خاص ــ كباش "عون الحريري" يستعر: لعبة عض الاصابع تهدد بانهيار الهيكل على الجميع!... بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, January 8, 2021

خاص ــ الكلمة اونلاين

بولا أسطيح

لا مؤشرات توحي بأن الجمود الذي يشهده الملف الحكومي منذ عيد الميلاد سينتهي قريبا مع عودة رئيس الحكومة المكلف من اجازته العائلية.فما انتهت اليه المفاوضات والمشاورات بين بعبدا وبيت الوسط لم يخرقه جديد بذكر، لا بل بالعكس تؤكد المعلومات ان الكباش يستعر بين رئيس الجمهورية ميشال وعون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في ظل تمسك كل طرف بمواقفه وتعويله على ليونة تطرأ لدى الفريق الآخر.
في بعبدا ينتظر عون، بحسب مصادره "تعديل الحريري الصيغة التي تقدم بها للرئيس بعد اخذه بالملاحظات التي تقدم بها والتي تنطلق بشكل اساسي من ضرورة اعتماد معايير موحدة في توزيع الحقائب على الطوائف واحترام مبدأ الاختصاص والخبرة والكفاءة والعدالة"، بالمقابل، ينتظر الحريري من عون وفق مصادر مطلعة على أجوائه "الاقتناع بالسير بحكومة اخصائيين لا سياسيين، بعيدا عن منطق المحاصصة ايا كان"، وتعتبر المصادر ان "الكرة في ملعب بعبدا، فاما تتجاوز ضغوط وارادة رئيس "التيار" جبران باسيل واما تكتب نهاية العهد قبل عامين على موعد مغادرة عون قصر بعبدا".
ويبدو واضحا ان الطرفين، اي الثنائي عون- باسيل من جهة والحريري من جهة اخرى يجاريان بعضهما البعض في لعبة عض الأصابع، اذ يترقب كل فريق ان يصرخ الآخر قبله فيقدم التنازل المطلوب الذين يقود الى الحلحلة الحكومية المنشودة.
ويعتبر الثنائي عون- باسيل انه لم يعد هناك ما يخسره بعد كل الخسارات التي مني بها في العامين الماضيين. وهو الذي يتعاطى مع تكليف الحريري كصفعة له، لا يبدو في وارد تقديم اي تنازل يتيح لرئيس "المستقبل" العودة كمنقذ على حصانه الابيض منعا لتكريس فكرة ان الحريري اتى يصلح ما افسده العهد!
ويعتقد الثنائي ان تسليم "المستقبل" البلد من جديد من خلال السماح لرئيسه بتشكيل الحكومة التي يريدها والتي من المتوقع ان تشرف على الانتخابات النيابية وتكون الاخيرة قبل الانتخابات الرئاسية، "ضرب من الجنون" واشبه ب"انتحار سياسي"، لذلك لن يرضخ مهما كانت حجم الضغوطات والتي وصلت اصلا لحدود فرض عقوبات اميركية مباشرة على باسيل.
القرار العوني برفض الاستسلام، يقابله قرار حريري بعدم تكرار تجربة تسوية ٢٠١٦، والتي افقدته جزءا كبيرا من رصيده العربي والدولي. فالزعيم الشاب يسعى اليوم لاستعادة جزء من هذا الرصيد بتصوير نفسه رأس حربة بمواجهة باسيل وحزب الله "المغضوب" عليهما خارجيا، رغم الاستمرار الى حد بعيد باعتماد سياسة ربط النزاع مع الحزب مقابل تسعير المواجهة مع باسيل.
ويعي الحريري ان رضوخه هذه المرة لطلبات وشروط باسيل وحزب الله سيعني انتهاءه سياسيا، وبأن نجاحه بلي ذراعيهما بطريقة او بأخرى سيشكل طوق نجاة لمسيرته السياسية المهددة.
ويخوض رئيس "المستقبل" المواجهة وحيدا من دون حلفاء الامس، ما يجعلها اصعب خاصة وانه يضطر في كثير من المحطات الى الدخول في مواجهة مباشرة معهم. فعلاقته ب"القوات" لا تزال ومنذ ازمته في السعودية على حالها من البرودة والفتور رغم كل المحاولات الخارجية لاصلاحها. اما العلاقة مع "التقدمي الاشتراكي" فلم ترس هي الاخرى على بر، ومن المرجح ان تستمر في مسارها الانحداري مع نية رئيس الحزب وليد جنبلاط اعلان قراره عدم المشاركة بالحكومة بعدما كان قد دعا قوى الممانعة الى تشكيل حكومتها بما يعني دعوة مبطنة للحريري للاعتذار وتسليم كرة النار لحزب الله وباسيل.
وتبعا لكل ما سبق، يبدو واضحا ان تحقيق خرق حكومي بات اصعب من اي وقت مضى، خاصة في ظل التعقيدات الاقليمية والدولية التي بلغت مستويات غير مسبوقة في الايام الماضية.. فهل يتلقف المعنيون بالتشكيل وقتا مستقطعا ما ينتجون خلاله حكومة تدير الانهيار وتحاول ايقافه ام يواصلون التمسك بمنطق "علي وعلى اعدائي" فينهار الهيكل على رؤوسنا جميعا!؟