خاص- العقوبات تقترب من عون ... رغم انشراح الممانعة بانتخاب بايدن

  • شارك هذا الخبر
Thursday, November 19, 2020


خاص- الكلمة أونلاين



لا يلقى تعطيل تشكيل الحكومة قبولا لدى كل من واشنطن وباريس لاسيما انه بدا واضحا لديهما بأن الرئيس ميشال عون يتمسك بالحصول على ستة وزراء مسيحيين من اصل تسعة وزراء مسيحيين من عديد الحكومة اذا ما كانت من 18 وزيرا اي انه يريد الثلث المعطل، معتبراً بأن الوزراء الثلاثة الاخرين  بينهما اثنان من حصة تيار المردة وثالث من حصة حزب الطاشناق وان الاخير لا يمكن ادراجه في خانة الحصة المشتركة بينه كرئيس الجمهورية وبين التكتل لبنان القوي الذي يترأسه النائب جبران باسيل .



هذا الواقع بات يشكل امتعاضا قويا لدى كل من واشنطن وباريس اضافة الى "بروفيل" وزراء الطائفة الشيعية المفترض ان يكونوا من خانة الخبراء المستقلين وليس كما يفرض الثنائي، اذ حتى حينه تبدو الحكومة التي سيشكلها الرئيس المكلف سعد الحريري تحوز على اكثرية وزارية من محور الممانعة بحيث يأتي مجموع وزراء التيار وكذلك المردة والطشناق اضافة الى ممثلي الثنائي الشيعي ليعطي الحكومة لونا سياسيا فاقعا في ظل مطلب الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا بضرورة تشكيل حكومة بعيدا عن الهيمنة السياسية خصوصا من جانب حزب الله .



اذ تعتبر هاتين العاصمتين حسب اوساط ديبلوماسية انه من غير المعقول ان يستمر التوازن الطاغي للممانعة على الحكومة خاصة ان رئيس الجمهورية ميشال عون هو حليف لحزب الله وفي فلك الممانعة وكذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري ولذلك تماشيا مع التحولات السياسية تجاه لبنان مفترض ان تكون الحكومة متوازنة سيما ان الحريري يأتي بدور اعماري لما اصاب العاصمة بيروت من كارثة بشرية عدا الاضرار والدمار من الانفجار وكذلك بهدف تعويم الوضع الاقتصادي الاجتماعي المتردي بما يفرض حكومة تضم خبراء ومستقلين لمواكبة هذه المرحلة.



وتكشف الاوساط الى ان اعاقة تشكيل الحكومة لن تمر دون عواقب اذ ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وضع رصيده الشخصي ومصداقية فرنسا على المحك امام المجتمع الدولي ولا يتقبل عدم تشكيل الحكومة في لبنان لكون ذلك سيرتد عليه سلبا عشية الانتخابات الفرنسية في ايار المقبل.



فقد قوبلت تحركات ماكرون تجاه لبنان بانتقادات من قبل المعارضين له سيما ان الدستور الفرنسي يحدد حالات ثلاثة لتدخل فرنسا في شؤون دول اخرى لكن ذلك يكون من باب المبادرات السياسية مع الدول والحكومات وليس على غرار اجتماعاته برؤساء الاحزاب.



 



لذلك فان ماكرون يلوح بعقوبات اوروبية اقله في اتجاه قوى تعرقل الحكومة ومن بينها الرئيس عون الذي لا تخفي الاوساط الفرنسية كلامها بأن مطالبه تشكل عائقا امام تأليف حكومة المهمة المحددة للمعالجات الاقتصادية وان هذه العقوبات قد تعزز بأميركية قد تطال قوى سياسية مساهمة في تعطيل تشكيل الحكومة يحيث ستكون نوعية كما أن هذه العقوبات ستكون مفاجأة لناحية ماهيتها.  



وفي منطق الاوساط بأن حزب الله تراجع عن تعاونه مع تشكيل الحكومة ويراهن بانه من الافضل له ان يعود الى سياسة استهلاك الوقت مع واشنطن اسوة باستراتيجية محور الممانعة، لأن الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن سيعيد احياء المفاوضات مع ايران التي ستجعل هذا المحور منشرح سياسيا وان كان الواقع لن يقارب شهر العسل الذي كان بين الرئيس الاميركي الاسبق باراك اوباما وبين ايران، بما يخفف من الضغط الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب على هذا المحور.



لكن هذا الواقع لن يوقف اندفاعة العقوبات على من ستصيبه من قبل كل من واشنطن وباريس، لأن الاصرار على الحد من نفوذ حزب الله على الساحة اللبنانية هو قرار اتخذ دوليا وينفذ على واقع متعدد الاوجه.



سيمون أبو فاضل- رئيس تحرير موقع الكلمة أونلاين