لا انتخابات نيابية مبكرة بالتالي لا مجلساً نيابياً جديداً . حكماً لا انتخابات رئاسية مبكرة .
ولم تنته القصة هنا بل أكملت ناحية النواب المستقيلين ؛ فهذه الاستقالة الشعبوية لم تأت بنتيجة حتى اليوم رغم عدد من عمليات التجميل التي اجريت لها .
باسيل الخارج من السلطة والتسلط لا يجد مكاناً له . فهو حاول أولاً ان يستميل القوات اللبنانية وأرسل من يقنع جعجع بدعمه في موضوع الحريري والتكليف ، ولم يلق تجاوباً لا بل جوبه بمقولة " من جرب المجرب .... ". فقام بعدها بإرسال أشخاص من الصف الثالث للتواصل مع من يعرفون بالقوات علهم يؤثرون على قيادتهم ولم يفلحوا .
ناهيك عن ان باسيل غير مقبول خليجياً ومحروق أوروبياً ومرفوض اميركياً .
في الداخل فحزب الله يحاول قدر المستطاع تجنبه . ولا كيمياء نهائياً بينه وبين بري .
جنبلاط ، القوات ، المردة ، ومؤخراً سعد الحريري على خلاف معه .
فكيف له وهو معاد لكل الطبقة السياسية الا يكون خارجها ، مع كل محاولات الرئيس ادخاله من جديد والفشل له دائما بالمرصاد . زد على ذلك نقمة الثورة عليه ، فكلما ثار اثنان من الثوار لاي دين او طائفة او حزب انتموا يتفقان على مهاجمة جبران .
ومؤخراً تعمد شنكر للمرة الثانية عدم لقاء جبران وهذه المرة التقى فرنجية مما اخرج جبران من اللعبة السياسية والرئاسية حتى .
وأصبح واضحاً ان جبران وبواسطة بعبدا يقف بوجه تشكيل الحكومة مرة جديدة ككل المرات ليأخذ منها ما تيسر ضارباً بعرض الحائط حرج الوضع في لبنان .
الثورة مرهقة مشرزمة لا جامع بين مكوناتها الا المأكل والمشرب ولكل مجموعة مطالب في السياسة تختلف عن الأخرى . وكيف تكون ثورة اذا لم تكن الأهداف واحدة ؟! كيف نثور فقط على المواضيع المعيشية ولا نثور على اساس المشكل وهو هوية لبنان ؟ ماذا تقول الثورة عن السلاح غير الشرعي ؟
ذلك اشبه بشاب وفتاة اتفقاعلى الزواج وارتأيا ارجاء مناقشة كل المواضيع الخلافية الى ما بعد الزواج . حينها تبرز المشاكل مرة واحدة على السطح وتوضع باكملها على الطاولة وطبعاً لا تحل . حينذاك على الزواج السلام .
شنكر وبظرف دقائق فقط وضع خطوطاً للجميع لا يجب تخطيها وطبعاً رضخ الجميع ، ولم يكتف بل انَّبَ المعارضة هذه المره .
التقى شنكر سامي الجميل ولم يُفرح هذا اللقاء قلب الشيخ الشاب بعد ان سمع انه لا جدوى ترجى من الاستقالة من المجلس . مما شكل إحراجاً للشيخ وللمستقلين ولبعض أفراد الثورة المنادين بالاستقالة .
من هنا نرى ان باسيل استعمل الوقت الضائع في اللعبة السياسية فخرج منها .
كما ان الثورة تقف في اللحظات القاتلة من الوقت الضائع .