خاص ــ هجوم جعجع المستجد على عون اشارة اولى لانطلاق السباق الرئاسي؟! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Monday, December 14, 2020

خاص ــ بولا أسطيح

الكلمة اونلاين

لا يلبث الكباش العوني- القواتي أن يهدأ حتى يحتد من جديد نتيجة التراكمات والاهم نتيجة اعتبار الطرفين ان لا مصلحة حزبية وسياسية لهما بالتقارب والتلاقي.

فبعدما اعتقد البعض ان تلاقي الحزبين مؤخرا سواء على صعيد قانون الانتخاب او التدقيق الجنائي من شأنه ان ينسحب على ملفات اخرى او أقله يرسخ نوع من التهدئة في الساحة المسيحية، أتى هجوم رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع، غير المسبوق على رئيس الجمهورية ميشال عون، متّهماً إياه بالكذب ومحمّلاً إياه مسؤولية تعاظم دور «حزب الله» في الداخل اللبناني، ليعيد العلاقة بين الطرفين الى ما دون الصفر، وان كان العونيون لم يردوا حتى الساعة على كلام جعجع.

وتنفي مصادر "القوات" ان تكون المواقف التي اطلقها جعجع في لقاء عبر الإنترنت مع المغتربين في العالم العربي وأوروبا وأفريقيا وأستراليا، ومن ضمنها مواقف منتقدة بشدة للرئيس عون وتياره، تأتي باطار حملة مقصودة، لافتة الى ان ما ورد على لسانه جاء ردا على اسئلة المشاركين باللقاء وتوصيفا للواقع.

وبالرغم من اصرار كل القوى على دحض هذه الوقائع، يبدو محسوما ان معركة رئاسة الجمهورية ٢٠٢٢ وضعت على نار حامية، وباتت اي مواقف تتخذ مرتبطة بالاستحقاق المقبل. وقد عبر تيار "المستقبل" عن ذلك بشكل علني مؤخرا حين تحدث عن طلب جعجع من رئيس التيار سعد الحريري الحصول على تعهد بالسير به رئيسا للجمهورية كي يسير به رئيسا للحكومة، من دون ان يتم ذلك.

وللمفارقة ان علاقة "القوات" مع "الوطني الحر" كما مع "المستقبل" يتحكم بها الاستحقاق الرئاسي الذي يفترض ان يلقي بظلاله اكثر فأكثر على كل الملفات مع قرار جعجع خوض المعركة بمنطق "عليي وعلى اعدائي". فهو وان حاض المواجهة حتى آخر رمق في انتخابات ٢٠١٦، الا انه وفي قرارة نفسه كان يعي ان معركته الحقيقية هي بعد انتهاء عهد العماد عون.

وتتعامل قيادة "القوات" منذ مدة مع مختلف القوى السياسية "على القطعة"، فتراها تتناغم مع رئيس المجلس النيابي في ملفات لحد الذوبان في بعضهما البعض، قبل ان تعود لتخوض مواجهة مفتوحة معه يدا بيد العونيين في ملف قانون الانتخاب.

وبالرغم من تأكيدهما على عدم وجود اي نوع من التحالف السياسي بينهما، يتناغم رئيس "القوات" سمير جعجع ورئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط وان اختلفا على عدد من الملفات آخرها ايضا قانون الانتخاب. فالرجلان اللذان حافظا على حد ادنى من التفاهم بينهما خلال انهيار تحالف ١٤ آذار، قد يكونان المكونان الاقرب الى بعضهما البعض في هذا الفريق، وان كان جعجع قد يبدو "طاحشا" اكثر في علاقاته مع الاميركيين والسعوديين، بمقابل تردد ومخاوف جنبلاطية من مواجهة داخلية تكسره وتجهل الدروز الحلقة الاضعف.

ولم يتمكن جعجع على الاطلاق من التأقلم مع رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل، فالتباعد والفرقة التي يعيشها الجمهوران القواتي والكتائبي غير مسبوقة وان كانا عمليا يقاربان الكثير من الملفات من منظار واحد. فتدفع القيادتان القواتية والكتائبية اليوم مثلا باتجاه تشكيل حكومة أخصائيين حتى انهما تلتقيان في صفوف المعارضة بعد اللقاء في صفوف "الثورة"، الا ان كل ذلك لم يؤد لقيام اي منهما بخطوة باتجاه الآخر، لا بل كانت الهوة تزداد يوما بعد يوم بينهما.

ويصر جعجع على نفي وجود اي تواصل او علاقة مع حزب الله، رغم ما يتردد باستمرار عن نيته مد جسور تواصل وان بالحد الادنى، الارجح بمحاولة لاسقاط الفيتو الذي يرفعه الحزب بوجه وصوله في يوم من الايام الى قصر بعبدا.

اما علاقة القوات-المردة فظلت حدودها المصالحة بين الفريقين التي اتت على وقع خلافاتهما المتمادية مع "الوطني الحر". وتصف مصادر "القوات" العلاقة مع "المردة" اليوم ب"الجيدة، لكنها لا تتخطى المصالحة والتبريد السياسي والتهدئة لانها اصلا ليست من طبيعية سياسية في ظل الخلاف على جملة ملفات وطنية". والارجح ان هذه العلاقة ستلحق غيرها لجهة انها ستتدهور مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي واعتبار فرنجية وجعجع على خد سواء انهما الاحق بالرئاسة بعد عون.

فهل تؤدي التحالفات على القطعة غرضها بالنسبة لجعجع وتعبد طريقه الى بعبدا بعدما فشل تحالف ١٤ آذار بأن يكون رافعة له؟ ام تبقى العراقيل التي افشلت محاولته السابقة على حالها فيضطر للتنازل مجددا لاحد غريميه، باشارة لباسيل وفرنجية، او لشخصية اخرى من خارج "نادي الاقوياء"!؟


Alkalima Online