حسن سلامة - الخلاف المستحكم بين الحريري وباسيل

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, October 20, 2020

لازالت الفساد والعهر والارتهان للخارج تتصارع على مصالحها ومصالح مافياتها ومذاهبها ، فيما البلاد ومعها كل اللبنانين ينتظرون من يعيد لوطنهم بارقة أمل بالإنقاذ والخروج من مستنقع الانهيار ومعه مستنقع فقدان هذه المنظومة كل إحساس وطني وإنساني وتحولها الى مجموعة من الوحوش المفترسة . فما حصل ويحصل في الأسبوعين الماضيين بعد ترشيح الحريري نفسه لتروءس الحكومة ينذر بما لا يمكن توقعه من مخاطر أدهى وأخطر مما عايشه اللبنانين ، فهذا يريد حكومة سياسية وذاك حكومة إختصاصين وثالث حكومة مستقلين ، فيما كل هذا الاستفراغ النتن من منظومة الفساد لا يبدل ولا يغير شيئا في جهنم التي أمعنت وتمعن هذه الطبقة المجرمة بإشعال نيرانها في كل تفصيل من حياة اللبنانين ، في وقت المطلوب شيء أخر تماما وعنوانه وضع خارطة طريق شاملة ومفصلة للإنقاذ يقر ويتعهد الجميع السير بها دون أي مواربة أو لف ودوران ويأتي في الأولوية تحديث النظام العفن والنتن بكل منظوماته السياسية والوطنية والمالية والحياتية والخطوة الأولى قوانين شفافةوواضحة للمحاسبة من الأكبر الى الأصغر وبما يتيح بالدرجة الأولى زج كل من تطاول على المال العام ولقمة عيش اللبنانين في السجون بالتوازي مع إستعادة كل قرش من المال المنهوب ومن دون ذلك يبقى كل نفاق وأكاذيب المنظومة الحاكمة تضييع للوقت والتقاط اللحظة المناسبة لتعويم نفسها ومعها نظام التحاصص وتقسيم اللبنانين الى قبائل ومللل وشلع وقطعان . مع العلم المسبق أن كل ما يطرح من واشنطن الى البنك الدولي الى باريس وسيدر يراد منها جميعا تعويم منظومة الفساد والارتهان للخارج مع بعض الرتوش من هنا والمكياج من هناك بما يتناسب مع أجندات ومصالح هذه الدول وخططها للهيمنة .ولذلك ، فالخلاف المستحكم بين الحريري وباسيل حول رفض الأخير تسمية الأول لرئاسة الحكومة لايعبر عن رغبة وتوجه من الاثنين لكي تكون حكومة يشكلها الحريري مدخلا للخروج من الانهيار وإنما الخلاف على تقاسم الحصص ولاحقا طبيعة إتخاذ القرارات ، لانه لو كانت النوايا عكس ذلك كان يفترض ان يكون الخلاف أو الاتفاق على الخطة المطلوبة للإنقاذ ومدى شموليتها وليس على تناتش ماتبقى من هيكل عظمي للدولة وموءسساتها وماليتها العامة .