خاص- لا خطوط حمراء في البيئة الشيعية: قطبا الثنائي يفقدان حصانتهما! بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, November 20, 2020

خاص ــ بولا أسطيح

الكلمة اونلاين

قد يتفق الجميع على ان ما قبل ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩ ليس كما بعده، وان اختلفوا على مقاربة ما حصل، من حيث دعم الانتفاضة او شيطنتها. فلم يعد خافيا ان المنظومة السياسية المستمرة بتمسكها بالسلطة رغم كل ما شهده لبنان خلال العام الماضي وبخاصة كارثة انفجار مرفأ بيروت، فقدت حصانتها وباتت في مرمى كل شيء دون استثناء، انطلاقا من حرية افرادها بالتنقل مرورا بالاعين المفتوحة على اي تجاوز جديد يقومون به وصولا للعقوبات التي لا تفرض عليهم حصرا قيودا مصرفية وتقيد حركة تنقلهم دوليا، انما باتت تهدد مستقبلهم السياسي وطموحاتهم الكبيرة.

وقد ينفع هنا الاستشهاد بشخصية سياسية قيل لها مؤخرا ان اسهمها ارتفعت بعد الانتفاضة لتبوؤ منصب رئاسة الجمهورية، فكان جوابها: الله يبعد الضربات!

الا ان الضربات التي تلقتها المنظومة مجتمعة تختلف تماما عن تلك التي تلقاها كل فريق فيها على حدة.وقد تكون الضربات التي اصابت "الثنائي الشيعي" ابرز ما يتوجب التوقف عنده خاصة مع سقوط الخطوط الحمراء في البيئة الشيعية وبخاصة تلك التي كانت تحيط بكل من امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. فبعد ان كان مجرد ظهورهما بمشهد كاريكاتوري في احد البرامج الترفيهية الساخرة يهدد باحراق محطة تلفزيونية وبفتنة طائفية، باتا بعد ١٧ تشرين جزءا لا يتجزأ من شعار "كلن يعني كلن"، فطالتهما اتهامات الفساد والسرقة والسطو على المال والاملاك العامة، وبرزت لاول مرة دعوات لاسقاط بري من رئاسة المجلس النيابي بعد ان تركزت المظاهرات والتحركات الشعبية بوجه مقر البرلمان الذي شهد محيطه اعنف المواجهات مع القوى الامنية.

ولم تنحسر هذه الموجة مع انحسار الانتفاضة، انما ها هي تواصل تمددها، وآخر المحطات تقارير تلفزيونية مركزة بوجه بري وفريقه السياسي، لم يكن احد يجرؤ ان يتحدث بمضمونها حتى في مجالس خاصة.

وليس ما يحصل في هذا المجال عابرا على الاطلاق، انما يؤسس لتغييرات كبرى على مستوى اعادة تكوين الطبقة الحاكمة، على ان يتظهر ذلك خلال الانتخابات المقبلة التي ستكون تأسيسية في هذا المجال ويأتي الانقلاب تباعا.

وتشير المعطيات الى "اهتزاز وخيبة وتراجع الثقة بقدرة الثنائي الشيعي على تلبية تطلعات المواطنين الشيعة على المستوى الاقتصادي والمعيشي وفي ادارة الدولة"، الا ان ما يجعل التعبير عن ذلك خجولا في هذه المرحلة، فاستمرار غياب البديل القادر على الامساك بزمام الامور، من دون ان ننسى السطوة الامنية التي تلعب دورا اساسيا في خلق حال من الخوف والحذر من الخروج من دائرة الثنائية الشيعية.

وتعي قيادتا "أمل" و"حزب الله" ان زمن النفوذ التام والتأييد الشعبي المطلق ولى الى غير رجعة، لذلك تراهما لا يواجهان بالقوة محاولات "التنفيس" المستمرة التي تظهر هنا او هناك من دون ان يعني ذلك عدم العمل على احباطها، وهو ما يتجلى بوضوح بدفع "الثنائي" باتجاه تكاتف القوى الحاكمة وتجاوز خلافاتها لعلمها بأن ذلك وحده كفيل بتجاوز المرحلة بعدما بات واضحا ان هذه المنطومة اما تسقط مجتمعة او تنتصر مجتمعة!

فنرى مثلا اليوم ان "أمل" و"الوطني الحر" تجاوزا الى حد بعيد خلافاتهما الاستراتيجية التي كانت قد تحولت مؤخرا معارك سياسية شبه يومية، وان "الثنائي الشيعي" بات اول الداعمين لعودة رئيس "المستقبل" لرئاسة الحكومة، من دون التطرق الى الهدوء الذي تشهده الجبهة العونية- الجنبلاطية واصرار عون والحريري على الحديث دوما عم ايجابية تحيط بعملية تشكي الحكومة وهي ايجابية لا نرى لها اي انعكاس على ارض الواقع!

وقد أتى مسلسل العقوبات ليفاقم من التحديات التي يواجهها "الثنائي". فبعد ان اعتقد حزب الله انه تكيف معها باطار المنظومة الذاتية المتينة التي اوجدها ضمن بيئته، حلت العقوبات على حلفائه وبخاصة على رئيس "الوطني الحر" جبران باسيل بمثابة تحول كبير بات يهدد حقيقة البيئة الحاضنة التي ساهمت بوصوله الى ما وصل اليه من حيث القوة والنفوذ..

ويبقى السؤال، هل يؤسس كل ما سبق الى تلاشي اسطورة "الثنائي" ام ان غياب البديل، سيدفع الجمهور الشيعي الى صناديق الاقتراع في العام ٢٠٢٢ لتجديد البيعة لهما على مضض!؟


Alkalima Online