الترسيم بين لبنان واسرائيل... تفاوض ام تطبيع؟

  • شارك هذا الخبر
Saturday, December 5, 2020

بعد اربع جولات متتالية، أبلِغ لبنان رسمياً بتأجيل الجولة الخامسة من المفاوضات التقنية لترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل حتى اشعار آخر. والسبب بحسب المعلومات المتداولة رفض اسرائيل للشروط اللبنانية الجديدة "عالية السقف" برأيها، والتي هي زيادة البقعة المتنازع عليها بحرا من 860 الى ألفي كيلومتر مربع، وفق المعطيات والخرائط والاحداثيات الجديدة للجيش اللبناني والتي تستند الى قانون البحار الدولي.

وعلى رغم الموقف اللبناني الواضح في هذا الخصوص، تسعى اسرائيل عبر الجانب الاميركي باعتقاد بعض المراقبين الى دفع مفاوضات الترسيم الى "تفاوض" مقدمة للتطبيع كما يحصل في بعض دول المنطقة. وتتخوف اوساط لبنانية ان تطول فترة تأجيل الاجتماعات لمزيد من الضغط على السلطة لتليين موقفها في هذا المجال.

العميد المتقاعد خالد حمادة قال لـ"المركزية": " لا يمكن فصل تأجيل المفاوضات المباشرة او التي تسمى غير مباشرة ولكن في نفس الغرفة بين الفريق الاسرائيلي والفريق اللبناني لأجل غير مسمى الا من قبيل الجو المتشنج الذي بلغ ذروته مع اغتيال العالم الايراني محسن فخري زاده من قبل اسرائيل، والقصف الذي يتم في العمق السوري على الوحدات الايرانية والبنية التحتية الايرانية وكل معسكر الفصائل المسلحة التي تتبع لها وكذلك المزيد من العقوبات التي تزداد يوما بعد يوم نوعاً وكمًّا، عن عملية التأجيل".

واعتبر "ان الاميركيين والاسرائيليين يريدون تمرير أكثر من رسالة، الاولى ان الوقت ليس متاحاً لعمليات تفاوض لا تنتهي وبالتالي يجب البدء من نقطة ما، وبرأي الاميركيين هذه النقطة هي خط فريديريك هوف الذي يجب التفاوض حوله وليس العودة الى ما قبل، حسب الموقف اللبناني، وطبعا هناك نوع من التضييق على المناورة اللبنانية. والرسالة الاخرى تريد ان تقول ان ما سارت عليه المنطقة بعد تطبيق اتفاقات التطبيع، وهذا الاندفاع العربي - الخليجي والاسرائيلي نحو مزيد من تطوير العلاقات سواء الاقتصادية او الامنية والذي اتى رداً من الدول الخليجية على التمادي الايراني وعدم القدرة الدولية على ضبطه. اذاً، مجموع هذه العوامل جاءت لتؤشر الى ان ترسيم الحدود اللبنانية لا يمكن ان ينفصل عن المناخ الذي يأخذ الصراع العربي -الاسرائيلي الى مكان آخر يجعله نوعا من صراع حدود وليس صراعا بالمعنى العروبي او القومي الذي كان مطروحاً سابقاً".

أضاف: "ربما هناك رسالة أخرى ان لبنان في النهاية غير قادر على تغيير هذه المعادلة، وهي رسالة الى حزب الله، إذا كنتم قادرين على تغيير المعادلة، بإمكانكم المحاولة. اعتقد ان الكل يدرك ان ايران غير مستعدة وهي في غير وارد فتح حرب مع الاميركيين واصبحت القيادة الايرانية مقتنعة ان الرهان على تغيير الادارة لن يشكل جديداً، لأن ما وصلت إليه المنطقة من اتفاقات وما بلغته العلاقات الايرانية - الاميركية لجهة العقوبات التي وافق عليها مجلس الشيوخ والكونغرس، لا يمكن العودة به الى الوراء".

وختم حماده: "لا اقول اننا نذهب باتجاه التطبيع، لكن لا يمكن ان تنفصل نتائج ومسار هذه المفاوضات عن كل ما يجري في المنطقة وبالتالي يشكل لبنان حالة شاذة، ربما قبل اتفاقات التطبيع كان يمكن للبنان ان يذهب بعيداً في هذا الموقف، اما الآن فإن الفرص غير متاحة، خصوصا اذا ما اضفنا اليها التعثر الاقتصادي اللبناني والعزلة العربية للبنان والعزلة الدولية وكل المشاكل الداخلية وما يتعلق بالاقتصاد والفساد وانفصال الشعب اللبناني فعلاً عن القيادة السياسية"


المركزية