خاص- عندما يتقمص باسيل شخصية جمال باشا... ويقضي على المسيحيين..!- سيمون أبو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, January 12, 2021


 خاص- الكلمة أونلاين


 


شهدت الشعوب على مر التاريخ مسؤولين تميزوا بممارساتهم القمعية ، حتى ان بعضهم صنّف من أكلة  لحوم البشر، لكن هذه النزوة الغرائزية هدفت  لارضاء الذات والجسد  وتغذية النفس الحاقدة، الا ان ما يقدم عليه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من خطوات تندرج في خانة القضاء على ما تبقى من الوجود المسيحي في لبنان كوريث لتطبيق رهانات العماد ميشال عون منذ العام 1988 حتى يومنا الحالي، وذلك تلبية لطلب حزب الله، حيث غلف باسيل تنفيذه امر العمليات  هذا، بعناوين اصلاحية وشعبوية وفق الأسلوب العوني وكأن كليهما مكلفان من قوى شيطانية او "صهيونية "بالقضاء على المسيحيين. 


 


فبعد مغامرات ميشال عون وحروبه الدموية التي أوصلت الى نظام الطائف، أي المناصفة، وأدخلت القوات السورية الى قصر بعبدا رمز الشرعية ، بعدما فرّ الى السفارة الفرنسية ، وما نتج  عن ذلك من تنكيل بالمسيحيين في زمن الوصاية السورية وأدى الى تهجيرهم يومها، يأتي باسيل معززًا بدعم عون للقضاء على ما تبقّى...


 


 كيف ذلك؟


 


من حق باسيل كرئيس تكتل نيابي، أن يعطي رأيه في ملفات عدة بحيث قد يصيب او يخطئ  وقد يلقى تأييدا او اعتراضا، وأن ما بينه وبين القوى التي عقد معها هو وعمّه اتفاقيات رئاسية، كان من الصعب الدخول بينهما كما يقال في الدارج، فكان اتفاق المحاصصة المسيحية مع القوات اللبنانية وعقد الـ business مع تيار المستقبل، وتربع عون الممانع على كرسي بعبدا ليسلم لبنان الى إيران، وينكل بمن صاغ معه اتفاق إيصاله الى هذا المنصب.


 


ومن حق  باسيل بالنيابة والشراكة مع عون، ان يستهدف القوى السياسية، وبينها التي تشاطرت معه هذه الصفقات، لأنه وهؤلاء قد "دفنوا الشيخ زنكي سويا"، على حساب اقصاء قوى سيادية، وذلك بعد  تطويقها ومنعها من اعلان رأيها الحر، فكان مثلث التيار – القوات – المستقبل، بمثابة جبهة قضاء على حالة 14 آذار العنفوانية والسيادية. 


 


إلا أن ما يعتبر غير مقبول من جانب باسيل كرئيس حزب مسيحي واسع هو عدم بقائه حليفا دونيا تابعا لحزب الله فقط ، ويغطي سياسته بما أدى الى فرض عقوبات ماغنيتسكي للفساد عليه، بعدما اعتمد معادلة تغطية السلاح مقابل حصوله على صفقات، على ما كان الواقع في ملف سلعاتا مؤخرًا، هو أن باسيل تدرج لأن يكون منفذا لحزب الله بعقيدته الدينية،  وصولا حتى ضرب الوجود المسيحي في لبنان، من خلال تسويقه للمؤتمر التأسيسي تحت شعار الإصلاح الدستوري وتقوية صلاحيات رئيس الجمهورية.


 


لطالما ردد العماد عون قبيل انتخابه رئيسا للجمهورية بأن وصوله الى قصر بعبدا سيؤدي الى تحقيق التوازن لامتلاكه  قوة نيابية وشعبية واسعة تعوّض عما خسرته الرئاسة من صلاحيات، فإذا به يشكو  أمام الشعب اللبناني تحت شعار "ما خلونا" وتمت  عرقلته في تحقيق مشاريع اصلاحية عدة في حين أن معظمها كانت مبنية على قاعدة الصفقات بين التيار وعدة جهات تناغم معها على وقع التسويات المباشرة وغير المباشرة.


 


لم يتوانَ باسيل عن مواجهة كل من يعتبره منافسا رئاسيا له ومحاولة حرقه، كما هو  الحال مع كل من الدكتور سمير جعجع، الوزير السابق سليمان فرنجية، حاكم مصرف لينان رياض سلامة، قائد الجيش العماد جوزف عون ....


