رسالة الى الرئيس سعد الحريري - بقلم فؤاد فريجي

  • شارك هذا الخبر
Sunday, October 25, 2020



كي نسبق الوقت الى الموضوع فوراً بلا مقدمات الأطراء والتبجيل .
ستكون الحكومة رقم ٧٧ منذ تأسيس الجمهورية اللبنانية والتي ستدخل بها الى السراي الكبير ، متأبطاً اخطر الملفات والأكثر حساسيةً في ظروف وطنية قاسية يشهدها البلد ، ووضع اقليمي ترسم معالمه خرائط جديدة لكيانات سوف تولد واخرى تأكلها النار .
دولة الرئيس
مواطن لبناني مراقب ومستمع لا يملك سوى قلم حر مُغمس بالقهر ، دعني أصارحك وبوقاحة عن ما حل بِنَا ، وانتَ تعرف الشاردة والواردة ، او فات فريق عملك أبلاغك عنه او تستر !
في ١٧ تشربن الأول ٢٠١٩ افترش الساحات والشوارع مليونين ومئتي الف لبناني ، رفضاً للأستبداد والحالة المُزرية التي تراكمت على الشعب اللبناني من عوز وبطالة بلغت نسبتها ٦٥ ٪؜ ورشاوى وصفقات وفقدان فرص العمل ، حتى وصلت الأمور الى المؤسسة العسكرية التي أعلنت عدم قدرتها على ادخال اللحوم في وجباتها ، والمحاصاصات السياسية في الإدارات والوزرات وباقي السقطات ، التي فاحت رائحتها حتى بتنا على كل شفة ولسان في دوائر القرار العالمية .
دولة الرئيس
الكهرباء مفقودة في ( وطن النجوم ) وتم صرف ٤٨ مليار دولار على هذا المرفاء والوزارات المتعاقبة لم تستطع اقناع الناس بكيفية صرف هذا المبلغ والكهرباء تزداد في التقنين حتى بلغ ذروته وغرقت بيروت لأول مرة في الظلام يوم ١٢ تموز ٢٠٢٠ ، هذا المشهد ابكى عواصم ١٨٥ دولة !!
الآف الطلاب يتخرجون من الجامعات ولَم يلاقوا وظيفة ، منهم من يهاجر حيث تلتقطه دول الغرب والشرق فيصنع لهم المبدع اللبناني انجازات تُسبق العصر ، اما المتبقي منهم في هذا الوطن التعيس ، فيذهب للعمل بعرق الجبين في ( المقاهي ) يخدم الناس واولاد سارقي اموال اللبنانيين !!
دولة الرئيس
الفساد نخر جسد الجمهوربة وانظر الى التالي : لبنان للمرة السابعة على التوالي يحتل المرتبة 137 عالمياً في الفساد من أصل 180 دولة يقيسها المؤشر، مقارنة بمرتبة 138 من أصل 180 لعام 2018 عدا عن مؤشر العام ٢٠٢٠ الذي سيصدر قريباً ويكون صادماً .
دولة الرئيس
مليون و٣٠٠ الف عامل تركوا وظائفهم وتحولوا الى ضحايا وقنبلة اجتماعية موقوتة ، مئات المؤسسات أُقفلت ، وما تبقى منهم لفحته نار الديون والأفلاس ، وها هو الوضع الأقتصادي والمالي يستسلم نحو الموت طوعاً .
ان العجز المالي المتراكم والذي اوجد كارثة على القطاع المصرفي لم يعرفه هذا القطاع منذ تأسيسه وكان الأبرز في الشرق ومحط انظار العالم ، وهذا القطاع دولة الرئيس ، اوقع المودعين في فخ الشك عدا عن الإشكالات اليومية مع هذه المؤسسات وفلتان سعر الدولار الذي بلغ سقفاً لم يألفه في اي من المراحل مما اوقع المواطن بعجز الرواتب المتأكلة وأرتفاع القيمة الشرائية ، وكارتيلات الأموال عمدوا الى سحب اكثر من ١٠ مليار دولار الى خارج لبنان ، وتحت سطوة النفوذ تم تحويل جزء كبير من هذه الأموال من الليرة اللبنانية الى الدولار الأميركي ، وهذا ماجعل المواطن المودع يسأل اين حصاد العمر ؟؟
في التاريخ الفرنسي يُطلقون على لبنان تسمية ( جبل الزهور ) وفِي هذا الحبل انظر ما يحدث : نسبة الفقر بلغت ٥٥ ٪؜ البقاع الجريح يتسول ، الجنوب الصامد يصرخ الشمال الحبيب ، ابناؤه يركبون غباب البحار ونستعيدهم ضحايا من مراكب الموت وعصابات تجارة البشر ، فيما بيروت وباقي المناطق تغرق في الدموع .
حيث تتحكم مافيا المحروقات والمواد الغذائية والأدوية وباقي المستلزمات اليومية برقاب اللبنانيين بالتهريب ، مجموعة من التجار عديمي الأنسانية والوطنية ، بالتعاون مع مافيا الدولار الذي اصبح حكاية قهر يومي يخطف احلام ومستقبل ولقمة عيش المساكين .
دولة الرئيس
لقد قامت انتفاضة ١٧ تشرين ٢٠١٩ وكنتَ فيها الحكم الذي اعطى الناس نموذجاً راقياً عن الحياة الديمقراطية ، وها انتَ تعود ثانية ً ، ولبنان يرزح تحت ديون تفوق ال١٠٠ مليار دولار عدا عن الأموال المهربة الى خارج البلد والتي حصدها كل من دخل الى جنة السلطة ،
وحتى اليوم رغم نشر بعض اسماء الناهبين لم نرى متهماً واحداً يحاكم وراء القضبان ، من اجل ماء الوجه فقط واحتراماً لأصوات مليوني و٢٠٠ الف لبناني هتفوا في الشوارع ( بدنا ناكل جوعانين )
دولة الرئيس
في كل المحطات االسياسية بعد العام ٢٠٠٥ كُنتَ شريكاً في صناعة القرار وحبيب الشعب ، لماذا وصلنا الى هذا الدرك المُخزي ؟
اتمنى دولة الرئيس ولو لمرة واحدة ، ان يتضمن البيان الوزاري للحكومة الجديدة التي ستولد قريباً فقرة تقول : ان الحكومة تُكلف الأجهزة الأمنية والعسكرية بأعتقال كل المشبوهين في نهب المال العام ومحاكمتهم في جلسة علنية امام الشعب اللبناني .
بهذا دولة الرئيس يتنفس الصعداء وتكون اعظم رجل سياسي عرفه التاريخ .
لن اطيل عليك وأكتفي بهذا القدر من الألم ، وأنا لا أُحملُكَ اثقال واخطاء وسقطات السياسيين الذين تناوبوا على الحكم منذ الأستقلال حتى اليوم ، لكن حساسية المرحلة تتطلب عبقري يُنقذ ما تبقى ، وإلا سنحمل حقيبة في يد وفِي اليد الأخرى جواز سفرنا المُتعب ونلوح من باب الطائرة الى وطن دفنوا فيه احلامنا غصباً عنا وجلسوا حكامنا على اجسادنا يتلذذون بألمِنا في سادية مقززة .