صونيا رزق - الفرزلي وابراهيم يتحضّران لمهمة الوساطــة الشاقة بـيــن بعبدا وبـيـت الــوسط

  • شارك هذا الخبر
Saturday, January 16, 2021

وفق مصادر بعبدا وبيت الوسط، الافق السياسي والشخصي مسدود الى اجل غير مسمى، بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لان لا كيمياء ولا توافق ولا انسجام بين الطرفين، وانطلاقاً من تشابه هذا الموقف السلبي، فالكل يستذكر كيف مرّت الاستشارات النيابية بعناء وحذر في 22 تشرين الاول الماضي، الى تكليف سعد الحريري برئاسة الحكومة ب65 صوتاً فقط، خالية من اصوات كتلتيّ التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، اي الحزبين الاكثر شعبية على الساحة المسيحية، اللذين لم يساعدا الحريري في العبور الى عملية التأليف، ما رسم غياباً كبيراً للتأييد المسيحي الفاعل للرئيس المكلف. كما كان إستباق من رئيس الجمهورية قبل يوم من عملية الاستشارات، عبر خطاب تضمّن الكلام الحاد والتحذيري للنواب من تسمية الحريري، ودعوتهم الى التفكير بآثار التكليف على التأليف، وعلى مشاريع الإصلاح ومبادرات الإنقاذ، من خلال رسالة واضحة للحريري بأنّ التأليف لن يمّر حتى ولو مرّ التكليف، وحينها أفهم عون الجميع عبر كلمته العالية النبرة ، بأنّ معركة جديدة في الانتظار ستشّن على الرئيس المكلف، من قبل بعبدا ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي أفشل الحريري مشروعه في الاطار الحكومي، بغياب التوازنات السياسية فيها، بحسب ما رأى باسيل بعد تكليف رئيس تيار سياسي برئاسة وزراء اختصاصيين، وإن كانت على ارض الواقع ستكون محسوبة على بعض الاحزاب دون غيرها، والنتيجة انّ الرئيس عون ورئيس التيار نفذا ما وعدا به.

مصادر سياسية مطلعة ومتابعة للازمة الحكومية، اشارت خلال اتصال مع «الديار» الى انّ الازمة الحقيقية بدأت يوم تكليف الحريري ولا تزال وستبقى، لان بعبدا والتيار المؤيد لها، لا يريدان هذا الرجل في السراي، في ظل الصراع على صلاحيات التأليف وتوزيع الحصص والحقائب الدسمة، والتحكّم بإختيار الاسماء وغيرها، وصولاً الى البيان الوزاري وبرنامج الحكومة الإصلاحي، وإمكان تحقيقه للحصول على المساعدات المنتظرة، لإنتشال لبنان من الانهيارات التي تطوّقه، مشدّدة على ان لا حل إلا تنازل الجميع عن مصالحهم الخاصة، في سبيل مصلحة لبنان اولاً.

وكشفت هذه المصادر بأنّ وساطة تتحضّر مدعومة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، بشخص نائبه ايلي الفرزلي، وُصفت بالشاقة جداً ستنطلق بهدوء وبعيداً عن الاعلام، فور عودة الرئيس المكلف من جولته العربية والاقليمية والتي قد توصله الى فرنسا، مؤكدة بأن الحريري إنطلق نحو جولته «واثق الخطوة يمشي ملكاً» حاملاً في جعبته رسالة واضحة للجميع : «انا باق وبلطوا البحر»، اي لا تراجع ولا اعتذار مهما حدث.

كما اشارت الى انّ اللواء عباس ابراهيم سيكون ايضاً ضمن الوساطة الشاقة، لكن ضمن اطار مغاير عن مهمة الفرزلي، مبدية تفاؤلها بنجاحه لانه رجل المهمات الصعبة والمستحيلة، واليوم باتت العلاقة بين عون والحريري مستحيلة، بعد ان إنقطعت شعرة معاوية بينهما ووصلت الى القطيعة، على أثر انتشار فيديو بعبدا الذي كسر الجرّة السياسية نهائيا بين الرجلين، محذرة من الوضع الخطر الذي وصلنا اليه على جميع الاصعدة، لان إستمرار هذه العلاقة السيئة بين الطرفين، سيقود الى اخطار بالجملة ستؤدي الى كوارث لا يستطيع البلد تحملّها، خصوصاً انه غرق بمن فيه ولم يعد هنالك من منفذ لأي ثغرة انقاذية.

الى ذلك يقول مسؤول بارز في تيار المستقبل لـ «الديار» انّ الوضع السياسي اليوم مع بعبدا سيىء للغاية، لكن المشكلة الاكبر هي مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الذي يعرقل التشكيلة وكل ما يتعلق بها، ويخلق كل يوم مشكلة جديدة، ويفتعل الخلافات كلما فُتح باب للحل، ويصّر على الثلث المعطل وعلى الحصول على الحقائب الدسمة له ولحلفائه، مع التأكيد بأنهم لا يريدون الرئيس الحريري في السراي، ويقومون بكل هذه المسرحيات لإخراجه وإعتذاره، وهو فهم عليهم منذ اليوم الاول، لكن نؤكد لهم وللجميع بأنه باق باق...».