كتاب مفتوح من عبود الى وزيرة الإعلام

  • شارك هذا الخبر
Friday, December 4, 2020

أرسل الوزير السابق فادي عبود كتابا مفتوحا الى وزيرة الإعلام منال عبد الصمد حول الحق في الوصول الى المعلومات، جاء فيه:

"اشكر معالي الوزير على اهتمامها بالتوعية حول الشفافية واطلاق حملة اعلامية لتعميم اسس ومفاهيم الحق في الوصول الى المعلومات ولكن يهمني ان الفت نظر الوزير السيدة عبد الصمد الى نقاط بالغة الاهمية وارجو التنبه اليها قبل وضع الجهود المذكورة في مكانها غير الصحيح، كمن يملأ سلة مثقوبة بالمياه لان قانون الحق في الوصول الى المعلومات قانون مشوّه ولن يؤمن الشفافية المطلوبة في العمل العام لعدة اسباب :
- لقد انقضى عصر طلب المعلومة وتعيين موظف وانتظار وقت محدد للاجابة على الطلب ، يجب ان ننتقل الى عصر الشفافية المطلقة بحيث تصبح كل المعلومات التي بحوزة القطاع العام وكل البيانات مفتوحة للجميع من دون الحاجة الى اي طلب ومتابعة .
- هذا القانون يُدخل المواطن في متاهة إدارية عبر التقدّم بطلب رسمي للحصول على معلومة وتخصيص موظف للردّ على الطلبات، وكلنا نعرف تجربة المعاملات الرسمية، فالمواطن يعاني حين يتقدم بمعاملة أساسية تخصّ حياته، فمن سيقوم بمغامرة التقدّم بمعاملة رسمية للبحث عن معلومات هي بالأساس حقاً له، أي بمعنى آخر عندما تريد أن لاّ تمنح شيئاً، قم بتعقيد المعاملات.
- ان القانون المذكور يسمح بالعديد من الاستثناءات مثلا المبالغ التي لا تتخطى الخمسة ملايين ليرة لبنانية ، المعاشات والحوافز والتعويضات ، وغيرها ، هذه الثغرات تسمح للادارة بغربلة ما تريده من معلومات مما يجعل الشفافية منقوصة وهذا خطير ، ان كل مستند او بيانات تتعلق بالمال العام يجب ان تكون مفتوحة للمواطن بشكل كامل ودون اي عوائق.
- والأخطر هي القناعة الثابتة بأن طالب المعلومة يجب أن تكون له مصلحة أو صفة ليتقدّم إلى الإدارات العامّة بطلبات للوصول إلى المعلومات (تمّ رفض العديد من الطلبات ًالتي تقدمت سابقا بسبب انتفاء الصفة والمصلحة للجهة المتقدمة)، هذه مهزلة بحد ذاتها، كيف أن السلطة لا ترى مصلحة أو صفة لكل مواطن يدفع ضرائب بأن يطلّع على كل قرش يُصرف من المال العام.؟ كما تضمنت المراسيم التطبيقية اشارة الى ضرورة عدم تكرار الطلب مما يعتبر اساءة لاستعمال القانون . ان وضع اي ضوابط على الشفافية هو الغاء لها ونسفها من الاساس ، فكما قلنا الشفافية او تكون مطلقة او لا تكون .
اخيرا، ان الايحاء بالشفافية هو اخطر من عدم وجودها ، فاعطاء السلطة العامة قانونا توهم به المواطن والمجتمع الدولي بانها شفافة هو خطير، والافضل عدم وجوده في الاساس ، الحل اليوم هو الانتقال الى عصر الشفافية المطلقة والبيانات المفتوحة، ونتمنى ان تطلع معالي الوزير على تجارب الدول العربية التي سبقتنا في قوانين الحق في الوصول الى المعلومات ، وهي لم تقدم ولم تؤخر في مجال تحقيق الشفافية، نتمنى عدم استنساخ التجربة والانتقال الى قانون متقدم يؤمن الشفافية الحقيقية. (طيه القانون المقترح )"