات مع شركات عالمية لإحضار اللقاح؟ هل تبرعوا من ثرواتهم الهائلة للبنانيين ثمن لقاحات، تساعد الدولة على احضارها بسرعة؟ ماذا يريدون القول من صورتهم؟ هل يبعثون برسالة بأنهم متمايزون عن اللبنانيين؟ وأنهم باتوا بمأمن، مسلِّمين بفشل الدولة اللبنانية ومن دون تقديم أي حافز للحكومة على التحرك سريعاً؟

عندما خرجت ثورة 17 تشرين، ارتفع هتاف "كلن يعني كلن". انحصر المضمون في السياسيين، لكنهم لم يصل الى طبقة من النجوم، هي في الاصل شريكة لكثير من السياسيين، وبعضها يطمح إلى مناصب حكومية أو رسمية، وهي طبقة مشاهير أثبتت في الأزمات أنها متفارقة عن اللبنانيين، لا تنتمي إليهم، ولا تعبر عنهم، وليست صوتهم في الأزمات... إلا حين يخدم ذلك مصالحها وصورتها وعلاقاتها العامة.

استعراضاتهم الآن لا تنفع، حتماً، في إثبات العكس. فالانتماء بالأفعال، وليس بالأقوال. ثمة دولة عاجزة، صحيح، لكن نخبها الفنية اسوأ من السياسيين في محاكاة المواطنين.









المدن