د. روي حرب- تعالوا ...

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, October 21, 2020



لا يهم كيف تتغيّر الحياة أو تتلوّن، تعلّموا المواجهة ولا تستسلموا.
في علم الاقتصاد عموماً والتسويق خصوصاً نعطي أمثلة كثيرة عن ضرورة المرونة لمواجهة الصعاب، فمن كان قاسياً متصلبًا برأيه تكسره الرياح وينتهي عمله، ومن كان طيّعاً ينحني كالسنبلة حتى تجتاز العاصفة ليعود فيتابع ما تبقى له من مسيرة.
كذلك الأوطان، إذ لا يستطيع وطناً صغيراً أن يحارب دولاً عظيمة مهما علا شأن جيشه ومقاومته والأسلحة التي يدّخرها، عليه بالمسايسة وتحييد نفسه عن الصراعات، وقد قال الأقدمون "عند حرب الدول احفظ رأسك" إبّان الحربين العالميتين الأولى والثانية، وكم نحن بحاجة اليوم لتطبيق هذا المثل مع اقتراب الحرب العالمية الثالثة.
وما ينطبق على الوطن هو نفسه ينطبق على الإنسان، فمن كان متشبّثاً بعقيدة أو بعرف أو بحزب أو بمنطق ولا يتقبّل الرأي الآخر، فمحكوم عليه إذاً بالتقوقع، ومن كان منفتحاً على رياح التغيير في الألفية الثالثة فهو من سيجاري العصر وينهض بنفسه وبعائلته وببلده.
كثير ما نسمع اليوم انتقادات موجهة للتعلم عن بعد، وفيديوهات تنمّر أقل ما يقال فيها أنّها مثيرة للإشمئزاز، فهناك تلميذ يستحم خلال الصف الإلكتروني، وآخر يفتعل إشكالاً وما سوى ذلك، ولكن تناسى بعض من يدّعي الفكاهة انّ اساتذتهم (وبمعظمهم من فئة عمرية اعتادت التفكير على لوح طبشوري مستعينة بالورقة والقلم) يقومون بالمستحيل ليتأقلموا مع البث المباشر عبر الانترنت وتغيير نمط التعاطي الصفّي وجدولة المنهاج ليتلاءم والواقع الحالي.
وهنا، لا بدّ أن يلعب الأهل دورهم من جديد، فيتابعون أبناءهم وينشرون جوّ العائلة التي افتقدنا في السنوات الماضية، فتعيد لنا كورونا بعضاً من تقاليدنا المحبّبة وتزيح عنّا التزلّف والمحاباة والواجبات الاجتماعيّة.
تعالوا نحوّل هذه الجائحة الى فرصة للتطوّر، ولنبني معاً لبنان الحلم خالياً من التنمّر والعصبية والطائفية، متبنياً فكرة التقدّم والإبكار...
تعالوا نتشابك بدلاً من تمزيق بعضنا البعض، تعالوا نتآلف بدلاً من محاربة بعضنا البعض، تعالوا ننحني اليوم بحكمة ونحيّد أنفسنا عن الصراعات لننهض غداً ونشرق فلا ننكسر.
#خدوني_ع_قد_عقلاتي
دكتور روي ج. حرب