خاص- طلاب الجامعات اللبنانية لا يرضخون للقوة القاهرة ويتحضرون للمنافسة العالمية

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, October 21, 2020


خاص موقع "الكلمة اونلاين" 


هلا الترك


 


رغم الظروف القاسية التي يعيشها لبنان، التي من الطبيعي أن تنعكس على حالة شعبه النفسية، يبدو أن فئة الشباب اليوم رفضت الرضوخ للمصير المظلم وتسعى لتغيير مستقبلها بنفسها. طلاب لبنان الجامعيين الذين معظهم يضطر للعمل في أكثر من وظيفة ولو بشكل حرّ ليتمكنوا من تغظية مصاريفهم الجامعية التي لا تعد "عادية" بالنسبة للوضع الإقتصادي اللبناني "التعيس". ولكم يبدو أن الطلاب الجامعيين إستفادوا من هذا الدرس وتيّقنوا أن تحمّل المسؤولية في وطن مثل لبنان ييدأ من سنّ المراهقة وباتوا يتقدمون للمشاركة في مسابقات عالمية لريادة الإعمال تدعم طاقاتهم الشبابية وأفكارهم التجارية وتسعى لتطويرها.


في هذا الإطار كان لموقع "الكلمة أونلاين" مقابلة خاصة مع الطالبة سارة هدّار التي تتخصص في مجال ادارة الاعمال العالمية في الجامعة الاميركية العلوم والتكنولوجيا "AUST". تقدمت هدّار للمشاركة في مسابقة "Hult Prize" والتي هي عبارة عن منافسة بين الطلاب من مختلف الجامعات حول العالم، .يكسب الفائز  فيها جائزة قيمتها مليون دولار اميركي لكي يتمكن/ تتمكن من انجاز مشروعه\ها المقدم للجنة الخبراء التي تقييم كل المشاريع والمبادرات الطلابية.


 


وتشرح هدّار لموقعنا: " تمر هذه المسابقة بثلاث مراحل، اولها ان يكوّن الطالب/ة فريق العمل الخاص بالمشروع، شرط أن يكوّن طلاب جامعيين ولو من إختصصات مختلفة." 


 


وتتمحور فكرة المسابقة كل عام حول موضوع معين وموحد عالمياً ويتم تغييره على اساس سنوي. وموضوع هذا العام بحسب هدّار هو مجال الصناعات الغذائية وكيفية تماشيها مع نمط حياة المواطنين خاصة بعد الثورة الرقمية التي اثرت على القطاع بشكل عام من حيث طريقة الصناعة، الاستهلاك، التقديم وغيرها من المعايير. وتضيف هدّار:" ايسعى الطلاب المشاركين في هذه المسابقة حول العالم من خلال مشاريعهم الى تطوير القطاع بهدف زيادة فرص العمل فيه، وتحسين هذه التجربة بالنسبة للمستهلكين عالمياً."


بعد تشكيل فريق العمل، تأتي مرحلة الورش التدريبية التي يخضع لها الطلاب في كل جامعة لإكتساب مهارات عدّة، أبرزها كيفية طرح أفكارهم التجارية على الممولين، إقناعهم بالجدوى الإقتصادية والقيمة المضافة الناتجة عن مشروعهم."  وتشير هدّار التي تشرف على إعطاء الورش التدريبية في جامعتها أن التدريبات هذا العام ستتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسبب جائحة الكورونا.


 


من بعد فترة التدريبات، سيقوم الطلاب بإعداد نشاط في حرم جامعاتهم  سيقوموا بتنظيمها بأنفسهم. وخلال النشاط سيتم اختييار 3 مجموعات من كل جامعة ليشاركوا في المسابقة الأكبر وهي على صعيد جامعات لبنان، ومنها يتأهل الرابح من بين المجموعات اللبنانية لفرصة التنافس على صعيد عربي، في حال تفوّقه يتحضّر في المرحلة الاخيرة للتنافس مع جميع الطلاب المتأهلين حول العالم.


 


ومن شأن هذه المسيرة ان تدعم الطلاب في لبنان على امور أبعد مما هي مذكورة في الكتب الجامعية لتصل الى طريقة تعاملهم من ممولين ومساهمين ليتمكنوا من انجاز أفكارهم التجارية. ومن جهة اخرى، سيتمكن الطالب/ة من اكتساب خبرة في إدارة الوقت بين الدارسة والمشروع العملي. وهذا هو الربح الاكبر بالنسبة للطالبة هدار التي تؤكد ان  هذه الخبرة لا تثمن بالمال ولا يمكن ان تعطى فهي "مكتسبة" عن طريق التجربة الشخصيّة. أما حول الظروف القاسية التي يمر فيها لبنان والتي بطبيعة الحال تؤثر على نفسية الطلاب واندفاعهم ترى هدار:" علينا اليوم ان نخلع ثوب "الضحية" وان لا ننتظر مصيرنا المجهول، علينا اليوم كطلاب وفئات شابة وناشطة ان نباشر بصناعة التغيير رغم كل الظروف."وبالنسبة لهدار:" المشاركة في مسابقة من هذا النوع من شأنها ان تحفز الروح التنافسية عند طاقاتنا الشبابية عن جديد مما يضمن الاندفاع نحو غد افضل." وفي الختام، اعتبرت الطالبة:" ان المباشرة في عالم الاعمال يبدأ بالإرادة قبل الكتب الجامعية.. وعلينا اليوم اتخاذ قرار بناء ذاتنا بذاتنا رغم كل الظروف."