 


لكن  باسيل طور مخططه الشيطاني، لتكمن  خطورته في سيره بحرق كل المسيحين على غرار "نيرون" شفاء لنزوته  بالوصول الى رئاسة الجمهورية، منطلقا من قاعدة مفادها أنه احترق سياسيا بعد عقوبات ماغنيتسكي للفساد عليه، وهو في ذلك  لم يعد معنيا بما يصيب المسيحيين وسيضحي  بوجودهم  انتقاما وحقدا بهدف انتخابه رئيسًا خلفًا لعون، منطلقا من قاعدة تتطلب حصول التيار الوطني الحر على حقيبتي العدل والداخلية والدفاع لاستعمال نفوذهم في مواجهة أخصامه، وتطبيق سياسة قمعية بوليسية أمنية في الانتخابات النيابية المقبلة، حسب اعتقاده، على ما هو الكلام في حلقته الضيقة، من أجل الحصول على عدد نيابي يحافظ على ما يملكه حاليًا او ربما اكثر. وترشحه على قاعدة عدم تراجع شعبيته امام العقوبات الاميركية بما يفرض عدم خروجه من المعادلة وممارسة لعبة عون التعطيلية التي أوصلته الى بعبدا.


 


وعندها او قبلها ، سواء أكانت مرحلة فراغ او استحقاق دستوري في موعده، فإن باسيل بات جاهزًا لأن يغطي  حزب الله بطرح  المؤتمر التأسيسي كمدخل للمثالثة ولو أدى ذلك للإطاحة بما تبقّى من المسيحيين نتيجة فشل العهد الحالي، ولذلك ربط بين أزمة التشكيل وصلاحيات الرئيس وضرورة العقد الاجتماعي الذي كان تحدث عنه حزب الله ثم راح يستعين بحلفائه لتسويقه..


 


فالأسلوب الانتقامي الذي يعتمده باسيل لا يطبق عليه المنطق "الشمشومي" إنما هو منطق انتهازي لا يخلو من العمالة لحزب الله الى حد لم يتقدمه أحد في هذه الدرجة بعد ان ادخل التيار الوطني "ارقى" حالة ذمية الى البيئة المسيحية منذ اتفاق مار مخايل، وكل ذلك من أجل رئاسة قد لا يصل اليها ... فالحالة الباسيلية في الحياة السياسية التي تكبد المسيحيين أضرارًا تبدو معالمها ظاهرة بوضوح، وهي  لم تحمل على سبيل المثال كيفية تأمين حزبه  معدات وآلات إنعاش وأسرة، وتجهيز عدة أبنية في المناطق لمساعدة المصابين بفيروس كورونا على مواجهتها، وهذا واجب عليه وعلى غير احزاب بدلا من ترك المواطنين يعانون من قلة الجهوزية والنقص في المستشفيات... من خلال التحرك تجاه مؤسسات في الخارج  متوفرة لديها هذه الإمكانيات.. وهو امر مفترض ان يكون  أيضا على عاتق مجموعات من السياسيين والأحزاب  على كافة المستويات  المشهود لهم بسرقة أموال الدولة، لم يخطوا خطوة في هذا المجال تحسسا مع الشعب اللبناني....   


 


وقد أوصل ميشال عون " القوي "المسيحيين الى حالة عزلة وفقر وتهجير لا سابق لها. فللطائفة السنية امتدادها وسياسيوها القادرون على تأمين حماية وضمانة لها الى حد ما والتنقل بين  الخليج وتركيا ومصر، فيما الطائفة الشيعية تستند الى محور منطلقه ايران الذي مكّنها من تقوية نفوذها على الساحة اللبنانية وثمة مسؤولون سياسيون وأمنيون لديها على علاقة جيدة مع المجتمع الدولي وصولا الى واشنطن، فيما ميشال عون – باسيل عزلا لبنان والمسيحيين بنوع خاص وكبّدوهم أثمانًا لا تُقدّر، بما بات يفترض خروج عون من الرئاسة من أجل اعادة صياغة دور مسيحي جديد مع العالم العربي والغربي. 


 


فيأتي باسيل في هذا الوقت ويتصرف تجاه المسيحيين وكأنه جمال باشا السفاح وليكمل على ما بقي من وجود وينتقم من هؤلاء  الذين استفاق معظمهم على  رهاناته ومغامراته وخيارات التيار وكذب مؤسسيه... فيما  يتطلب الأمر استئصال ذهنية الحالة الباسيلية الابليسية  من البيئة المسيحية، اثر  استنفار كنسي وسياسي مسيحي  وتوحيد الرؤية حفاظا على ما تبقى، والإصرار على موقف موحد  يهدف  للتمسك باتفاق  الطائف وعدم المس بالدستور وفتح باب التعديل في ظل سيطرة السلاح غير الشرعي الذي يستقوي به كل من عون وباسيل... 


 


 


 


سيمون أبو فاضل