انطوان سعادة - باسيل الخارج والثورة المرهقة

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, October 21, 2020

بري باقٍ .
ماذا يعني هذا القول ؟

لا انتخابات نيابية مبكرة بالتالي لا مجلساً نيابياً جديداً .
حكماً لا انتخابات رئاسية مبكرة .

ولم تنته القصة هنا بل أكملت ناحية النواب المستقيلين ؛ فهذه الاستقالة الشعبوية لم تأت بنتيجة حتى اليوم رغم عدد من عمليات التجميل التي اجريت لها .

باسيل الخارج من السلطة والتسلط لا يجد مكاناً له . فهو حاول أولاً ان يستميل القوات اللبنانية وأرسل من يقنع جعجع بدعمه في موضوع الحريري والتكليف ، ولم يلق تجاوباً لا بل جوبه بمقولة " من جرب المجرب .... ".
فقام بعدها بإرسال أشخاص من الصف الثالث للتواصل مع من يعرفون بالقوات علهم يؤثرون على قيادتهم ولم يفلحوا .

ناهيك عن ان باسيل غير مقبول خليجياً ومحروق أوروبياً ومرفوض اميركياً .

في الداخل فحزب الله يحاول قدر المستطاع تجنبه . ولا كيمياء نهائياً بينه وبين بري .

جنبلاط ، القوات ، المردة ، ومؤخراً سعد الحريري على خلاف معه .

فكيف له وهو معاد لكل الطبقة السياسية الا يكون خارجها ، مع كل محاولات الرئيس ادخاله من جديد والفشل له دائما بالمرصاد . زد على ذلك نقمة الثورة عليه ،
فكلما ثار اثنان من الثوار لاي دين او طائفة او حزب انتموا يتفقان على مهاجمة جبران .

ومؤخراً تعمد شنكر للمرة الثانية عدم لقاء جبران وهذه المرة التقى فرنجية مما اخرج جبران من اللعبة السياسية والرئاسية حتى .

وأصبح واضحاً ان جبران وبواسطة بعبدا يقف بوجه تشكيل الحكومة مرة جديدة ككل المرات ليأخذ منها ما تيسر ضارباً بعرض الحائط حرج الوضع في لبنان .

الثورة مرهقة مشرزمة لا جامع بين مكوناتها الا المأكل والمشرب ولكل مجموعة مطالب في السياسة تختلف عن الأخرى .
وكيف تكون ثورة اذا لم تكن الأهداف واحدة ؟!
كيف نثور فقط على المواضيع المعيشية ولا نثور على اساس المشكل وهو هوية لبنان ؟
ماذا تقول الثورة عن السلاح غير الشرعي ؟

ذلك اشبه بشاب وفتاة اتفقاعلى الزواج وارتأيا ارجاء مناقشة كل المواضيع الخلافية الى ما بعد الزواج . حينها تبرز المشاكل مرة واحدة على السطح وتوضع باكملها على الطاولة وطبعاً لا تحل . حينذاك على الزواج السلام .

شنكر وبظرف دقائق فقط وضع خطوطاً للجميع لا يجب تخطيها وطبعاً رضخ الجميع ، ولم يكتف بل انَّبَ المعارضة هذه المره .

التقى شنكر سامي الجميل ولم يُفرح هذا اللقاء قلب الشيخ الشاب بعد ان سمع انه لا جدوى ترجى من الاستقالة من المجلس . مما شكل إحراجاً للشيخ وللمستقلين ولبعض أفراد الثورة المنادين بالاستقالة .

من هنا نرى ان باسيل استعمل الوقت الضائع في اللعبة السياسية فخرج منها .

كما ان الثورة تقف في اللحظات القاتلة من الوقت الضائع .